البث المباشر

رواية تكشف هوية الصادين عن التقرب الى الله برسوله(ص) شرح فقرة: "اللهم إجعل جوامع صلواتك..." حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول العلاقة بين معرفة النبي(ص) وترسيخ محبته

الإثنين 8 إبريل 2019 - 09:47 بتوقيت طهران

الحلقة 29

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صفي الله الاعظم المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم اعزائنا المستمعين ورحمة الله وبركاته نبدأ على بركة الله وبعونه تقديم الحلقة اخرى من هذا البرنامج الذي يعنى بالاستضاءة بفقرات زيارة سيدنا رسول الله(ص) من بعيد والمروية عن سليله مولانا الامام الصادق عليه السلام، وقبل ان نتناول فقرة هذه الحلقة ننقل لكم رواية مروية باسانيد عديدة في الكتب المعتبرة عند المذاهب الاسلامية تعرفنا بهوية الذين يصدون الناس عن توقير النبي الاكرم(ص) والتقرب به الى الله جل جلاله.
روى الحاكم في مستدركه على كتابي البخاري ومسلم مسنداً عن داوود ابن ابي صالح ان مروان بن الحكم وهو طريد رسول الله(ص) اقبل يوماً بعد ان تحكم بنو امية في رقاب المسلمين فوجد رجلاً واضعاً وجهه على قبر النبي(ص) فاخذ مروان بغلظة برقبة الرجل قال: هل تدري ما تصنع؟ 
فاذا هو الصحابي الجليل ابو ايوب الانصاري رضوان الله تعالى عليه فاجابه ابو ايوب: نعم ادري ما اصنع لم آت الحجر انما جئت رسول الله، ثم صدع ابو ايوب الانصاري بكلمة الحق في وجه مروان حيث قال: سمعت رسول الله(ص) يقول: لا تبكو على الذين اذا وليه اهله ولكن ابكوا على الذين اذا وليه غير اهله.
ايها الاخوة والاخوات نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير فننقل لكم المقطع الذي نسعى للاستضاءة بانواره من نص زيارة نبينا الاكرم(ص) من بعيد، وقد وصل بنا الحديث في الحلقة السابقة الى نهاية القسم الاول من مخاطبة الزائر لرسول الله(ص)وبعد ذلك يأمر الامام الصادق عليه السلام الزائر بان يرفع يديه متوجهاً الى ربه تبارك وتعالى بالدعاء قائلاً: (اللهم اجعل جوامع صلواتك ونوامي بركاتك وفواضل خيراتك، وشرائف تحياتك وتسليماتك وكراماتك ورحماتك وصلوات ملائكتك المقربين وانبيائك المرسلين وائمتك المنتجبين وعبادك الصالحين واهل السماوات والارضين ومن سبح لك يا رب العالمين من الاولين والاخرين على محمد عبدك ورسولك).
وكما تلاحظون اعزائنا فان الامام الصادق عليه السلام يعلم الزائر ان يفتتح دعاءه بالصلاة على نبيه الاكرم(ص) وهذا من اهم آداب الدعاء التي حثت عليها كثير من الاحاديث الشريفة.
والعبارات التي يطلب فيها الزائر من الله الصلاة على النبي قد صيغت بصورة معبرة للغاية عن اعمق مراتب الحب والمودة له(ص) فهي تطلب من الله عز وجل ان يجعل لمحمد اعلى مراتب الخير بمختلف انواعه.
أي ان يجعل له جوامع الصلوات الربانية التي تشمل جميع نواحي الشؤون الوجودية وان يجعل له البركات المتنامية التي لا تقف عند حد وكذلك افضل الخيرات الرحمانية واشرف التحيات والتسليمات والكرامات والرحمات الرحيمية الخاصة يختص بها المصطفى المختار(ص).
ويجدر هنا مستمعينا الاكارم التنبيه الى نكتة تربوية مهمة وهي ان مما ينبغي للزائر وهو يقرأ هذه العبارات النورانية ان يتوجه الى سعة ما عند الله عز وجل من جميع ما يطلبه لرسوله الاعظم(ص).
بمعنى ان اشرف تحيات الله جل جلاله مثلاً تختلف عن اشرف تحيات عباد الله الصالحين مهما علت مراتبهم الكمالية أي ان ما يطلبه من الله عز وجل لنبيه الاكرم(ص) هو ما لا حد له ولا منتهى من العطاء الالهي المبارك.
فاذا توجه الزائر الى هذه الحقيقة عاش قلبياً ووجدانياً سعة التأهل المحمدي لاستقبال هذا العطاء المبارك واستشعر نفحة من الجمال المحمدي وبذلك يتجذر في قلبه حب المصطفى(ص) المزيد من التوضيح لهذه الحقيقة نستمع له معاً من ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في الاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا ها نحن نلتقيكم وسماحة الشيخ باقر الصادقي خبير برنامج فاتح الخير في هذه الحلقة وهو يجيب مشكوراً عن سؤالنا بشأن العلاقة بين معرفة كمالات النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وترسخ حبه في قلوب المؤمنين سماحة الشيخ باقر الصادقي؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، بلا شك ان ترسخ المعرفة بالنبي صلى الله عليه وآله سوف تؤثر في الانسان المؤمن وتطبع مجموعة انطباعات وتؤثر في كثير من الامور من خلال بعض الصور نلاحظ ان امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه باعتبار معرفته التامة بمقام الرسول صلى الله عليه وآله نلاحظ انها اكثرت في الحب فكان يحب الرسول صلى الله عليه وآلهحُبًّا جَمًّا وكان يفديه بنفسه وبروحه وبكل ما يملك وكان كاشفاً الكرب عن وجه رسول الله في الغزوات وفي كثير من الشدائد لماذا لانه يعرف مقام النبي صلى الله عليه وآله ومنزلته وما ينبغي ان يصنعه امام النبي او في ما يقوم به من مهام في خدمة النبي، هكذا بالنسبة الى مولاتنا الصديقة فاطمة صلوات الله وسلامه عليها التي كانت تحب النبي حُبًّا جَمًّا وبلا شك هذا الحب فرع المحبة التامة في مقام النبي وبمنزلة النبي وبشخص النبي صلى الله عليه وآله حتى انها بعد ان فقدت اباها لم تهدأ عن البكاء لا في ليل ولا في نهار لكثرة حبها ولمعرفتها لمقام النبي صلى الله عليه وآله، نحن نستفيد من خلال هذه النماذج وهذه الصور ان الانسان المؤمن بمقدار ما يكون على معرفة جازمة بالنبي وهكذا بالامام بلا شك تترسخ المحبة اكثر ويكون الفداء لشخص الامام اكثر فاكثر، فهذا ما هو مطلوب بالنسبة للانسان المؤمن في علاقته مع النبي وفي علاقته مع الائمة وخصوصاً مع امام زمانه، هناك كما ذكرت نوع من التلازم بين معرفة النبي ومعرفة مقام النبي والمحبة الصادقة للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله.
ينقل في كتب التأريخ عن احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحب النبي حُبًّا جَمًّا بحيث لا يستطيع ان يمر عليه يوم ولا ينظر في وجه النبي صلى الله عليه وآله، واقبل ذات يوم الى الرسول وقال: يا رسول الله اني ذكرت الآخرة وكيف انت مقامك ومنزلتك بلا شك انا لا اصل الى تلك المنزلة فكيف اقوى واصبر على فراقك يا رسول الله، فنزل قوله سبحانه وتعالى: «أُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا»، فبشره النبي صلى الله عليه وآله وقال له: ابشر المرء مع من احب انت مع من تحب، وهكذا كان كلام الامام الباقر في بعض اصحابه حينما اقبل اليه من مكان بعيد من خراسان فقال: لم يأتني بذلك الا المحبة لك يا سيدي ويا مولاي. 
قال: وهل الدين الا الحب؟
ثم قال له: ابشر انت مع من تحب، فكلما ازداد المرء معرفة بمقام النبي ولشخص النبي بلا شك سوف تسمو هذه المعرفة في المحبة للنبي وبالتالي تفدية النبي بالمال والبنين والنفس وبكل ما يملك.
وكان الامام الصادق بحبه للنبي صلى الله عليه وآله لم يراه لكن اذا ذكر جده الرسول صلى الله عليه وآله كان يصفر لون وجهه مرة ويحمر اخرى اذا ذكر جده النبي وذكر اسم النبي في يوم من الايام امام الامام الصادق عليه السلام فاقبل بخده مطئطئاً به الا ان كاد يوصل خده بالتراب وهو يكرر الاسم المبارك محمد محمد محمد، ثم قال: بابي وامي خير الآباء، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
المحاور: صلوات الله عليهم اجمعين رزقنا الله وسماحة الشيخ باقر الصادقي وجميع الاخوة والاخوات عميق محبة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ومعرفتهم، اللهم آمين، وشكراً لكم احباءنا على طيب المتابعة لبرنامج فاتح الخير وتفضلوا لمتابعة ما تبقى من البرنامج. 

*******

مستمعينا الاكارم الوقت المخصص لهذه الحلقة من برناج فاتح الخير قد اوشك على نهايته وقد استمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران فكونوا معنا مشكورين في الحلقة المقبلة ان شاء الله تعالى والتي تأتيكم في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة