جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد اليوم الاحد بطهران، بين وزير الخارجية الإيراني "عبد اللهيان" ونظيرته الجنوب أفريقية السيدة "نالدي باندور" التي وصلت طهران صباح اليوم.
وأشار عبد اللهيان، الى لقائه مع السيدة "باندور" بطهران اليوم، قائلاً: لقد أجرينا مباحثات مهمة اليوم حول القضايا الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية.
كما تطرق الى اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وجنوب أفريقيا التي عقدت مؤخراً باستضافة بريتوريا، مبيناً أن أحد الاجندات المدرجة على جدول اعمال الزيارة، هو متابعة التوافقات التي توصل اليها البلدان في هذا الاجتماع، وبطبيعة الحال متابعة اتفاق الرئيسين الايراني والجنوب افريقي خلال زيارة رئيسي الأخيرة لهذا البلد.
وفي جانب آخر من تصريحاته، نوه امير عبدالليهان بان الشعب الايراني يولي احتراما كبيرا الى الراحل "نيلسون مانديلا" الذي قضى حياته في مناهضة التمييز العنصري؛ مردفا ان اهمية هذا الأمر تتضح في ضوء المجازر ضد الانسانية التي يمارسها الكيان الصهيوني قاتل الاطفال والعنصري في حق سكان قطاع غزة اليوم.
ومضى الى القول: لقد تحدثنا اليوم (مع السيدة باندور) علاوة على القضايا الثنائية، فيما يخص تطورات غزة أيضاً؛ معرباً عن تقديره لمواقف جنوب افريقيا الداعمة للشعب الفلسطيني والمناهضة لكيان الفصل العنصري الصهيوني.
عبد اللهيان، نوه الى أن إيران وجنوب افريقيا لديهما مواقف مشتركة حيال القضايا الاقليمية والدولية؛ وقال : هناك زيارات متبادلة ستجري بين البلدين وستاتي وفود من جنوب افريقيا الى طهران قريبا.
وعودة الى التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال وزير الخارجية الإيراني: إن الرئيس الامريكي السيد بايدن قام بزيارة طارئة الى الكيان الصهيوني، ليعرب عن دعمه لهذا الكيان الذي يرتكب المجازر في حق المدنيين ويستهدف المستشفيات والمناطق الاهلة بالسكان، بل ويعلن رسميا انه سيرسل مئات الطائرات لقتل اهالي غزة، بينما يطلق عبارة مثيرة للسخرية، من "اننا سنقوم بارسال 20 شاحنة محملة بالمساعدات الانسانية الى غزة".
وأضاف: أمريكا تخوض اليوم حرب الانابة ضد اهالي غزة، وبما يؤكد على ان المنطقة تحولت الى برميل من الباروت حيث ان اي خطا في الحسابات، وارتكاب جرائم الابادة الجماعية والتهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سيؤدي الى تداعيات للمنطقة وايضا القائمين على هذه الحرب.
ومضى عبداللهيان الى القول: نحن نحذر أمريكا والكيان الصهيوني، بانه في حال عدم الكف عن الجرائم ضد الانسانية ضد غزة، كل الخيارات ستكون مطروحة والمنطقة ستخرج عن السيطرة على حساب المعتدين انفسهم.
في المقابل، أعربت السيدة باندور عن تقديرها لكرم الضيافة التي لقيته من جانب نظيرها الايراني في طهران، واعتبرت أن الشراكة بين ايران وجنوب أفريقيا باتت قوية أكثر فأكثر؛ لافتة في هذا السياق الى عضوية البلدين في تكتل "بريكس".
وأضافت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا خلال المؤتمر الصحفي المشترك بطهران اليوم مع امير عبداللهيان : الفرص متوفرة للتعاون بين ايران وجنوب افريقيا؛ واوضحت بان بلادها تنتج افصل جودة من اللحوم على مستوى العالم، بينما طهران قادرة على تعزيز التعاون في مجال الطاقة.
وزيرة الخارجية الجنوب افريقية، استعرضت في هذا الخصوص العديد من مجالات التعاون المتاحة لطهران وبريتوريا، بما في ذلك مجالات التكنولوجيا الحديثة والعلوم، فضلا عن القضايا المتعلقة بالمنطقة.
وأكدت السيدة باندور على ضرورة تعزيز العمل المشترك في اطار تكتّل بريكس، واصلاح بعض الاليات التي المعتمدة لدى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.
كما اشارت الى سياسات الحظر الاقتصادية باعتبارها تحديات في مسار مجموعة دول بريكس، وقالت : يجب استخدام العملات الوطنية للدول الاعضاء من اجل التفوق عليها.
وحول التطورات في الاراضي الفلسطينية، تطرقت وزير الخارجية الجنوب افريقية الى المجازر التي تعرض اليها المدنيون في غزة، ودعت الى تكثيف الحملات المناوئة للظلم في حق الشعب الفلسطيني.
وصرحت السيدة باندور في هذا السياق : ان الشعب الفلسطيني تُرك وحيدا، وانتُهكت حقوقه؛ منوهة بموقف بريتوريا الداعم للقضية الفلسطينية.
وأضافت: خلال حضورنا في قمة مصر امس، اكدنا على دعمنا للشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال؛ القارة الافريقية شهدت الكثير من التدخلات والانقلابات وتعي هذه المشاكل جيدا، لذلك يجب على الدول ان تعزز جهودها لانهاء التوتر.