البث المباشر

رواية عن استغفار الله بحضرة الرسول(ص) شرح فقرة: "الحمد لله الذي ستنقذنا بك من الهلكة" حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول المظهر الاكمل للنجاة بالتمسك بالوسيلة المحمدية

الإثنين 8 إبريل 2019 - 09:40 بتوقيت طهران

الحلقة 26

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله انوار الله، السلام ورحمة الله، ها نحن نلتقيكم في لقاء آخر من هذا البرنامج حيث نستضيء مستهدين بفقرة اخرى من فقرات زيارة النبي الاكرم(ص) من بعيد، ولكن قبل ذلك نتبرك بنقل هذه الرواية المروية في مصادر الجمهور وفيها احتجاج من مالك بن انس علي جعفر الدوانيقي ثاني خلفاء بني عباس، فقد روى انه سأل مالكاً وهما عند قبر النبي(ص) قائلاً استقبل القبلة وادعوا ام استقبل رسول الله؟ فقال مالك ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم الى الله يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى فقد قال الله تعالى «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا».
اما بالنسبة للمقطع الذي نستهدي به في هذه الحلقة من برنامج "فاتح الخير" فهو قول الزائر مخاطباً بتوجه قلبي مولاه المصطفى(ص) الحمد لله الذي استنقذنا بك من الهلكة وهدانا بك من الضلالة ونورنا بك من الظلمة فجزاك الله يا رسول من مبعوث افضل ما جازى نبياً عن امته ورسولاً عمن ارسل اليه.
يشتمل هذا المقطع المبارك على فقرتين رئيسيتين الاولى حمد لله تبارك وتعالى مع بيان علة التحميد والثانية شكر لرسوله(ص)اكمالاً لحقيقة الحمد عملاً بقاعدة من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق.

*******

ولهذا الاجمال احباءنا تفصيل نوكله الى ما بعد الاستماع الى الاتصال الهاتفي التالي واجابة الشيخ باقر الصادقي عن سؤال زميلنا بشأن المظهر الاكمل للنجاة من الهلكة والظلالة والظلمات بواسطة رسول الله(ص) نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا تحية طيبة معنا على خط الهاتف مشكوراً سماحة الشيخ باقر الصادقي وهو يجيبنا في هذه الحلقة عن سؤالنا بشأن المظهر الاكمل لانقاذ الله لنا من الهلكة والظلالة والظلمات برسول الله صلى الله عليه وآله كما اشارت لذلك زيارته من بعيد في النص المروي عن مولانا الامام الصادق سلام الله عليه، سماحة الشيخ تفضلوا؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، بلا شك ولا ريب ان المظهر الاكمل لانقاذ العباد من الهلكة هو وجود النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقد وصفت مولاتنا الزهراء عليه السلام هذا المعنى في خطبتنها حينما تحدثت عن فضل النبي صلى الله عليه وآله قالت: "لقد كنتم على شر دين، كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم الله منها بعد التيا والتي بابي محمد صلى الله عليه وآله"، وهكذا ورد عن الامام الباقر صلوات الله وسلامه عليه لو لا محمد وآله لكنتم كالبهائم حيارى لا تهتدون الى فرض والى سنة نعم فالله عز وجل انقذنا بالنبي الاكرم صلى الله عليه وآله، ولذلك عبر القرآن الكريم عن هذا المعنى بالامتنان لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ، فهذه منّة من الله عز وجل حيث بعث لنا النبي وجعله نبياً للعالمين ليس فقط للامة الاسلامية بل لكل العالمين جميعاً وجود النبي صلى الله عليه وآله رحمة وبالتالي اذا نظرنا في تاريخ الامم السابقة والانبياء السابقين لوجدنا الكثير من الامم نزل عليهم العذاب الالهي والنقم والعقوبات مختلف العقوبات لكن الله عز وجل اكراماً لنبينا الله عز وجل يقول وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم يعني لاجل عينك وبالتالي كذلك وجود الائمة الطاهرين من بعد النبي صلى الله عليه وآله الذين هم الامتداد الطبيعي لرسول الله بلا شك هم الامان لهذه الامة من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وفي يومنا هذا وجود مولانا الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وقد ورد في التوقيع الصادر عنه واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء فاذن المظهر الاكمل لانقاذ العباد من الهلكة وارشادهم وانقاذهم من الظلال هو وجود النبي الاكرم صلى الله عليه وآله، وبالتالي تصف الروايات عن امير المؤمنين وعن بقية الائمة ان وجود النبي صلى الله عليه وآله حياً وميتاً يعني بعد شهادته وبعد رحيله كذلك رحمة ونور وبركة للعباد تعرض عليه اعمالنا فاذا رأى فيها حسنة يسر النبي واذا رأى فيها سيئة يستغفر لنا وهذه من جملة الرحمات التي نحصل عليها من وجود النبي صلى الله عليه وآله، الشريعة التي جاء بها شريعة سهلة سمحة وكذلك الدين الذي جاء به ما جعل عليكم في الدين من حرج، وكل الامور التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله، اذا تأملنا فيها نجد فيها النور والرحمة والخير والبركة ويتجسد لنا ان النبي صلى الله عليه وآله فعلاً هو المظهر الاتم والاكمل للرحمة الالهية التي كتبها الله عز وجل على نفسه وتجلت باحسن صورة وباحسن شكل في محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين.
المحاور: سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احباءنا تفضلوا مشكورين لمتابعة ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير وشرح زيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من بعيد. 

*******

ونحن نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج "فاتح الخير" نرجع الى المقطع المتقدم من زيارة حبيبنا المصطفى من بعيد فنلاحظ انه يعلم الزائر ان يتوجه اولاً الى الله جلت نعمائه بالحمد لانه استنقذنا برسول الله(ص) من الهلكة وهدانا به من الظلالة ونورنا به من الظلمة.
وفي هذه الفقرة لفتة لطيفة الى جوهر التوحيد الخالص الذي ينسب كل خير الى الله عز وجل وينفي الاستقلالية عن جميع اولياء الله عليهم السلام فهم وسائط لوصول البركات والخير الالهي للخلائق وليسوا ارباباً متفرقين فلا يفرق الزائر بين الله ورسله عليهم السلام هذا اولاً وثانياً فهذه الكلمات المباركة تشير الى انه في التمسك بالولاية المحمدية سبيلاً للنجاة من الهلكة والضلالة والظلمة فالمنحرف عن الهداية والوصايا والسنة المحمدية غارق في مستنقعات الهلكة وميت في الحقيقة وان كان حياً ببدنه وضالاً وان ادعى الهداية واعمى وان كان ظاهره بصيراً.
اما الفقرة الثانية من المقطع النوراني المتقدم من زيارة حبيبنا المصطفى(ص) من بعيد فهي تعلم الزائر ان يشكر رسول الله على ما قام به من بالغ الجهد وعظيم المساعي في انقاذ امته من الهلكة والضلالة والظلمة متحملاً في ذلك ما لم يتحمله نبي او ولي قط من الاذى في جنب الله عز وجل، والجميل هنا ان هذا الشكر جاء بصيغة لطيفة هي الطلب من الله عز وجل ان يجازيه(ص)بافضل ما جازى نبياً عن امته أي ان يكون الله جلت قدرته هو الشاكر والمجازي للمصطفى(ص) عن امته فما هو سر هذا التعبير؟
لعل من اهم ابعاد هذا التعبير هو تعليم الزائر ان يطمح الى شكر نبيه باعظم مراتب الشكر وهو ما يكون من الله جلت قدرته نيابة عن الامة لعجزها ومهما فعلت من مظاهر التكريم والتقدير والشكر اللفظي والعملي لرسول الله عن اداء حق شكره(ص).
وبالطبع فهذا لا يعني ان يعرض الزائر عن العمل بمظاهر التكريم والشكر الاخرى بل ينبغي ان يجتهد في القيام بها مع الطلب من الله عز وجل اعلى مراتب الشكر لرسول الله(ص) نيابة عن الامة. نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة