وله الحمد مجيب الدعوات ومنزل الخيرات وازكى السلام والصلوات على سادة السادات ومعادن الرحمة والبركات محمد واله القادة الهداة سلام من الله عليكم، تحية طيبة واهلاً بكم في لقاء آخر يسرنا ان يجمعنا بكم هذا البرنامج وفقرات اربع هي:
- روائية موضوعها مسائلات يوم القيامة
- واجابة لسماحة الشيخ محمد السند عن سؤال بشان ما بعد يوم القيامة
- وحكاية عنوانها: بشارة بوصول الهدية
- واشعار عن شرف القيامة وشفاعتها
*******
الفقرة الاولى احباءنا عقائدية مهمة عنوانها هو:
مسائلات يوم القيامة
صحت من طرق الفريقين مجموعة من الاحاديث الشريفة التي تعرفنا بالامور التي سيسال عنها كل انسان يوم القيامة.
ولا تخفى عليكم احباءنا اهمية معرفة هذه الامور لان معرفتها مقدمة لاعداد الاجوبة المنجية من موقف الحساب والمسائلة من مواقف القيامة.
وهذا ما نسعى له في هذه الفقرة، وعندما نراجع الاحاديث الشريفة نجد مجموعة منها تذكر اربعة امور اساسية يسال عنها الانسان.
فمنها ما روي في عدة من المصادر المعتبرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لا تزول قدما عند يوم القيامة حتى يسأل: عن عمره فيما افناه، وشبابه فيما ابلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما انفقه؟ وعن حبنا اهل البيت.
وفي حديث روي في كتاب عيون اخبار الرضا (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اول ما يسأل عنه العبد حبنا اهل البيت.
وفي حديث آخر روي من طرق الفريقين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: انا اول قادم على الله ثم يقدم علي كتاب الله ثم يقدم علي اهل بيتي، ثم علي امتي، فيقفون فيسألهم تبارك وتعالى: ما فعلتم في كتابي واهل بيت نبيكم؟
وفي حديث مروي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: يسأل السمع عما يسمع والبصر عما يطرف والفؤاد عما عقد عليه.
وفي حديث آخر مروي عن مولانا الصادق (عليه السلام) ايضاً قال: تسأل هذه الامة عما انعم الله عليهم برسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم باهل بيته (عليهم السلام).
معظم الاحاديث الشريفة المتقدمة ونظائرها جاءت في تفسير وبيان مصداق "النعيم" الذي صرح القرآن الكريم في سورة التكاثر بان الانسان سيسأل عنه يوم القيامة وقيل: ان النعيم الذي يسأل الله عنه هو الطعام الطيب والشراب البارد، وهذا ما رده ائمة العترة المحمدية بقوة وبينوا المصداق الحقيقي لهذا النعيم، ننقل لكم احباءنا بعد قليل نموذجاً لنفيهم (عليه السلام) لهذا.
روي في كتاب عيون اخبار الرضا (عليه السلام) عن ابراهيم بن العباس الصولي قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقي.
فقال له بعض الفقهاء ممن حضره: فيقول الله عزو وجل ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ، اما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد.
فقال له الرضا (عليه السلام): كذا فسرتموه انتم وجعلتموه على ضروب ( يعني انواع ) فقالت طائفة: هو الماء البارد وقال غيرهم هو الطعام الطيب وقال آخرون هو طيب النوم.
ثم رد الرضا اقوالهم بحديث نقله عن جده الامام الصادق فخاطب الفقهاء قائلاً: ان اقوالكم هذه ذكرت عند ابي عبد الله الصادق فغضب عليه السلام وقال: الامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف الى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به؟ ولكن النعيم حبنا اهل البيت وموالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة حبنا اهل البيت وموالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة لان العبد اذا وفى بذلك اداه الى نعيم الجنة التي لا تزول، ثم ختم الامام الرضا (عليه السلام) احتجاجه بحديث نبوي صريح اسنده عن ابائه الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: يا علي ان اول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وانك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته فمن اقر بذلك يعتقده صار الى النعيم الذي لازوال له.
اذن النتيجة المتحصلة من الاحاديث المتقدمة الاعزاء هي ان اول ما يسأل عنها الانسان يوم القيامة هو العقائد الحقة، فعلينا اذن ان نعرف هذه العقائد ونرسخها في قلوبنا بحيث لاننساها بسبب اهوال القيامة.
كما ان الانسان يسأل عن عمره وشبابه وكسبه وكيفية استفادته منه في الحياة الدنيا. والناجون والفائزون باعلى المراتب هم الين يكون جوابهم ان استفادتنا من كل ذلك كان على وفق الدين الذي ارتضاه الله لعباده وفي سبيل محبة الله ورسوله واوليائه (عليهم السلام).
*******
وقد حان الآن موعدكم مع خبيره سماحة الشيخ محمد السند وهو يجيب عن بعض اسئلتكم عبر الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا.
ما بعد يوم القيامة
المحاور: السلام عليكم احبائنا وسلام على خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ الاخ رضا من بغداد يسأل السؤال التالي يقول ماذا بعد يوم القيامة، هل سيأتي الله تبارك وتعالى بخلق جديد وعالم دنيا جديد؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، طبعاً ظاهر سؤال الاخ حول العالم الارضي، ورد في الروايات انه نعم اتظنون ان الله عز وجل بعدما يسوق اهل الجنة للجنة واهل النار للنار ويدخلون الجنة، ان الله يخلي ارضه من عباد يعبدونه كلا، انه سوف يأتي ويخلق عباد يعبدوه على الارض، فلا تخلو بالتالي الارض من عباد يعبدونه، هذا ما ورد في الروايات بالنسبة للارض.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة للذين حضروا يوم القيامة الذين مروا بهذا العالم الدنيوي، يكونون خالدين اما في الجنة او في النار، هل يكون لهم ارتباط بالعالم الجديد ام لا، يقول الاخ هنالك من يقول بان المؤمنين يتحولون الى ملائكة في الجنة، فهل ان هؤلاء الملائكة ينتقلون ويكون لهم دور مثل الملائكة الحاليين في عالم الدنيا؟
الشيخ محمد السند: لا، هذه المقالة وان قالها بعض الكتاب المرموقين في الفلسفة لبعض اساتذة الحكمة، لكن هذا لا شاهد ولا صحة له، لان الملائكة خلق آخر ويختلفون عن خلق الانسان، نعم ربما يودع في حقيقة الانسان الحقيقة الملكانية، ولكن لا يعني ان الانسان يكون للملك، لان الانسان قد ركبت فيه الشهوة وغرائز اخرى تختلف عن الملائكة، ففي الحقيقة الموجودة ان يبقى الانسان ذو بعد جسماني، لكن اخروي نعم له مراتب رقية روحية قلبية عقلانية وفي سره وخفيه من مراتب روحه، يغور ويمور في بحور الاسماء الالهية وما شابه ذلك، ولكن كما تحدثنا بذلك روايات المعراج، في الحقيقة النبي صلى الله عليه وآله مع بعده الانساني الا انه بعد له ابعاد اخرى تفوق جبرائيل، حيث قال جبرائيل في ذلك الموقع من سِدْرَةِ الْمُنتَهَى انه لم يستطع ان يتقدم ويرتقي لما يتمكن له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الرقي، في حين ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم له ذلك البعد الارضي وما شابه ذلك الا انه يفوق جبرائيل ويغرق جبرائيل في بحور ذات النبي صلى الله عليه وآله العليا التي لا حد لها وهي فوق منتهى تطلع جبرائيل، فكون الانسان متكامل لا يعني الى حد الملكانية، رتبة الملكانية مودعة في الانسان، يعني الحقيقة الملكانية وما هو اكرم تكويناً منها موجودة مودعة في الانسان، وان سيطرت هواه قوة غضبه على عقله كان اشد من البهيمة ومن السباع، لانه ودع فيه العقل ولم يستثمره، فالانسان ذو حقيقة ذات مراتب وذات ابعاد تسافلاً وعلواً، ومن ثم هذا لا يعني انه يحصر ويحبس وتحد حقيقة الانسان بحقيقة الملك لا، هذه المقالة لا يمكن ان نوافقها بحسب الادلة والروايات والآيات، الملذات الجسمانية في الجنان مستفيضة في الايات القرآنية للبشر، وللحال ان هذه لا تقرر في لسان الادلة للملائكة.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.
*******
بشارة بوصول الهدية
حكاية هذا اللقاء الافاضل حدثت منذ فقرة وجيزة وتحمل عبرة مؤثرة في جميل التواصل بين الاحياء والاموات او لنقل بين اهل عالم الدنيا واهل عالم البرزخ.
الحكاية ايها الاخوة والاخوات جرت لاحد اصدقائنا فقد ولده الكبير والعزيز قبل ما يقارب السنة في حادثة سير مؤلمة وذات يوم تحدثت والدة صاحبنا معه عبر الهاتف لكي تقول له بارتياح قد يكون ممزوجا بدموع الشوق وبعض الاستغراب.
لقد رأيت ولدك محمد البارحة في عالم المنام وحوله فاكهة كثيرة مما كان يحبها من الفاكهة، طلبت منه ان يعطيني قطعة منها فاعطاني ولما اكلتها وجدتها أطيب والذ مما يمكن ان نتصوره سألته: من أين لك هذه الفاكهة الطيبة يا محمد؟
فاجاب: لقد بعثها لي والدي اليوم!
لعل الكثير منكم قد عرف ان والد محمد كان في تلك الليلة قد اهدى ثواب عمل من الصالحات والخيرات لولده الفقيد كان في تلك الليلة قد اهدى ثواب عمل من الصالحات والخيرات لولده الفقيد فوصله بصورة تلك الفاكهة البرزخية اللذيذة.
الامر كذلك ولكن جدة محمد لم تكن تعرف بالامر قطعاً عندما رأت تلك الرؤيا الصادقة وهي في مكان بعيد عن ابنها، فلا غرابة اذن ان تبشره بقبول عمل اهداه لولده وقبل ان يخبرها ولدها بما عمله ولا شك ان والد محمد كان قد اهدى لولده الفقيد الشاب قبل ذلك ثواب كثير من الخيرات وقد تقبلها الله ايضاًَ ووصلت بركاتها لولده ايضاً ولكن لماذا المرة بأن تحمل له والدته بشارة قبوله؟
الله العالم بحقائق الامور، ولكن عندما نقلت جدة محمد رؤياها لوالده إنهمرت دموع شوق ممزوجة ببهجة من عينه وهو يخبرها بأنه بالامس وتزامناً مع وقت مشاهدتها لتلك الرؤيا الصادقة.
نعم كان والد محمد قد اعد طعام عشاء متواضع لاصدقاء ولده الفقيد وهو يقيمون مجلسهم الحسيني الاسبوعي الذي كان محمد احد الذين يقرأون فيه اشعار العزاء على سيد الشهداء وهو (عليه السلام) رحمة الله الواسعة للعالمين.
*******
ندعوكم الآن الى آخر فقراتها وهي ادبية شعرية عنوانها:
شرف القيامة وشفاعتها
إخترنا لكم في هذه اللقاء بعض ابيات فيها ذكر القيامة مشفوعاً بالتفات جميلة ونبدأ بأبيات عن سبيل الفوز بشرف القيامة يعرفنا به حامي رسول الله (صلى الله عليه وآله) مؤمن قريش ابو طالب (عليه السلام) وهو يخاطب اخاه حمزة أبا اروى داعياً الى نصرة الرسول، قال:
اعلم ابا اروى بأنك ماجد
من صلب شيبة فأنصرن محمداً
شرف القيامة والمعاد بنصره
وبعاجل الدنيا تحوز السؤددا
وخلائقاً شرفت بمجد نصابه
يكفيك منه اليوم ما ترجو غداً
وللاديب ابراهيم بن يحيى العاملي بيتان يشيران الى ظهور حقائق الدنيا يوم القيامة، قال (رحمه الله):
دنياك لا تحفل بها
وأسأل من الله السلامة
إن الحياة جميعها
طيف يُعبّر في القيامة
ونختم اللقاء بمقطوعتين عن الشفاعة المقبولة يوم القيامة لأديب الولاء دعبل الخزاعي يقول في الاولى:
شفيعي في القيامة عند ربي
محمد والوصي مع البتول
وسبطا احمد وبنو بنيه
اولئك سادتي آل الرسول
أما الابيات التالية فهي التي اوصى رحمه الله ان تكتب على قبره وهي:
أعد لله يوم يلقاه
دعبل ان لا اله الا هو
يقولها مخلصاً عساه بها
يرحمه في القيامة الله
الله مولاه والرسول ومن
بعدهما فالوصي مولاه
وفاطم بضعة النبي ونجلاها
من المرتضى وسبطاه
خمسة رهط دعا الاله بهم
آدم من ذنبه فأرضاه
*******