البث المباشر

سورة السجدة مكتوبة.. من سور العزائم التي تجب فيها السجدة

الإثنين 20 نوفمبر 2023 - 12:53 بتوقيت طهران
سورة السجدة مكتوبة.. من سور العزائم التي تجب فيها السجدة

رويَ عن الإمام الصادق (ع): من قرأ سورة السجدة في ليلة كل جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمدٍ وأهل بيته عليهم السلام.

 

بِسْمِ اللهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ

الم﴿1﴾ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿2﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴿3﴾ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ﴿4﴾ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴿5﴾

 

ذٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴿6﴾ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ﴿7﴾ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴿8﴾ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ﴿9﴾ وَقَالُوا أَ إِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ﴿10﴾

 

قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴿11﴾ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ﴿12﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴿13﴾ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴿14﴾

 

إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴿15﴾ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴿16﴾ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿17﴾ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ﴿18﴾ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿19﴾

 

وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴿20﴾ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴿21﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴿22﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلاَ تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴿23﴾

 

وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴿24﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴿25﴾ أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ﴿26﴾ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ﴿27﴾ وَيَقُولُونَ مَتَى هٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴿28﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ﴿29﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴿30﴾

 

التعريف

سورة السجدة، أو ألـــم تنزيل، هي السورة الثانية والثلاثون ضمن الجزء الواحد والعشرين من القرآن الكريم، مكية ومن السور العزائم الأربع التي تشتمل على آيات السجدة الواجبة.

 

تتحدث السورة عن التوحيد وعظمة القرآن الكريم، وعن آيات الله سبحانه في السماء والأرض وتدبيره لهذا العالم، كما تتحدث حول خلق الإنسان ويوم القيامة، وتُشير إلى تاريخ بني إسرائيل وقصة موسى عليه السلام، وعن بُشارة المؤمنين بالجنة، وتهديد الفاسدين بالنار.

 

من آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (4): ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾، وقوله تعالى في الآية (7): ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ﴾.

 

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ سورة السجدة في ليلة كل جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمدٍ وأهل بيته عليهم السلام.

 

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بـــ (السجدة)؛ من الآية (15) من قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا...﴾، وذلك لمّا ذُكّر المؤمنين بآيات الله سجدوا، وتسمى أيضاً بسورة (المضاجع)، و(سجدة لقمان)، حتى لا تلتبس بحــــم السجدة ( أي: سورة فصلت)، و(ألــــم تنزيل)، و(ألـــم السجدة). آياتها (30)، تتألف من (375) كلمة في (1564) حرف. وتُعتبر من سور الممتحنات.

 

ترتيب نزولها

سورة السجدة من السور المكية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلي الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (75)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (21) بالتسلسل (32) من سور القرآن.

 

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(مِرْيَةٍ): المرية: الشك والريب.

(الْجُرُزِ): هي اليابسة التي ليس فيها نبات؛ لانقطاع الأمطار عنها.

 

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: يتحدث عن التوحيد، وعن عظمة القرآن، ونزوله من قِبل رب العالمين، ونفي اتهامات الأعداء عنه.

الثاني: يتحدث حول آيات الله سبحانه في السماء والأرض، وتدبير هذا العالم.

الثالث: يتحدث حول خلق الإنسان من التراب، والنطفة، والروح الإلهية، ومنحه وسائل تحصيل العلم، أي: العين والأُذن والعقل من قِبل الله تعالى.

الرابع: يتعرض إلى يوم القيامة والحوادث التي تسبقها، أي: الموت، وما بعده.

الخامس: تُشير إلى بُشارة المؤمنين بجنة المأوى، وتهدد الفاسدين بعذاب جهنم الشديد.

السادس: إشارة إلى تاريخ بني إسرائيل وقصة موسى عليه السلام، كما تُشير إلى أحوال قوم آخرين من الأمم السابقة ومصيرهم المؤلم.

 

آياتها المشهورة

قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ...﴾، ذُكِرت مسألة الخلقة في (ستة ايام) سبع مرات في القرآن الكريم، وهي كناية عن الدفعات أو الأطوار، أي: فيما قدّره ستة أيام؛ لأنّ قبل الشمس لم يكن ليل ولا نهار.

قوله تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ﴾، ومعنى ذلك في جميع ما خلق الله تعالى وأوجده، فيه وجه من وجوه الحكمة، وليس فيه وجه من وجوه القُبح، وذلك يدّل على أنّ الكفر والضلال وسائر القبائح ليست من خلقه.

 

آيات في كرامة أمير المؤمنين (ع)

جاء عن الإمام الباقر عليه السلام حول الآية الكريمة (16): إنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام، وأتباعه من شيعتنا، ينامون في أول الليل، وإذا ذهب ثلثاه أو ما شاء الله، فزعوا إلى ربهم راغبين طامعين في ما عنده.

 

جاء عن الإمام الباقر عليه السلام حول الآية (18): إنّ علياً عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا، وقال الفاسق الوليد بن عقبة: أنا - والله - أبسط منك لساناً، وأحد منك سناناً، وأملأ حشواً في الكتيبة، قال علي عليه السلام: أسكت، فإنما أنت فاسق، فأنزل الله هذه الآية.

 

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «من قرأ ألـــم تنزيل في بيته، لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام».

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من قرأ سورة السجدة في ليلة كل جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمدٍ وأهل بيته عليهم السلام».

 

وردت خواص كثيرة، منها:

عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «من كتبها وعلّقها عليه أمِنَ وجع الرأس، والحمّى، والمَفاصل».

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة