حمدان قال خلال مؤتمر صحفي مساء الأربعاء: لا يمكن لأيّ عبارات أدبية أو تقارير إعلامية أو تحقيقات أممية أن تصف حجم الكارثة الإنسانية وهول المأساة الحقيقية التي خلّفها هذا الاحتلال الفاشي ضدّ أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين والمرضى والنازحين، يموتون يومياً، بالقصف والجوع والعطش والمرض، أمام سمع وبصر العالم.
واستدرك بالقول: في المقابل تعجز الكلمات أن تَفِيَ حقّ شعبنا العظيم في قطاع غزَّة العزَّة، رجالاً وحرائرَ وشباباً وأطفالاً وشيوخاً وعجائزَ، وهو يسطّرون بصمودهم وثباتهم وصبرهم المتعالي عن الجراح والآلام، وتضحيَّاتهم الجسام، أروع ملحمة أسطورية في تاريخ شعبنا النضالي.
ونوه حمدان إلى أنّه لا يمكن لأيّ عبارات الفخر والاعتزاز أن تؤدّي حقّ الرّجال الرّجال، الأبطال الأشداء أولي البأس الشديد؛ من كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة، وكل أبطال المقاومة الفلسطينية، وهم يدافعون عن أرضنا المباركة وقدسنا وأقصانا.
الكارثة الإنسانية تتفاقم
وقال: لليوم 124 على هذا العدوان النازي، يتفاقم الوضع الإنساني الكارثي، المتأزم أصلاً منذ بدء العدوان، بسبب استمرار القصف العشوائي وتدمير البنية التحتية والمجازر المروّعة وحالات القتل والإعدام الميداني، ومنع وصول المساعدات الإغاثية الكافية إلى كل مناطق قطاع غزَّة، خصوصاً في الشمال، على الرّغم من صدور قرار محكمة العدل الدولية.
وأضاف حمدان: لا تزال الحاجة الماسة والعاجلة للغذاء والماء والدواء لكل سكان القطاع، الذين يفتقدون لأبسط المواد الغذائية والدوائية، والجوع والعطش والمرض يفتك بهم يومياً، دون أن تتحرّك الدول والمؤسسات الأممية المعنية.
وشدد على أنّ الاحتلال النازي يواصل ارتكاب مجازر مروّعة بحق المدنيين والنازحين من أبناء شعبنا في عموم قطاع غزَّة، وآخرها قصفه المتعمّد لقافلة إغاثية تتبع للأمم المتحدة على شارع الرَّشيد، وقصفه سيارة للشرطة في رفح، ارتقى خلال 6 شهداء من أفراد الشرطة، كانت مهمتهم تأمين دخول الشاحنات المساعدات إلى غزَّة.
تحذير من ارتكاب مجازر جديدة
كما حذر من خطورة إقدام الاحتلال الصهيوني على ارتكاب مجزرة دموية جديدة في مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي، ونحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية وتداعيات ذلك، بسبب دعمها لهذا الاحتلال النازي بالسلاح والمال، لاستمرار عدوانه الهمجي بحقّ المدنيين من أبناء شعبنا.
وقال حمدان: تابعنا باستنكار واستهجان بالغين، مواقف الدولة المتحيّزة لأجندات الاحتلال العدوانية ضد أبناء شعبنا، في فرض عقوبات على ووقف التمويل لوكالة الأونروا، بحجج واهية وتهم غير مثبتة، بينما لم نسمع منهم إدانة واضحة لجرائم وانتهاكات الاحتلال في قصف وتدمير مراكز الوكالة، واعتقال وقتل العشرات من العاملين فيها.
وأضاف بالقول: نذكر دولنا العربية والإسلامية، بقرارات القمة العربية والإسلامية في الرياض، وبمسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية والإنسانية تجاه شعب عربي مسلم يقصف يومياً بالأسلحة الصهيو أمريكية، ويتضوّر يومياً جوعاً وعطشاً، ويرتقى منه يومياً مئات الشهداء، وهو يدافع عن نفسه وحريّته وأرضه وكرامة وشرف ومقدسات الأمَّة.
دعوة للدول العربية والإسلامية
وجدد حمدان الدعوة للدول العربية والإسلامية بالتحرّك الجاد، ورفض كل الضغوط الأمريكية وتحدّي الاحتلال الصهيوني، والعمل بشكل فوري لكسر الحصار عن قطاع غزّة، وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية لكامل القطاع، دعماً لصمود شعبنا ونضاله المشروع.
وقال: إنّ نتنياهو وحكومته، يسعون بشتى الطرق، إلى مواصلة تضليل الرَّأي العام الصهيوني، وإطالة أمد العدوان، رغم ما يتلقاه جيشهم المهزوم من خسائر في الأرواح والمعدات، ويواصلون الهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان، وإرجاء مواجهة لجان التحقيق حول الفشل المدوّي في السابع من أكتوبر.
الرد على اتفاق الإطار
وفي هذا السياق قال حمدان: قامت الحركة بتسليم ردها حول اتفاق الإطار للإخوة في قطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة الفلسطينية.
ونوه إلى أنّ الحركة قدمت ملاحظاتها بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان الهمجي على المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ، وإدخال المساعدات والمواد الإغاثية، وتأمين الإيواء للنازحين، وضمان الإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى.
وأضاف حمدان أنّ الحركة تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، وذلك رغم ردود الفعل الصهيونية، التي حاولت القفز عن أبسط حقوق شعبنا في هذا الإطار، فمنذ اليوم الأول للإعلان عن هذه الورقة؛ تواترت التصريحات الصهيونية التي تؤكّد استمرار العدوان على قطاع غزَّة، كما جاء على لسان الإرهابي نتنياهو، الذي تحدّث عن رفضه سحب جيشه من غزَّة، أو الإفراج عن أسرانا في السجون.
دعوة لأمريكا لوقف سياستها الإجرامية
ودعا القيادي في حماس “الإدارة الأمريكية، التي لا زالت تقدّم كل سبل الدعم العسكري والسياسي لكيان الاحتلال الإرهابي، وتوفّر الغطاء لحرب الإبادة التي يشنها على شعبنا الفلسطيني في غزة؛ إلى الكف عن هذه السياسة الإجرامية، والتي تقود المنطقة إلى الاشتعال”.
وشدد حمدان على أنّ عنوان الاستقرار في المنطقة أن تسعى الإدارة الأمريكية إلى وقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني، والاعتراف بحقوقه كافة، وتمكينه من تقرير مصيره وبناء دولته وعاصمتها القدس.
كما ثمّن دور الأشقاء في مصر وقطر وكافة الدول التي سعت وتسعى إلى وقف العدوان الغاشم على شعبنا.
وفد من حماس يتجه للقاهرة
وتابع حديثه بالقول: وفي إطار متابعة ما قدمناه من أفكار وفي إطار حرصنا على تحقيق أفضل النتائج بما يخدم مصالح شعبنا ويوقف معاناته ويخفف آلامه، من خلال وقف العدوان على شعبنا ومن خلال تحقيق إغاثة كاملة ورفع للحصار وإطلاق للإعمار؛ فإننا نؤكد أن وفداً من قياده الحركة برئاسة د. خليل الحية، سيتجه إلى القاهرة لمتابعه هذا الأمر
وقال حمدان: نحيّي شعبنا وصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة، خاصة في قطاع غزة، ونؤكّد أنَّنا ومع كافة القوى والفصائل الوطنية ماضون في الدفاع عن شعبنا، على طريق إنهاء الاحتلال، وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة في أرضه ومقدساته، وإقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
تحذير من الأخبار الكاذبة والتضليل
وأضاف حمدان، نوجه دعوة لشعبنا إلى عدم الاستجابة لكل أشكال الكذب والتضليل التي يمارسها الاحتلال الصهيوني وعدم التأثر بما قد ينشره من دعايات تهدف للتأثير على معنوياته، وإننا نؤكد أن المصدر الوحيد للمعلومة سيظل المقاومة التي صدقت شعبها على مدى أكثر من 120 يوماً من المواجهة مع الاحتلال.
وقال حمدان: ندعو مجاهدينا من كل فصائل المقاومة من كتائب القسام وسرايا القدس وكل القوى المقاومة إلى الاستمرار في المواجهة والتزام الحيطة والحذر ؛ والحذر بشكل خاص من غدر هذا الاحتلال في ربع الساعة الأخيرة من هذه المواجهة لا سيما ونحن نسعى لإنهاء هذا العدوان بالصورة التي تليق بتضحيات الشعب والمقاومة.
كذب وفبركات الاحتلال
كما شدد على أنّ الناطق باسم جيش الاحتلال لا يزال يواصل نشر أكاذيبه ودعايته السوداء ضد شعبنا ومقاومتنا، وكان آخرها؛ ادّعاء عثوره على وثائق ومبالغ مالية لحركة حماس مستلمة من إيران..
ولفت إلى أنّه رغم أنَّ كل ما أورده مسرحية مفبركة، ودعاية سوداء تثير السخرية وتكشف حجم حمقه وغباءه، فهو يعلن عن اكتشافه لخيط رفيع حول العلاقة بين المقاومة وبين إيران .. وكأنَّه اكتشف العجلة،..
وأكد أنّ الجميع يعرف أنَّ المقاومة الفلسطينية لها علاقات واضحة مع الجمهورية الإسلامية في إيران قائمه على أساس دعم الجمهورية للمقاومة في فلسطين ودعمها لصمود الشعب الفلسطيني ..وهو دعم مقدر ومشكور..
وأضاف، أنه مع كل فشل يلاحق الاحتلال، يحاول يائساً ضخّ مزيد من دعايته الكاذبة وادّعاءاته المغرضة في تشويه نضال شعبنا وصموده، والتفافه حول مقاومته، التي ثبت كذبها أمام العالم، وأمام جمهوره الذي بات يسخر من سخفها وحماقتها.
وجدد التأكيد على تثمين موقف جمهورية مصر العربية الشقيقة في رفض كل مخططات الاحتلال مشاريعه العدوانية حول محور فيلادلفيا، ونحذّر من خطورة أجندات العدو النازي في ارتكاب المزيد من المجازر بحق أهلنا النازحين بغرض التهجير القسري.
وأدان حمدان بشدّة كل خطوات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني المجرم القاتل للأطفال والنساء، ونستنكر إعلان رئيس الأرجنتين عزمه نقل سفارة بلاده لدى الكيان الصهيوني النازي إلى القدس المحتلة، ونعتبره تعدياً على حقوق شعبنا في أرضه، ومخالفةً لقواعد القانون الدولي باعتبار القدس أرضاً فلسطينيةً محتلة.
وحذر من التساوق مع مخططات الاحتلال في استهداف وكالة الاونروا، ونعد ذلك مؤامرة تهدف الى تصفية حق العودة، ومعاقبة شعبنا وتشديد الخناق عليه.
وختم حديثه بالقول: إن مواصلة قصف اليمن ولبنان والعراق وسوريا يعد اعتداء سافرا على سيادة الدول الشقيقة وتهديدا مباشرا للأمن في المنطقة، ونجدّد تأكيدنا أنَّ عنوان الهدوء والاستقرار في المنطقة، هو وقف العدوان الصهيوني على شعبنا بشكل مباشر وفوري، وإنهاء الاحتلال الفاشي عن أرضنا ومقدساتنا.