الحمد لله منور النور والصلاة والسلام على نبيه المحبور وآله مصابيح النور.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج الذي يعنى بشرح الزيارة المروية عن مولانا الصادق عليه السلام لزيارة نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله من بعيد، وهذه الزيارة من النصوص المهمة للغاية في بيان مقامات سيد المرسلين صلى الله عليه وآله.
اما الفقرة التي نسعى للاستضاءة بها في هذه الحلقة من نص تلك الزيارة المباركة فهي قول الزائر مخاطباً الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وهو يصف حاله وهو يسلم عليه بانه يسلم عليه سلام: (مؤمن بالكتاب المنزل عليك محلل حلالك محرم حرامك).
ما الذي نستفيده ـ مستمعينا الاعزاء ـ من هذه الاوصاف الثلاثة؟ نلاحظ هنا ان الامام الصادق عليه السلام يعلمنا ان نزور نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله بقلوب مؤمنة بالقرآن الذي جاء به وبالشريعة التي شرعها صلى الله عليه وآله للناس.
ولكن الايمان بذلك من الامور البديهية عند كل مسلم، فلماذا يعلم الصادق الحكيم عليه السلام الزائر بان يجدد الاقرار بها وهو يزور نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله؟
قد يكون الهدف الاولي هو تذكير الزائر بهذه العقائد الحقة والذكرى تنفع المؤمنين، وهذه اجابة صحيحة لكن الامر لا يقتصر عليها بالطبع فالمطلوب هو ما بعد استذكار المؤمن لهذه الحقيقة، اي ترتيب الآثار العملية للاعتقاد بذلك.
بمعنى ان التذكير بان القرآن هو الكتاب المنزل من الله على رسوله المختار صلى الله عليه وآله ينبغي ان يدفع الزائر بعد كل زيارة الى المزيد من الاهتمام بهذا العهد الالهي وتلاوته والتخلق بخلقه تأسياً بالنبي الاكرم صلى الله عليه وآله الذي كان خلقه القرآن.
هذه الثمرة العملية لاستذكار تلك العقائد الحقة تتضح اكثر من العبارة التالية وهي قول الزائر (محلل حلالك محرم حرامك).
فالمراد منها هو التحليل والتحريم العملي بالدرجة الاولى بمعنى الالتزام بالشريعة المقدسة التي جاء بها صلى الله عليه وآله، هذا اولاً وثانياً التعبير عن الاعتقاد القلبي الجازم بان الحلال والحرام هو طبق ما جاء به النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من ربه اي حصر الاتباع به صلى الله عليه وآله وبمن يمثله حقاً ويقدم للناس حلال محمد وحرامه صلى لله عليه وآله.
*******
المزيد من البيان لمصداق حملة حلال محمد وحرامه نستمع له في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا مع ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي...
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات البرنامج معنا مشكوراً في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد أمرنا بالاقرار بان حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه كذلك، سؤالنا في هذه الفقرة من اين نأخذ حلال محمد وحرامه صلى الله عليه وآله؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد، الحقيقة من جملة المسائل المهمة التي ينبغي على المسلم ان يلتفت اليها هي هذه المسألة لانه يوم القيامة الانسان يسئل وقفوهم انهم مسؤولون يعني يسئل كيف صليت لماذا صليت هكذا لماذا صمت هكذا لماذا حججت على هذا الشكل باي حجة مثلاً تعاملت في معاملاتك المختلفة كما يسئل عن اعتقاده كذلك يسئل عن فروع دينه سواء في ذلك العبادات والمعاملات فلابد ان تكون هناك حجة شرعية يستطيع الانسان ان يظهرها ويبرزها يوم القيامة عندما يسئل عن الحجة في ذلك، لهذا على الانسان ان يبحث عن الحجة في دينه تكون حجة الله على الخلق في معالم الدين واحكام الدين، لا شك اننا عندما نرجع الى القرآن الكريم والروايات الشريفة نجد انها لم تهمل هذا الجانب المهم والاساسي في حياة الانسان المؤمن وبينت بشكل واضح المرجعية الدينية التي ينبغي للناس ان يرجعوا اليها في اخذ معالم دينهم سواء كانت في الاحكام او في غير الاحكام عقائد كذلك التعاليم الدينية الاخلاقية كذلك المواقف المختلفة الشرعية وهذه المرجعية الدينية في الاحكام وفي العقائد، النبي واهل البيت سلام الله عليهم وهذا هو احد ابعاد امامتهم، نحن لا نريد ان نبحث عن امامتهم امامة اهل البيت عليهم السلام لان الوقت لا يسع لها لكن بصورة عامة ثبت بالدليل القاطع العقل والنقل امامة الائمة من آل البيت سلام الله عليهم، واحد اهم وابرز مظاهر الامامة وابعاد الامامة هو هذا المعنى ان الناس يأتمون بالائمة وجعلهم معالم الدين بقول مطلق فلا شك ان النصوص الاسلامية اكدت ان المرجع في الحلال والحرام وفي اخذ معالم الدين ومفاهيم القرآن ومضامين الشريعة وعقائدها هم النبي واهل البيت سلام الله عليهم اجمعين.
المحاور:سماحة السيد محمد الشوكي يعني هم سلام الله عليهم بالنسبة لائمة اهل البيت نقل من جهة للسنة النبوية يعني حفظة حلال محمد وحرامه الى يوم القيامة؟
السيد محمد الشوكي: هم مبينوا الشريعة وكما ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مبين للشريعة وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما انزل اليهم، كذلك اهل البيت مبينوا الشريعة غايته ان النبي يبين الشرع بواسطة الوحي واهل البيت سلام الله عليهم يبينون الشريعة من خلال ما ورثوه من علم عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما يلهمهم الله تبارك وتعالى من علوم باعتبار ان علوم اهل البيت عليهم السلام لها قناتان القناة الاولى ما ورثوه من علوم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمني رسول الله الف باب من العلم ينفتح لي عن كل باب الف باب، وكذلك ما يلهمه الله عز وجل لهم من العلوم فهم مطلعون على واقع التشريع ليسوا مجتهدين كبقية المجتهدين، غايته ان النبي يبين الشريعة مما يتلقاه من الوحي مباشرة واهل البيت سلام الله عليهم يبينون حكم الله الواقعي بما تلقوه من جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله، وبما ايضاً يلهمهم الله عز وجل.
المحاور:سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احباءنا وتابعوا مشكورين ما تبقى من البرنامج.
*******
في الحلقة المقبلة من البرنامج سنتناول مقطعاً جديداً من زيارة نبي الله الاعظم صلى الله عليه وآله من بعيد يبين لنا اهمية الاقرار بما قام به صلى الله عليه وآله للمجتمع البشري.
اما فيما تبقى من وقت هذه الحلقة، فنشير الى احدى اهم الآثار المباركة لزيارته صلى الله عليه وآله فنقول: من منا لا يتمنى ان يفوز بسلام النبي عليه وصلاته صلى الله عليه وآله، التي هي سكن للناس.
كل ذلك من بركات السلام عليه صلى الله عليه وآله والصلاة عليه هذا ما اخبرتنا به الاحاديث الشريفة ومنها الحديثان التاليان المرويان في امالي الطوسي الاول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وجاء فيه: انه ما من مسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي عليه الا قال الملك الموكل بسمع العباد: يا محمد، ان فلان بن فلان صلى عليك، فيقول صلى الله عليه وآله: صلى الله عليه كما صلى عليّ.
اما الحديث الثاني فهو مروي عن الامام الباقر وجاء فيه قوله عليه السلام: ان ملكاً من الملائكة سأل الله ان يعطيه سمع العباد، فأعطاه الله، فذلك الملك قائم حتى تقوم الساعة ليس احد من المؤمنين يقول: صلى الله عليه وآله وسلم الا قال الملك: وعليك، ثم يقول الملك: يا رسول الله ان فلاناً يقرأك السلام، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه السلام.
رزقنا الله واياكم احباءنا دوام خالص الصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله الى لقاء مقبل نستودعكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******