البث المباشر

بديل لزيارة النبي(ص) والائمة(ع) في مشاهدهم شرح فقرة: "السلام عليك ايها السراج المنير، السلام عليك يا مبشر..." حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول الفرق بين المنذر والمبشر

الإثنين 8 إبريل 2019 - 09:17 بتوقيت طهران

الحلقة 14

الحمد لله الذي جعل مشاهد اوليائه من محال نزول رحماته والصلاة والسلام على نبي الرحمة فاتح الخير المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم اعزاءنا واهلاً بكم في الحلقة الرابعة عشرة من هذا البرنامج الخاص بشرح النص العبادي المروي عن امامنا الصادق عليه السلام لزيارة نبينا الاكرم محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) من بعيد.
ونفتتح هذه الحلقة بنص فقهي بهذا الخصوص لاحد متقدمي الفقهاء هو الشيخ الجليل ابو الصلاح الحلي من اعلام القرن الهجري الرابع قال رضوان الله عليه في كتابه "الكافي في الفقه" بعد ذكره الاستحباب المؤكد لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله): (ومن لم يتمكن من زيارة النبي(ص) والائمة عليهم السلام بجنب قبورهم لبعد داره او لبعض الموانع فليزره من شاء منهم من حيث هو "أي من بلده" مصحراً "أي يخرج الى صحراء" او من علو داره او من مصلاه في كل يوم او في كل جمعة او في كل شهر).
اما الان فننتقل اعزاءنا الى موضوع البرنامج المحوري وقد انتهينا في الحلقة السابقة الى المقطع التالي من نص زيارة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) من بعيد وهو: (السلام عليك ايها السراج المنير السلام عليك يا مبشر السلام عليك يا منذر السلام عليك يا نور الله الذي يستضاء به).
ولا يخفى ان الصفات الثلاث الاولى هي من الاوصاف القرآنية لنبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) فمثلاً جاء في سورة الاحزاب (الآية، ٤٥-٤٦): «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا».
نبدأ بصفة السراج المنير، فنشير مستمعينا الافاضل الى ان القرآن الكريم استخدم وصف السراج اربع مرات ثلاث منها في وصف الشمس والرابعة في وصف حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) مع اضافة وصفة المنير للاشارة الى انه دائم الانارة.
وقد جاء في تفسير مجمع البيان ان الله عز وجل وصف رسوله (صلى الله عليه وآله) بالسراج المنير تنبيهاً لعظمة احسانه وافضاله ونفعه والاهتداء به.
واضاف العلامة الطباطبائي ان هذا الوصف هو من الاستعارة للاشارة الى كونه (صلى الله عليه وآله) بحيث يهتدي به الناس الى سعادتهم وينجون من ظلمات الشقاء والضلالة.
وثمة اشارات دقيقة كثيرة في وصف حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) بالسراج المنير، منها الاشارة الى انه شاهد بنفسه على نفسه، فظهور نورانيته دال على احقيته، ومنها ان السراج يستمد مادة نوره من الزيت الذي هو الوحي الالهي ومنها ان نور السراج بطبيعته يبعث الطمأنينة ويزيل وحشة الظلمة.
اما بالنسبة لصفتي المبشر والمنذر فمن جميل ما يبينهما قول مولانا الامام الحسن المجتبى عليه السلام في خطبته بعد الصلح حيث قال: (واشهد ان محمداً عبده ورسوله اصطفاه وانتجبه وارتضاه وبعثه داعياً الى الحق سراجاً منيراً وللعباد مما يخافون نذيراً ولما يأملون بشيراً).
وقد قيل في كتب فقه اللغة ان النذارة او الانذار هي التحذير من السوء والبشارة هي بالخير.
فمعنى كونه (صلى الله عليه وآله) مبشراً هو انه يخبر العباد بحتمية تحقق ما يأملونه من الخيرات وسبل الوصول اليها.
اما معنى كونه (صلى الله عليه وآله) منذراً فهو انه يحذر الناس من موارد السوء ويعرفهم بها وبسبل النجاة منها.

*******

والمزيد من التوضيحات لهاتين الصفتين نستمع لها معاً اعزاءنا من ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في الحوار الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم من الله تبارك وتعالى احباءنا المستمعين ورحمة منه وبركاته، اهلاً بكم وبضيفنا الكريم سماحة الشيخ الصادقي، سماحة الشيخ المبشر والمنذر من اوصاف رسول الله صلى الله عليه وآله ما الفرق بينهما؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، ورد في القرآن في سورة الاحزاب الاية ٤٥ «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا»، هنا المبشر مبشر للمحسنين بثواب الله اللا متناهي السلامة والسعادة الخالدة بالظفر والتوفيق المليء بالفخر والاعتزاز ونذير للكافرين والمنافقين من عذاب الله الاليم من خسران كل رأس مال الوجود من السقوط في شراك التعاسة في الدنيا والاخرة، فاذن الاشارة الى المحسنين للمؤمنين وهكذا انذار للكافرين والمنافقين.
المحاور: يمكن سماحة الشيخ ان يحمل التبشير احياناً معنى الانذار او التحذير، المؤمنين يمكن ان يحذروا وينذروا مثلاً اشياء غير نافعة اشياء غير مضرة يعني هذا المعنى ايضاً يتضمن المنذر يكون احياناً ايضاً منذر من السوء بنية دفع السوء عن المؤمن؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم لكن في الشيء المتعارف هو هذا البشارة في الاشياء لكن ماكو مانع ان تستخدم في بعض الحالات كما ورد في بعض الايات فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، لذلك استحقاقهم.
المحاور: كيف تكون البشارة؟
الشيخ باقر الصادقي: هنا بمعنى الشيء اليقيني ليس بالمعنى الشيء يعني كأنما جزاء اعمالهم سوف يجزون بسبب الكفر سيجزون بجهنم، بسبب النفاق يجزون بجهنم وهكذا.
المحاور: يمكن سماحة الشيخ ان يكون المعنى في التبشير هنا باعتبار ان علماء اللغة قالوا ان البشارة هي في الاصل بالخير ضمت الى قيد معين؟
الشيخ باقر الصادقي: او قرينة تصرفها عن هذا المعنى نعم مع وجود القرينة.
المحاور: يمكن ان يكون ايضاً لها معنى آخر وهو انه التبشير هنا لانهم يتوهمون انما فيه هو امر جيد من الكفر والظلال فيقول اذا كنتم ترون انه امر جيد فانتظروا جزاءه العذاب الاليم يعني هذا المعنى مثل اشبه ما يكون بمعنى الكناية والاستعارة؟
المحاور: هناك ايضاً معنى آخر ان الدعوة الى الله سبحانه وتعالى مرحلة تأتي بعد الاشارة والانذار لان البشارة والانذار وسيلة لتهيئة الافراد لقبول الحق فعندما تتهيأ هذه الارضية عن طريق الترغيب والترهيب تبدأ مرحلة الدعوة الى الله في هذا الشأن.
المحاور: طيب سماحة الشيخ هنالك سؤال آخر يرتبط بقضية التبشير والانذار فيما يرتبط فيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله هذه البشارة والنذارة ايضاً مستمرة والانذار؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم باعتبار القرآن هو الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله من قبل الله وهو الذي خلفه في هذه كأنما في الحقيقة البشارة والنذارة لا زالت مستمرة على لسان نبينا.
المحاور: جزاكم الله خير الجزاء سماحة الشيخ باقر الصادقي، جزاكم الله خيراً احباءنا تابعوا ما تبقى من برنامج فاتح الخير.
نتابع معكم اعزاءنا المستمعين تقديم هذه الحلق من برنامج فاتح الخير وها نحن نصل الى الصفة الرابعة من صفات النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) الواردة في المقطع الذي انتهينا اليه في هذه الحلقة من نص زيارته من بعيد وهو السلام عليك يا نور الله الذي يستضاء به.

*******

وفي هذه الصفة بيان بليغ لصفة السراج المنير المتقدمة فهي اولاً تنسب النور المحمدي الى الله تبارك وتعالى مباشرة وعلى نحو الاطلاق وهذا يعني ان كل ما في النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) هو من الله عز وجل.
أي انه (صلى الله عليه وآله) نور الهداية الالهية للعالمين في جميع شؤونه وحركاته وسكناته ولذلك ينبغي الاستضاءة به في جميع ما صدر عنه.
رزقنا الله واياكم احباءنا صدق الاستهداء بحبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) في جميع شؤوننا انه سميع مجيب.
انتهى وقت هذه الحلقة مستمعينا الافاضل من برنامج فاتح الخير عسى ان تكونوا قد استمتعتم اليها فالى موعد لقائنا المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة