موضوع البرنامج:
سبل حفظ الايمان في الغيبة
إخراج الأرض كنوزها
وجاءت الدلالة واضحة
وبنا عرج على تلك التي
أودعتنا عندها الغيبة داءا
حجب الله بها الداعي الذي
هوللأعين قد صار الضياءا
وبها الأملاك في الطافه
للورى تهبط صبحاً ومساءاً
قف وقل عن مهجةٍ ذائبةٍ
ومن العينين فأنضجها دماءا
يا إمام العصر ما اقتلها
حسرة كانت هي الداء العياءا
مطلتنا البرء في تعليلها
وسوى مرءاك لا تلقى شفاءا
برئت ذمة جبار السما
من أناسٍ منك قد أضحوا بُراءا
فمتى تبرد أحشاءٌ لنا
كدن بالأنفاس يضرمن الهواءا
ونرى يا قائم الحق انتضت
سيفها منك يد الله إنتضاءا
أفهل نبقى كما تبصرنا
ننفذ الأيام والصبر رجاءا
لا رأى الرحمة من قال رياءا
قلت الروح لمولاها الفداءا
بسم الله وله الحمد رب العالمين وأزكى صلواته على نبيه الصادق الأمين وآله الطاهرين... السلام عليكم مستمعينا الأفاضل وأهلاً بكم في هذا اللقاء من برنامجكم المهدوي هذا، وقد إخترنا لمطلعه أبياتاً في مدح صاحب الزمان للأديب الحسيني المخلص السيد حيدر الحلي رضوان الله عليه وبعد قليل تستمعون الى فقرة عقائدية تربوية عنوانها: سبل حفظ الايمان في الغيبة
بعدها يجيب سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: إخراج الأرض كنوزها
تستمعون في الفقرة الأخيرة الى حكاية مؤثرة عنوانها: وجاءت الدلالة واضحة
أطيب الأوقات وأنفعها نرجوها من الله لنا ولكم مع فقرات حلقة اليوم من برنامج شمس خلف السحاب، تابعونا والفقرة العقائدية وعنوانها هو:
سبل حفظ الإيمان في الغيبة
روى الشيخ الصدوق _ رضوان الله عليه _ في كتاب كمال الدين مسنداً عن مولانا الباقر _ عليه السلام _، أنه قال ضمن حديث عن خاتم الأوصياء _عجل الله فرجه_: "هوالمهديُّ من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام... يا طوبى لمن أدركه... ".
وقال إمامنا باقر العلم المحمدي عليه السلام في حديث آخر مروي في كتاب كمال الدين أيضاً: "إنّ أقرب الناس الى الله عزوجل وأعلمهم وأرأفهم بالناس محمد والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، فإدخلوا اين دخلوا وفارقوا من فارقوا _ أعني حسيناً وولده _ فإن الحق فيهم وهم الأوصياء ومنهم الأئمة، فأين ما رأيتموهم فأتبعوهم، فإن أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحداً فأستعينوا بالله وانشروا السُنة التي كنتم عليها فاتبعوها وأحبوا من كنتم تحبون وابغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج".
مستمعينا الأفاضل، الحديث الأول من الأحاديث الغيبية التي أخبر فيها أئمة العترة المحمدية عن غيبة الإمام المهدي _عجل الله فرجه_ وقبل وقوعها بأمدٍ طويل. وفي هذا الحديث يشير مولانا الباقر _عليه السلام_ الى أن من علل وقوع الغيبة هو تمحيص إيمان الناس ونقل المؤمنين الى مرتبة أسمى من الإيمان الصادق يكون فيها إيمانهم بالإمام في غيبته الظاهرية من مصاديقه الإيمان بالغيب وهذا من أهم صفات المتقين كما تصرح بذلك الآيات الأولى من سورة البقرة.
ولذلك نلاحظ الإمام الباقر _عليه السلام_ يقول في آخر الحديث:
(طوبى لمن أدركه)، فهذه البشارة تشمل الذين يدركون عهد إمامة خاتم الأوصياء المهدي حتى في غيبته _عجل الله فرجه_، وذلك لما يحصل عليه المؤمن من حفظ إيمانه رغم صعوبات عصر الغيبة من بركات إيمانية ترتقي به الى صف أعلى مراتب المجاهدين الصادقين مع رسول الله _صلى الله عليه وآله_ كما صرحت بذلك أحاديث شريفة أخرى رويت بشأن منزلة الثابتين على الإيمان في عصر الغيبة عند الله عزوجل.
أيها الأخوة والأخوات وهنا قد يثار سؤال عن سبل الثبات على الإيمان مع صعوبة الإرتباط الظاهري بالإمام المعصوم في عصر غيبته _عجل الله فرجه_؟
هذا السؤال المصيري يجيب عنه إمامنا الباقر _عليه السلام_ في الحديث الثاني ويهدينا الى هذه السبل حيث يقول: (فإن أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحدا _يعني عصر الغيبة_ فاستعينوا بالله وانظروا السنة التي كنتم عليها فاتبعوها وأحبوا من كنتم تحبون وإبغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج). إذن سبل الثبات على الإيمان في ظل صعوبات عصر غيبة الإمام المعصوم _عجل الله فرجه_ هي:
أولاً: الإُستعانة بالله عزوجل وذلك بالدعاء وتقوية الإرتباط به عزوجل وطلب العون منه لمعرفة الإمام والتمسك بولايته.
وثانياً: أن نعمل بما عرفناه من الحق من أهل بيت النبوة _ عليهم السلام _ ونتبع سنتهم ومواقفهم في جميع الشؤون فهم أرأف خلق الله بخلقه عزوجل وأعلمهم بما يصلح شؤون عباده كما ورد في صدر هذا الحديث الشريف.
وثالثا: أن نجسد قلبياً وسلوكياً مفهومي الموالاة لأولياء الله المقربين عليهم السلام والبراءة من أعدائهم. فإذا إلتزمنا بذلك منّ علينا بالفرج الخاص أوالظهور الخاص بنا للإمام الغائب _عجل الله فرجه_، فيكون إيماننا به إيمان معاينة قلبية شهودية خالصة.
تابعونا أحباءنا مستمعي إذاعة طهران في هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب بالإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم والإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين، السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة السيد سؤال ورد من الاخ محمد ظاهر اومحمد طاهر، يسأل عن الحديث الشريف المروي بعبارات متعددة بطرق الفريقين، ملخص رسالة الاخ ان الارض تخرج افلاذ اكبادها او كنوزها في زمن ظهور الامام المهدي سلام الله عليه، مامعنى ذلك، مامعنى افلاذ الاكباد اوالكنوز؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين، افلاذ الاكباد، نعم هذا الحديث كما ذكرتم وذكر الاخ مروي عن الفريقين، عن ابي سعيد الخدري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله وكذلك مروي في طرقنا وحتى في حديث عن امير المؤمنين عليه السلام، افلاذ الاكباد، الافلاذ جمع فلذة وهو القطعة والكبد هو معروف ولذها يقال انه فلذة كبدي او اولادنا افلاذ اكبادنا يعني قطعة من كبدنا دلالة على اهميتهم بالنسبة الينا وقيمتهم بالنسبة الينا. افلاذ اكباد الارض هذا التعبير قطعاً تعبير كنائي مجازي، كما ان الولد هو فلذة من كبد الانسان وقطعة من كبد الانسان لأهميته لقيمته فالاشياء القيمة في رحم الارض، في داخل الارض تطلق عليها هذه التسمية افلاذ الاكباد، الاشياء القيمة في الارض كما هو معروف يعني هي الكنوز المختلفة كما اشار الاخ وفي بعض الاخبار ورد الذهب والفضة اذن في زمن الامام صلوات الله وسلامه عليه سوف لن تبخل الارض بشيء من افلاذ اكبادها يعني من كنوزها وكذلك السماء يعني ولاتبخل الارض ولاتبخل السماء وذلك لأن المجتمع المهدوي الذي يؤسسه الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو مجتمع الخلافة الالهية بحيث الانسان يكون خليفة لله تبارك وتعالى، مجتمع الخلافة فيه بركات معنوية وفيه بركات مادية ايضاً يعني الله عزوجل يريد من الانسان ان لايشتغل بالدنيا وبطلب الدنيا وبالفقر وبمشاكل الفقر وانما يتفرغ تماماً الى عبادة الله تبارك وتعالى "يَعْبُدُونَنِي" في آية الوعد "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً"،"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" فالله يوفر في المجتمع الخليفة كل الظروف المناسبة لعبادة الله تبارك وتعالى فلاينشغل انسان بالدنيا او بمشاكل الدنيا او بهموم الدنيا عن عبادة الله تبارك وتعالى وهذا هو طبيعة المجتمع الخليفة لو المجتمع الخليفة تأسس في ذلك الزمان، في زماننا لو كان تأسس المجتمع الخليفة، لو من البداية تأسس المجتمع الخليفة لم تكن هناك مشكلة على الارض ولاشحة ارزاق ولافقر ولكن المشكلة كما يقول القرآن "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" ففي زمان الامام المهدي عليه السلام لاشك ان الايمان يعم البشرية وايمان خالص "يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً" لهذا سوف تنفتح عليهم بركات الارض وبركات السماء حتى تتوفر لهم الارضية الكاملة للتوجه المطلق الى الله تعالى فلاينشغلون بهموم الدنيا ومشاكل الفقر كما هو حاصل الان في زماننا، ربما تبعده هموم الدنيا ومشاكلها وغمومها والايجار والعيال التأمين والخ، هذه الامور سوف تزول بحيث ايها المجتمع البشري انا وفرت لك كل الاحتياجات وفقط اعبد الله تبارك وتعالى عبادة كاملة وربما الاشارة الى افلاذ اكباد الارض التي هي الذهب والفضة تعرفون ان العملة، المال، النقود يعني هي عصب الحياة أليس كذلك؟ يعني الحياة فيها ما فيها من الاكل والشرب وفيها اللباس وفيها البيوت والذي يدير كل ذلك، العملية الاقتصادية قائمة على اساس النقد وعلى اساس العملة النقدية فهذا جانب من الجوانب الاقتصادية في الدولة المهدوية بالاضافة الى توفر الخيرات الارض ايضاً، العملة والذهب والنقد سوف يكون متوفراً بصورة كبيرة فيها والله العالم.
أيها الأخوة والأخوات حكاية هذه الحلقة من البرنامج ترتبط بالتدبير المهدوي لأعمار وتوسعة مسجد صاحب الزمان في قرية جمكران، عنوان الحكاية هو:
وجاءت الدلالة واضحة
الحكاية نقلها سماحة الشيخ المتتبع القاضي الزاهدي في كتابه الوثائقي (عشاق المهدي) في جزئه الثالث وقد سمعها مباشرة من صاحبها _ وهو رجل معروف بالصلاح _، وقد نقلنا في لقاءٍ سابق حكاية ترتبط بحكاية هذه الحلقة، ولذلك نقوم بذكر ملخص الحكاية السابقة أولاً. فكونوا معنا:
مستمعينا الأكارم، تأريخ هذه الحكاية يرجع الى سنة ۱۳۹۰ للهجرة، أما خلاصة الحكاية الأولى لهذا العبد الصالح فهي أنه بقي ليلة في مسجد جمكران قبل توسعته الحديثة وكان وحده يتعبد لله عزوجل عندما شاهد ثلاثة أشخاص ٍ ذووطلعه نورانية غير مألوفة دخلوا المسجد الذي كان بابه مقفلاً وقد أوجد دخولهم فضاءً نورانياً في المسجد ورائحة طيبة للغاية، وبعد أن أتموا الصلاة والدعاء، إلتفت إليه السيد الذي كان في المحراب الأوسط وطلب منه الإقدام على إعمار المسجد ووعده قبل أن يعتذر بعدم إمتلاكه المال اللازم بالعون وقال: عليك أن تسعى وسنعينك نحن ثم أجاب عن سؤال أضمره الرجل في قلبه قائلاً: إذهب الى السيد أحمدي وسيفتح لك الطريق، ولم يكن الرجل يعرف السيد أحمدي ولم يسمع باسمه من قبل، ثم أعطاه ورقة خضراء نقش على أحد وجهيها أسماء الله الحسنى وعلى الوجه الاخر خريطة بناء هي نفسها التي أعدها المهندسون فيما بعد لتوسعه مسجد جمكران وإعماره ودون أن يروا تلك الخريطة.. ثم خرج هذا السيد ورفيقاه وعاد جو المسجد الى ما كان عليه..
ونتابع الآن أعزاءنا تتمة ما جرى، حيث قال هذا العبد الصالح وهو من هيئة أمناء مسجد جمكران: طلع الفجر فأقمت صلاته وبعدها سألت نفسي: من هو السيد أحمدي هذا؟ وسرعان ما حصلت على الجواب، فعند خروجي من باب المسجد إلتقيت السيد نقيبي وهو صديق قديم لم أره منذ عشر سنوات.. لم أعرفه في البداية لكنه عرفني وسلّم عليّ وإحتضنني ثم قال: يا سبحان الله، لقد كنت أفكر في أمرك قبل قليل.. عندما كنت أتوضأ خطر في ذهني فجأة أن أبحث عنك وأقول لك: ينبغي أن تقوموا بعمل ما لإعمار المسجد وإخراجه من الحالة المؤسفة التي هو عليها الآن! ودون إختيار مني أجبته بداهة: لقد قالوا لي ليلة البارحة مثل قولك.. وقالوا أيضاً عليّ أن أراجع في ذلك السيد أحمدي، ولكني لا أعرف.. أجابني السيد بقائي بتعجب: أنا أعرفه، إنه رئيس المؤسسة التي أعمل بها، إنه رجلٌ غاية في الصلاح وعاشق لإمام العصر _أرواحنا فداه_!!
أيها الإخوة والأخوات، ومع ظهور هذه الدلالة الواضحة إندفع هذا العبد الصالح لمتابعة أمر إعمار المسجد، وأخذ عنوان المؤسسة التي يعمل بها السيد نقيبي الذي عرف بما جرى له.
يقول هذا العبد الصالح: عندما وصلت في اليوم التالي بادرني السيد نقيبي بالقول: نحن بأنتظارك منذ وقت طويل، لقد أخبرت السيد أحمدي بما جرى وهوينتظرك… ولما دخلنا مكتبه في الطابق الثامن من البناية قام وإحتضنني وقال: هل ذكر إمام العصر _روحي فداه_ إسمي وسمعته في عالم الرؤيا؟!
وهنا ظهرت الحكاية بشكل رؤيا.. أجبته: لقد أمرني _عليه السلام_ بمراجعتك في هذا الأمر، فرفع فوراً سماعة الهاتف وإتصل بالسيد نصير عصار ابن آية الله السيد عصار _ رحمه الله _، وكان السيد نصير عصّار يومها رئيس منظمة الأوقاف الإيرانية، وقال: لقد جاء الرجل الذي أخبرتك بأمر رؤياه.. فأجابه السيد عصار: إبعثه فوراً لي مع أحد المرافقين وفعلاً ذهبت الى مكتبة في منظمة الأوقاف فوجدته ينتظرني أيضاً، إحتضنني بشوق وطلب مني أن أحدثه بالرؤيا فأخبرته بحقيقة ماجرى فتأثر كثيراً وقال: عرّف أشخاصاً تثق بهم ليكونوا هيئة أمناء المسجد وسنصدر حكماً بتعيينهم وإبدأوا عمليات الأعمار فلن نبخل عنكم بأي تكلفه! ثم أعطاني رقم هاتف خاص وقال: إتصل بي على هذا الرقم متى ما دعت الحاجة.. أعطيته الأسماء المطلوبة وبعد ثلاثة أيام صدر حكم تعيينهم.. فجئنا يوم الخميس وبدأنا عمليات الأعمار التي استمرت على أفضل وجه.
مستمعينا الأفاضل، وقد ظهرت دلالات باهرة أخري لهذا العبد الصالح بعد ذلك سننقل لكم بأذن الله حكايتها في الحلقة المقبلة من برنامج شمس خلف السحاب.. فالى حينها نترككم في رعاية الله والسلام عليكم.