موضوع البرنامج:
المهدي وغيبات الأنبياء
النداء السماوي في شهر الله
قد جعلها ربي حقا
وأسفر ليل الجهل عن فلق الهدى
وبانت لعينيّ الأمور اللوابس
وأعددت ذخراً للمعاد قصائداً
تعطر منها في النشيد المجالس
بمدح الامام القائم الخلف الذي
بمظهره تحيا الرسوم الدوارس
إمامٌ له مما جهلنا حقيقة
وليس له فيما علمنا مجانس
وروح عُلى في جسم قدس يحدّها
شعاعٌ من الاعلى الالهي قابس
له صفوة المجد الرفيع وصفوه
وجوهر مجدٍ ذاته لا تقايس
تولد بين المصطفى ووصيه
ولا غروان تزكو هناك الغرائس
سيجلو دجى الدين الحنيف بعزمةٍ
هي السيف لا ما أخلصته المداعس
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على ينابيع رحمة الله محمد رسول الله وآله الهداة الى الله. السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات، تحية مباركة طيبة، يسرنا ان نهديها لكم في هذا اللقاء الجديد من برنامج شمس خلف السحاب وقد إخترنا لمطلعه بعض ابيات القصيدة المهدوية الرائقة للفقيد الحلي البارع الحسن بن راشد من اعلام علماء الامامية في القرن الهجري التاسع. اعزاءنا المستمعين، عنوان الفقرة العقائدية في هذا اللقاء هو: المهدي وغيبات الأنبياء
أما السؤال الذي سيجيبنا عنه سماحة السيد محمد الشوكي فهو من الأخ قيس محمد وموضوعه هو: النداء السماوي في شهر الله
ولدينا حكاية موثقة فيها ثمرة جليلة عن إعانة إمام العصر عليه السلام للمؤمنين، اخترنا لهذه الحكاية العنوان التالي: قد جعلها ربي حقا
مستمعينا الافاضل مع خالص دعواتنا بأن تقضوا اطيب الاوقات مع فقرات البرنامج ندعوكم الى العقائدية منها والتي تحمل العنوان التالي:
المهدي وغيبات الأنبياء
في كتاب علل الشرائع روى الشيخ الصدوق بسنده عن مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: "إن للقائم منا غيبة يطول أمدها". قال الراوي: فقلت له: ولم ذاك يابن رسول الله؟ قال عليه السلام: "إن الله عزوجل أبى الا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم وأنه لا بد له من إستيفاء مدد غيباتهم قال الله عزوجل: "لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ"، أي سننا على سنن من كان قبلكم".
وروى الشيخ الصدوق أيضاً في كتاب الأمالي أن الامام الصادق عليه السلام قال:
"لكل أناس دولة يرقبونها ودولتنا في آخر الدهر تظهر"
مستمعينا الأكارم، المضمون الذي يشتمل عليه الحديثان المتقدمان تؤكده مجموعة من أحاديث أهل بيت النبوة عليهم السلام، وهي تشير الى حقيقة مهمة من حقائق تربية الله عزوجل لعباده وتدبيره لشؤونهم. ولتوضيح هذه الحقيقة، نقول ان الله عزوجل قد أجرى سننه في تأريخ الأنبياء عليهم السلام وقد إقتضت وقوع غيبات لبعضهم كان الهدف منها تربية أقوامهم وتأهيلهم لدور أهم في حمل الرسالة الإلهية. فمثلا جرت غيبة نبي الله موسى عليه السلام عن قومه بني إسرائيل في مصر وبقي تلك السنين في مدين غائباً عنهم وهم لا يعرفون مصيره وينتظرون عودته الى مصر لإنقاذهم من ظلم فرعون وطغمته. وكانت هذه الغيبة أمراً ضرورياً لجعلهم على الإستعداد لمؤازرته وأخيه هارون عليهما السلام في مواجهة فرعون وبالتالي التخلص من حاكميته، حيث أن غيبته، نعني موسى عليه السلام عنهم جعلتهم على يقين بعدم قدرتهم على التخلص من شر فرعون بدونه عليه السلام فأخذوا ينتظرونه بفارغ الصبر ويستعدون لمناصرته فلما أتموا الإستعداد، عاد اليهم من غيبته في مدين وقادهم في رحلة النجاة.
إن الذي أوجب غيبة موسى عليه السلام عن قومه هو في الواقع تربيتهم على روح مواجهة فرعون وإعدادهم لمناصرته عليه السلام في ذلك. وبملاحظة أن الهدف من غيبة كل نبي كانت له غيبة يتناسب مع الأوضاع الخاصة بقومه وما يحتاجونه لإعدادهم لمناصرة النبي، نقول بملاحظة هاتين الحقيقتين يتضح أن إعداد المجتمع البشري برمته لظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه وإقامة الدولة الإلهية العادلة والعالمية، يستلزم تربيتهم على ما تقدمت تربية أقوام الأنبياء السابقين عليهم السلام وبصورة شمولية أيضاً تتناسب مع سعة أبعاد الثورة الإصلاحية الكبرى للإمام المهدي عجل الله فرجه.
وبناء على ما تقدم يتضح مستمعينا الأفاضل ما ورد في الحديث الثاني وتأكيد مولانا الإمام الصادق عليه السلام أن دولة أهل البيت العالمية والشاملة في توفير جميع عوامل الرقي للمجتمع البشري تأتي في آخر الزمان إذ أن من الأسباب التي دعت الى طول غيبة مولانا الإمام المهدي عجل الله فرجه هو قطع أمل المجتمع البشري عن قدرة أي تيار فكري أو سياسي لتحقيق السعادة المنشودة للبشرية وهذا إستلزم اتاحة الفرصة لها جميعاً باستلام الحكم والسعي لتطبيق شعاراتها لكي تكون النتيجة فشلها وتيقن الناس من عدم قدرة غير المعصوم على إقامة الحكومة الإلهية العادلة والشاملة.
تابعوا أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران برنامج شمس خلف السحاب بالإستماع لإجابة ضيفه عن اسئلتكم بشأن القضية المهدوية.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا تقبل الله منكم حسن المتابعة لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ قيس محمد يسلم عليكم
الشوكي: وعليك السلام وعليه السلام
المحاور: حياكم الله، ويعرض السؤال التالي سماحة السيد، سؤال فيه دقة جميلة يقول النداء السماوي بأسم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هل يقع في شهر رمضان حتماً ام ممكن ان يقع في زمن اخر لمصلحة تقتضي حكمة الله ان يسرع ويعجل بظهور بقيته المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ماذا تقولون سماحة السيد؟
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة ينبغي ان نعلم ان النداء السماوي، النداء بأسم المهدي صلوات الله وسلامه عليه في شهر رمضان المبارك هو من العلامات الحتمية، هذه نقطة ينبغي ان نعرفها لأن هناك علامات محتومة وعلامات غير محتومة، من جملة العلامات التي ورد النص على حتميتها كونها من المحتوم الذي لاتبديل فيه النداء السماوي لكن هناك كلام ان هل هذا الحتم هو على اساس العلامة، على اصل العلامة ام يسري الى خصوصياتها الاخرى، الخصوصيات الزمانية، الخصوصيات المكانية، سائر الخصوصيات الاخرى. الذي يظهر لي والله العالم ان المحتوم هو اصل العلامة سواء مايرتبط بالسفياني او فيما يرتبط باليماني او فيما يرتبط بالنفس الزكية او فيما يرتبط... هذه العلامات المحتومة، الحتم مركز على اساس العلامة، على اساس اصل العلامة اما الخصوصيات الاخرة، الخصوصيات الزمانية، المكانية فيمكن ان لاتكون محتومة بمعنى ان لله تبارك وتعالى فيها المشيئة، يمكن ان يقدم، يمكن ان يؤخر، يمكن ان يفعل مايشاء، اصل العلامة لابد ان تقع من المحتوم اما بعض خصوصياتها وارتباطها بسائر العلامات او بظهور الامام او ماشابه ذلك من قضايا زمانية او مكانية او مسائل اخرى فقد لايقال بحتميتها. اعتقد ان الشيخ المجلسي رحمه الله فيما اذكر، الشيخ المجلسي ايضاً يميل الى هذا الرأي وان الحتم في اساس العلامات وليس في خصوصياتها فمن ناحية الامكان ممكن يعني نحن والرواية واكثر من رواية تقول ان النداء سيقع في شهر رمضان المبارك، أليس كذلك؟ اكثر من رواية عندنا في هذا الاتجاه ولكن هل ان الله يقدم او يؤخر في هذا الاتجاه؟ الذي يبدو لي والله العالم ان ذلك داخل في المشيئة وربما ربما يقال بذلك وانا لااجزم بذلك ولكن اميل الى هذا الرأي، ربما يقال ان الحتم هو خاص بأصل العلامة والله العالم بحقيقة الاحوال.
أيها الأخوات والاخوة أما عنوان حكاية هذه الحلقة من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة فهو:
قد جعلها ربي حقاً
مستمعينا الأكارم، حكاية هذه الحلقة ننقلها لكم من الكتاب المهدوي القيم (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم)، والحكاية جرت لمؤلف الكتاب نفسه وهو آية الله الفقيه الورع والعالم الرباني الزاهد السيد محمد تقي الإصفهاني، وقد ذكرها بهدف الإعتبار في الجزء الثاني من كتابه المذكور في الباب الثامن وضمن حديثه عن تكاليف المؤمنين تجاه إمام العصر عجل الله فرجه، حيث ذكر التكليف السابع والأربعين وهو الإستغاثة به عليه السلام وعرض الحاجة عليه بعد أن ذكر تكليف التوسل والإستشفاع به الى الله عزوجل، وبعد ذلك ذكر السيد الإصفهاني الحادثة التالية كنموذج على هذا التكليف. نقرأ لكم مارواه أعزاءنا بعد قليل فتابعونا مشكورين.
قال السيد محمد تقي الإصفهاني رضوان الله عليه: في الموضع المذكور، قد كثرت عليّ الديون وضاقت بي الأحوال في بعض السنين الماضية، فدخل شهر رمضان، فتوجهت (بقلبي) إليه عليه السلام وعرضت حاجتي عليه صلوات الله وسلامه عليه وكان ذلك في وقت السحر من بعض الليالي، فلما صليت الفجر في المسجد ورجعت الى منزلي نمت، فتشرفت بلقائه عليه السلام في المنام فقال: "إصبر قليلاً حتى نأخذ من خاصة أموال خواص محبينا فنعطيك".
ويتابع آية الله السيد محمد تقي الإصفهاني نقل هذه الحكاية قائلاً: فإنتبهت من رقدتي فوجدت الهواء طيباً، وقد زال عني الهم والكرب فما مضت إلا أشهر قليلة حتى جاء في بعض المتدينين من الإخوان، قد أعرفه بالصلاح وأشم منه الإرتياح، جاءني بوجوه، يعني من الحقوق الشرعية. قد أديت بها ديوني وقال لي: هذا من سهم الإمام عليه السلام. فسررت بذلك غاية السرور شوقاً وقلت: هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا.
نشكر لكم أعزاءنا طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامج شمس خلف السحاب إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.