وأكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنّ السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، لن يتعامل مع زيارة غانتس إلى الولايات المتحدة، وسيغيب عن الاجتماعات مع كبار مسؤولي الإدارة، بتوجيه من نتنياهو، وخلافاً للإجراءات المتبعة عادةً والتي تقضي أن تتولى السفارة تنسيق زيارة عمل أي وزير إلى بلد أجنبي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية قولها إنّ "غانتس يودّ الخروج من الحكومة ولا يستطيع القيام بذلك قبل انتهاء الحرب وعودة الأسرى، خصوصاً في ظل عدم وجود شرعية جماهيرية لديه، لذا يحاول المس بنتنياهو وبمكانته كرئيس للحكومة، على أمل أن يقوم الأخير بالمهمة نيابةً عنه ويقيله من الحكومة ويجعل منه بطلاً".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وضعت إعطاء التعليمات لهرتسوغ بتجاهل الزيارة واعتبارها غير رسمية، في إطار" انتقام" نتنياهو من غانتس، مؤكدةً أنّ نقاشاً حاداً دار بينهما، خاطب فيه نتنياهو غانتس بالقول "إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط".
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى امتناع الحكومة عن تمويل الزيارة لتعارضها مع اللوائح الحكومية التي تتطلّب موافقة رئيس الوزراء على مغادرة الوزير في رحلة دبلوماسية، ما يعني أن تمويلها سيكون على عاتق حزب غانتس، علماً أن الأخير يرافقه حرّاسه في الزيارة.
وزير "الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، من جهته علّق على سفر غانتس بالقول: إنّ الوزير في "إسرائيل" خاضع لرئيس الوزراء، وإنه كان ينبغي لنتنياهو أن يدعوه إلى الالتزام بالنظام.
وانتقد بن غفير، ما سمّاه "قيام حكومة داخل الحكومة"، منتقداً نتنياهو لتفضيله مقاربة معسكر الدولة على مقاربة اليمين، ولتساهله و"استسلامه" في موضوع مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالتزامن مع شهر رمضان.
كما انتقد بن غفير وزير الأمن يوآف غالانت، قائلاً إنه يحاول دائماً أخذ الجميع إلى الانتخابات، وإنه مثّل طوال السنة الماضية سياسة مختلفة، وليس سياسة "المعسكر الوطني"، داعياً نتنياهو إلى إلزامه بالنظام وإعطائه إنذاراً "إما أن تختارنا أو أن تستقيل".
وفي حديثٍ مع إذاعة "جيش" الاحتلال، دافع عضو الكنيست من "معسكر الدولة"، ميخال بيتون، عن غانتس، قائلاً إنّه حدّد سفره إلى الولايات المتحدة بسرعة على ضوء وضعٍ معقّدٍ جداً مع الأميركيين، وأنه أبلغ رئيس الحكومة بذلك، معتبراً أنه كان على نتنياهو أن يبارك ذلك.
الوزير في حكومة الاحتلال وعضو الكنيست عن حزب "الليكود"، دودي أمسالم، هاجم غانتس مخاطباً إياه بالقول: "سيد غانتس، دخولك إلى الحكومة كان من أجل خلق الوحدة في حالة الطوارئ، وليس كي تكون حصان طروادة. رحلتك هذا الصباح إلى الولايات المتحدة هي انتهاك كامل لقانون عمل الحكومة. أنت الذي تبكي دائماً على انتهاك الاتفاقيات".
وأضاف أمسالم: "ربما ينظر إليك الأميركيون على أنك العنوان لقيادة عملية إقامة الدولة الفلسطينية ووقف القتال في غزة. ولتذكيرك، لقد دخلت حكومة الطوارئ لخلق إجماع أثناء الحرب، وليس لمنع الجيش الإسرائيلي من الانتصار".
المصدر/الميادين