وأكد مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أمس الأحد، على منصة "إكس"، أن "معارك وقعت في العاشر من مايو الجاري بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في الفاشر أسفرت عن مقتل 27 شخصا تقريبا وجرح 130 ونزوح المئات".
ويأتي إعلان الأمم المتحدة عن هذه الحصيلة التي قالت إنها تستند إلى "تقارير غير مؤكدة" فيما تعاني المدينة من انقطاع شبه تام للاتصالات، ما يجعل العاملين في المؤسسات الصحية والإنسانية والمنظمات الحقوقية غير قادرين على التواصل مع الخارج إلا فيما ندر.
وأفاد سكان محليون، الأحد بأن طائرات قصفت شرق وشمال مدينة الفاشر، وسط قصف متبادل بالمدفعية بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
وأكد مصدر طبي في مستشفى الفاشر الجنوبي الوحيد الذي لا يزال يعمل في المدينة، أن "المشرحة مليئة عن آخرها بالجثث".
ولفتت منظمة "أطباء بلا حدود" الفرنسية السبت إلى أن "160 مصاباً، من بينهم 31 امرأة و19 طفلاً" وصلوا لهذا المستشفى الذي تشير الأمم المتحدة إلى أن "طاقته الاستيعابية لا تزيد عن مئة سرير".
ووفق الأمم المتحدة، فإن المستشفى "لم يكن لديه أثناء الاشتباكات سيارات إسعاف لنقل الجرحى وكان لديه القليل من الأدوية والمستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى ولم تكن تتوفر فيه أي مستلزمات للجراحة".
وقالت رئيسة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، كليمنتين نكويتا سالامي، في وقت سابق إن "قصفا بالأسلحة الثقيلة وقع في الفاشر، ما يشكل تهديدا لنحو 800 ألف نازح يقيمون في المدينة التي يبلغ إجمالي عدد قاطنيها مليونا ونصف مليون شخص.
وبسبب الحرب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، يواجه 1,7 مليون سوداني في إقليم دارفور "خطر المجاعة"، وفق وسائل إعلام سودانية.
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، ومركز إقليم دارفور المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات "الدعم السريع"، وتعتبر المدينة مركزا رئيسيا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان، والذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة، وتضم المدينة عددا كبيرا من اللاجئين.
وتزايدت في الآونة الأخيرة دعوات أممية ودولية إلى "تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18".
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حرباً خلفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.