منذ لحظة شن "إسرائيل" هجوماً دموياً على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، دأبت الجالية العربية والمسلمة في فرنسا على مواكبة كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية من قتل ودمار غير مسبوق للقطاع المحاصر منذ نحو 18 عاما.
وعلى غرار تحركات النشطاء في دول غربية أخرى، اتخذ تفاعل عرب ومسلمي فرنسا أشكالاً عدة. فقد خرج هؤلاء ومعهم فرنسيون مؤمنون بعدالة قضية فلسطين في مظاهرات كانت السلطات قد منعتها في البداية بحجة الإضرار بالأمن العام قبل أن تعدل عن قرارها وتغضّ الطرف عنها لما قد تسببه تلك الخطوة من تردي المزاج العام في بلد يعيش حالة من الاحتقان الشديد.
تفعيل سلاح المقاطعة
وإلى جانب المظاهرات دأب النشطاء على تفعيل سلاح المقاطعة عبر التشهير بأي علامة تجارية أظهرت تأييداً لما يفعله جيش الاحتلال في غزة أو سوّقت لمنتجات المستوطنات.
فباستعمال كاميرات تلفوناتهم المحمولة، أصبحوا في كثير من الأحيان ينددون بمحاولة تلك المحلات إخفاء منشأ المنتج أو وضع بلد آخر تفادياً لكساد البضاعة في ظل الزخم الذي شهدته دعوات المقاطعة لمحلات تجارية كبرى أقدمت على مثل هذه التصرفات نذكر منها "كارفور" على سبيل المثال.
وقد نشر أحد النشطاء مقطعا وثّق فيه مواجهة كلامية جمعته مع عامل لدى المحل سالف الذكر، بعد أن لاحظ وجود "تمور إسرائيلية" إلى جانب منتجات خاصة بشهر رمضان. وقال له مستنكراً: أرى في جناحكم المخصص لشهر الصوم، تمورِ بلدٍ جيشه يصطاد أهل غزة مثل الأرانب، كيف تجرؤون؟"
حملة لسحب المنتجات
وأضاف قائلاً: "أعتقد أن هذا استخفاف بكل مسلم يقصدكم لشراء حاجياته. يجب أن تسحبوا "التمور الإسرائيلية" وتضعوا مكانها التمر الجزائري. ولم يهدأ للزبون بال حتى قام العامل بسحب البضاعة المثيرة للجدل.
وشهد أحد محلات أوشان AUCHAN حادثة مشابهة، إذ عثرت زبونة في جناح يعرض منتجات شهر رمضان على تمر المجدول الشهير وقد كتب على اللافتة أنه من الجزائر.
فما كان من السيدة إلا أن واجهت أحد العاملين وقالت له: "إن تمر المجدول لا ينبت في الجزائر بل في الأراضي المحتلة" حسب قولها وأضافت: "يجب عليكم أن تسحبوا اللافتة المضلّلة. أنا هنا لا أتحدث طبعاً عن مدى أخلاقية وضع "تمور إسرائيلية" في جناح رمضان".