البث المباشر

زيارة النبي(ص) والائمة(ع) من بعيد بنصوص زياراتهم من قرب أهمية نصوص الزيارات المروية عن أهل البيت(ع) التوجه القلبي للنبي(ص) عند زياراته

الأحد 7 إبريل 2019 - 15:50 بتوقيت طهران

الحلقة 6

بسم الله وله الحمد ان حبانا بمحمد وآله ابواباً الىكامل هداه وعظيم رحمته وكريم قربه صلوات الله عليهم اجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في سادسة حلقات هذا البرنامج نستهلها تبركاً بحديث مروي في كتاب الوسائل عن احدى صور زيارة النبي الاكرم وائمة عترته واهل بيته من بعد فيه تعليم بليغ للزيارة من بعيد بنصوص الزيارات المأثورة للزائر من قريب هذا الحديث الشريف مروي عن مولانا الامام الصادق عليه السلام انه قال مخاطباً المؤمنين في مختلف العصور: اذا بعدت باحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل على منزله وليصل ركعتين وليؤم بالسلام على قبورنا فان ذلك يصل الينا، ثم قال عليه السلام: ولتسلم على الائمة من بعيد كما تسلم عليهم من قريب غير انك لا يصح ان تقول اتيتك زائراً بل تقول قصدتك بقلبي زائراً اذ عجزت عن حضور مشهدك ووجهت اليك سلامي لعلمي بانه يبلغك صلى الله عليك فاشفع لي عند ربك عز وجل ثم تدعو بما احببت.
مستمعينا الاكارم وكما لاحظتم فان الامام الصادق عليه السلام يعلمنا في هذا الحديث الشريف كيفية عامة في زيارة أي منهم صلوات الله عليهم من بعد بنصوص الزيارات المروية للتسليم عليهم وزيارتهم في مراقدهم الشريفة ومشاهدهم المكرمة.
فمثلاً وردت عن ائمة اهل البيت عليهم السلام عدة نصوص لزيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله عند مرقده القدسي فيمكن زيارته بهذه النصوص نفسها من بعيد ولكن مع ملاحظة التغيير الذي اشار اليه مولانا الصادق عليه السلام في الحديث المتقدم.
وهذا التغيير كما لاحظتم لا يؤثر على جوهر الزيارة بل على العكس يؤكد على تعميق التوجه القلبي والحضور الروحي في محضره صلى الله عليه وآله عند الزيارة وهذا من اهم آدابها المحققة للثمار المرجوة منها.
وسر تأكيدنا على الالتزام بنصوص الزيارات المروية عنهم عليهم السلام يرجع الى خصوصيات مهمة في هذه النصوص تحقق الكثير من ثمارها المرجوة خاصة مع التدبر في فقراتها ومضامينها ومعانيها.

*******

وهذه الحقيقة يلقي عليها مزيداً من الضوء ضيفنا الكريم سماحة الشيخ باقر الصادقي في اللقاء الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا نستمع معاً:
المحاور: من الاسئلة المهمة فيما يرتبط بنصوص الزيارات الواردة عن ائمة اهل البيت عليهم السلام في الحلقة السابقة بينتم ان صور الزيارة متعددة تبدأ من مجرد السلام على المزار وعلى الرسول الله صلى الله عليه وآله بالخصوص، ولكن ما هي اهمية الالتزام بنصوص الزيارات الخاصة وكذلك بكيفية اقامة هذه الزيارات او اداء هذه الزيارات؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم اله الرحمن الرحيم، بلا شك ان اهل البيت عليهم السلام الائمة هم في الحقيقة اعرف الناس بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله، وهم معصومون من الخطأ والزلل بلا شك حينما يرد عنهم في زيارة جدهم النبي صلى الله عليه وآله يكون هذا النص من ناحية البلاغة من ناحية المتانة من كل شيء من هذه الملاحظات، فينبغي للانسان المؤمن من ناحية الآداب ان يزول النبي صلى الله عليه وآله بما ورد من النصوص الواردة عن اهل بيت العصمة والطهارة ولا يتصرف هنا كنهي في التصرف في نصوص حتى في الادعية الواردة عن اهل بيت العصمة والطهارة من باب انهم هم ابلغ الناس وهم اعلم الناس وهم من ناحية مخاطبتهم مع الله عز وجل يعرفون كيف يخاطبون الله عز وجل هكذا من ناحية نصوص الزيارة، باعتبار هم اعرف الناس برسول الله وبمكانته وبمقامه فلذلك وردت هنالك زيارات عن الائمة المعصومين فينبغي للزائر من ناحية الآداب ومراعات نص الزيارة ولا يتصرف قدر الامكان مرة مثلاً انسان كان في سفر لا يحمل كتاب زيارة مثلاً وحب ينشأ هذا غير ممنوع لكن نحن نشير من باب الافضلية.
المحاور: واذا كان احياناً مثلاً يجد في قلبه نوع من الخطابات للرسول صلى الله عليه وآله، نوع من المناجات في رسول الله صلى الله عليه وآله؟
الشيخ باقر الصادقي: لا مانع في ذلك لكن نحن نقول ليس حرام ولكن الافضل ان كان في صحبته من كتب الزيارات فان يزور بما ورد. 
المحاور: والجمع؟
الشيخ باقر الصادقي: لا يوجد مانع افرض مثلاً زار الانسان الزيارة المنصوصة ووقف امام القبة الشريفة واخذ يعبر بما في نفسه من حب ومن شوق ومن يتذكر آلاء الله عز وجل عليه بالنسبة للنبي الكريم وما شابه ذلك واحب ان يعبر لا يوجد مانع.
المحاور: اذا كانت الخصوصيات الواردة في الزيارة المروية عن الائمة سلام الله عليهم خصوصيات كما اشرتم مهمة انه هم العارفون بمقام رسول الله بل مطلق الزيارات عن اي امام او عن اي وليٌّ نزوره اذا كانت هذه ايضاً نقارن مرة تخرج كقراءة عادية ومرة يسعى الزائر في ان يتدبر في معانيها وان تخرج من قلبه؟
الشيخ باقر الصادقي: طبعاً بلا شك فالتدبر وان تخرج من قلبه هذا في الحقيقة من جملة الامور المطلوبة، نقل لي احد العلماء قد شاهد الشهيد الصدر الاول رحمة الله عليه السيد محمد باقر الصدر اعلى الله مقامه، حينما اقبل الى الامام الحسين في كربلاء يقول: كنت واقفاً الى جنبه ولاحظت حينما يزور الحسين وكأنما شخص امامه ماثل يخاطبه، يعني حينما يقول السلام عليك يا ابا عبد الله يعني وكأنما الامام الحسين عليه السلام امامه واقف هكذا، هكذا بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا بالنسبة لبقية الائمة اذا كانت الزيارة مع التدبر ومع مراعات كالخشوع والخضوع امام هذه الشخصية بلا شك ستكون للزيارة آثار وبنفس الزائر يحس بالخشوع ويحس بالتدبر وبالتوجه اثناء الزيارة.

*******

ما تستمعون له مشكورين ايها الاخوة والاخوات هو برنامج فاتح الخير في حلقته السادسة وقد عرفنا في شطرها الاول ان مولانا الامام الصادق سلام الله عليه قد علمنا ان بالامكان زيارة أي من ائمة الهدى عليهم السلام وكذلك سيدهم امام الرحمة صلى الله عليه وآله من بعيد ايضاً بنصوص الزيارات المروية عنهم لزيارته من قريب أي عند قبره الشريف مع تغيير مهم عرفناه فيما سبق وعرفنا انه يؤكد على ترسيخ الحضور القلبي عند الزيارة، هذا التغيير اعزاءنا المستمعين اشتمل على اضافة مهمة يستبدل بها الزائر عبارة اتيتك زائراً وهي اضافة تنبهنا الى عدة حقائق فيما يرتبط بموضوع برنامجنا لذلك نعيد قراءة هذه الاضافة قال الصادق عليه السلام تقول أي مخاطباً النبي او الامام الذي تزوره: قصدتك بقلبي زائراً اذ عجزت عن حضور مشهدك ووجهت اليك سلامي لعلمي بانه يبلغك صلى الله عليك فاشفع لي عند ربك عز وجل.
اعزاءنا المستمعين هذه العبارة تنبه الزائر اولاً على لزوم التوجه القلبي كما اشرنا وتجعله يستشعر الحضور في محضر من يزوره من بعد وهو ثانياً على يقين من سماع نبيه صلى الله عليه وآله لما يقوله وبذلك تكون زيارته مقترنة بآداب الحضور في محضر العظماء وهذه من اهم مفاتيح الفوز بشفاعتهم عليهم السلام، هذا الادب المحمدي ينبغي توفره في كل زيارة او حتى مجرد التسليم على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو امر اكدت عليه الزيارة المروية عن مولانا الصادق لزيارة نبينا الاكرم من بعيد والتي عرفنا في الحلقة السابقة انها مروية في المصادر المعتبرة وسنبدأ بالحديث عن آدابها الاخرى في الحلقة المقبلة ان شاء الله فكونوا معنا نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة