البث المباشر

حيرة الامم في عصر الغيبة/حوار مع السيد محمد الشوكي حول الدجال هو رمز أم شخص/بلغت أمنيتي ببركة الحجة

الإثنين 11 مارس 2019 - 19:15 بتوقيت طهران

(الحلقة: 257)

موضوع البرنامج:
حيرة الامم في عصر الغيبة
حوار مع السيد محمد الشوكي حول الدجال هو رمز أم شخص
بلغت أمنيتي ببركة الحجة

نهضاً فقد نسيت لؤي شعارها

فأزل بسيفك عن لؤيٍ عارها

هدأت على حسك الردي موتورة

فأنهض فديتك طالباً أوتارها

فمتى تقر العين طلعتك التي

حسدت مصابيح الدجى أنوارها

ومتى تشن على الاعادي غارةً

شعواءً ترفع للسماء غبارها

لا صبر يابن العسكري فشرعة

الهادي النبي إستنصرت أنصارها

هدمت قواعدها وطاح منارها

فأقم بسيفك ذي الفقار منارها

حتى م تصبر العبيد طغت على

السادات حتى استعبدت أحرارها

والى م تغضي والطغاة تحكمت

في المسلمين وحكمت أشرارها

 

*******


بسم الله وله الحمد والمجد غياث المستغيثين ومجيب دعوة المتوسلين وأزكى صلواته على ينابيع رحمته العالمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، رحم الله الخطيب الحسيني البارع السيد علي الترك الموسوي الذي إفتتحنا هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب بأبيات له تعبّر عن عظيم الشوق للظهور المهدوي المبارك.
وشكراً لكم اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران وإنتم تتابعون فقرات البرنامج وهي. عقائدية عنوانها: حيرة الامم في عصر الغيبة
* وإجابة من خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن : الدجال أ هو رمز أم شخص
* ثم حكاية عنوانها : بلغت أمنيتي ببركة الحجة

*******


تابعوا مشكورين ايها الأخوة والاخوات البرنامج بالإستماع للفقرة العقائدية التالية وعنوانها هو:

*******

 

حيرة الأمم في عصر الغيبة


روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بسنده عن الصحابي الجليل جابر الأنصاري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله –: " المهدي من ولدي إسمه إسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيه الأمم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب ويملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجورا ".
وروى رحمه الله أيضاً في الكتاب نفسه هذا الحديث بسنده عن الإمام الصادق عن آبائه الأئمة – عليهم السلام – عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – وصدر الحديث متفق مع سابقه الى أن قال: "... تكون له غيبة وحيرة حتى يضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجورا ".
وروى الشيخ الصدوق أيضاً بسنده عن الإمام الباقر عن أبائه عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: " المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يأتي بذخيرة الأنبياء فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ".
كما تلاحظون – مستمعينا الأفاضل – فان النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – يبين في النصوص المتقدمة خصوصية مهمة من خصوصيات عصر غيبة سليله الإمام المهدي – عجل الله فرجه –، وهي أن هذه الغيبة تشتمل على حالة ( الحيرة ) العامة.
وحالة ( الحيرة ) ذكرتها عدة من الأحاديث الشريفة كأحدى سمات عصري غيبتي المهدي الموعود الصغرى والكبرى، ولكن ما يميز الحديث النبوي المتقدم هو أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – يتحدث عن حيرة تصيب (الأمم) وتؤدي الى أن تضل هذه الأمم أو تضل الخلق عن أديانها حسب تعبير الرواية الثانية، وهذا يعني أن هذه الحيرة تشمل أتباع الديانات الأخرى وليس المسلمين أو على الأقل ليس المسلمين وحدهم، فما معنى هذه الحيرة ؟ وكيف تؤدي الى ضلال الأمم عن أديانها أوتركها لها نظرياً أو عملياً ؟

*******


في الإجابة عن الأسئلة المتقدمة ننطلق مستمعينا الأفاضل من قول رسول الله – صلى الله عليه وآله – عن ظهور المهدي بأنه – عجل الله فرجه – (يأتي بذخيرة الأنبياء) كما ورد في النص الثالث من النصوص المتقدمة والمروي عن الإمام الباقر عن آبائه عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – ؛ فما الذي نستفيده من هذه الإشارة ؟
لعل من الواضح أن في هذه الإشارة تنبيها الى أن ما يأتي به الإمام المهدي عند ظهوره – عجل الله فرجه – هو جوهر وخلاصة جميع الرسالات السماوية خالية من جميع أشكال التحريفات الكثيرة التي ألصقت بها...
وعليه يكون ظهوره – عليه السلام – إنقاذياً لأتباع جميع الديانات السماوية التي توقعها تلك التحريفات في حالة الحيرة المشار اليها وهذا ما يشير اليه النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – عندما يذكر ظهور الإمام كالشهاب الثاقب بعد ذكره مباشرة لضلال وإعراضها عن أديانها أي المحرفة بقرينة قوله صلى الله عليه وآله أن المهدي يأتي بذخيرة الأنبياء – عليهم السلام –.

*******


وعلى ضوء ما تقدم نفهم – أعزاءنا المستمعين – المقصود من الحيرة التي تضل الأمم في عصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي الموعود – عجل الله فرجه –.
أي أن عصر الغيبة المهدوية يشتمل على حدوث كثير من الأزمات في المجتمع البشري برمته، وهذه الأزمات تعجز الديانات المحرفة عن حلها، فيحصل اليأس منها في نفوس أتباعها، ولذلك تتركها وتعرض عنها وتقع في ضلال يؤدي بها الى ترقب ظهور مصلح إلهي عالمي يحل تلك الأزمات وحينئذ تتهيأ الأرضية لظهور مهدي آل محمد – صلى الله عليه واله – فيظهر كالنجم الثاقب ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ملئت ظلماً وجوراً كما ورد في الحديث النبوي المتقدم.

*******


أما الآن مستمعينا الأكارم فندعوكم للإستماع للإتصال الهاتفي التالي وإجابة ضيف البرنامج عن أسئلتكم للبرنامج.

*******


المحاور: : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا، شكراً لكم على جميل متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: :عليكم السلام ورحمة الله
المحاور: : سماحة السيد الاخ محمد ياسين الحسيني او ظاهراً الحسين في رسالته عبر البريد الالكتروني يعرض هذا السؤال، هو مختصر جداً يقول هل ان الدجال الذي ورد ذكره في الاحاديث الشريفة هو شخص حقيقي ام هو دولة ام هو زمان؟ يعني زمان دجلي او دولة دجلية؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: :اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلي على محمد وال محمد
الحقيقة الظاهر من الروايات والاخبار ان الدجال هو شخص وحتى بعض الاخبار تسميه بأسمه يعني صائد من الصيد او ماشابه ذلك، طبعاً اخبار الدجال كما لايخفى على الاخوة الكرام لابد من ان تنقح يعني وان تدرس اسنادها، انتم تعرفون القضايا المستقبلية تصير فيها زيادات وتصير فيها اضافات فلابد من حقيقة هذه الروايات والدراسات ودراسة اسنادها وتنقيحها وكذلك دراسة متونها ولكن بصورة اجمالية طبعاً لايسع الوقت لذلك، بصورة اجمالية الذي يظهر والله العالم ان الدجال يعني الظاهر الاولي للروايات ان الدجال شخص، هناك من العلماء من ذكر ان الدجال هو ظاهرة عامة، ظاهرة حضارية قائمة على اساس الكذب والدجل وتزوير الحقائق وما الى ذلك من امور اخرى وذلك استناداً الى بعض الاوصاف التي ذكرت في بعض الاخبار للدجال، اوصاف خارقة عن العادة، صفات غير طبيعية، صفات غريبة، هذه الصفات الغربية والشبه خارقة للعادة التي ذكرت في بعض الاخبار حدت ببعض العلماء الى ان يحمل الدجال على انه ظاهرة ويحمل تلك المواصفات الغريبة على انها رموز لحالات وتفسيرها برموز وحالات حضارية تناسب الدجل ووصف الدجال لكن...
المحاور: : سماحة السيد عفواً هل يمكن القول مثلاً بأن الدجال هو شخص واقعي حقيقي، قائد معين تنتجه ظاهرة دجلية، ظاهرة دجل؟
الشوكي: :هذا الذي اميل اليه يعني الذي اميل اليه انه لاتنافي بين هذه الامور الثلاثة التي ذكرها الاخ السائل يعني كونه شخص وكونه دولة وكونه زمان لأنه الظاهرة الحضارية، التيار ان صح التعبير، لنسميه التيار، تيار الدجل، تيار الكذب هذا يحتاج الى رموز، رموز، اشخاص يقودونه يعني انت من بداية التاريخ الى الان تيارات الانحراف هناك لها رموز، رموز للانحراف، رموز للضلال فبالتالي حتى لو قلنا انه تيار فلابد انه يشكل ماذا؟ ان هناك شخص ورمز يقود هذا التيار ولابد ان يكون زمان ايضاً لأنه التيار او الشخص لايتحرك في فراغ بل يتحرك في زمان اذن اعتقد انه شخص يمثل ظاهرة او ظاهرة تنتج شخصاً وتنتج رمزاً بالاضافة الى رموز اخرى ولها زمان محدد تضاعف فيه من عملها وتكثف فيه من جهودها بحيث يطغى جهدها على الساحة العالمية فأذن الذي يبدو وكما تفضلتم والله العالم انه شخص يمثل تياراً او تياراً ينتج شخصاً كما حسب تعبيركم يعني ولو زمان محدد وزمان مشخص ولااظن انه هناك تنافي بين هذه الاراء.
المحاور: : سماحة السيد هل يمكن ان يكون الدجال او ظاهرة الدجال من مصاديق امتلاء الارض ظلماً وجوراً يعني تكون من علائم الظهور من هذه الجهة؟
الشوكي: :لاحظوا هناك اختلاف بين المحققين في الدجال، هل هو من علامات الظهور؟ اذا قلنا من علامات الظهور يعني لابد ان يكون سابقاً على الظهور حتى يكون علامة او انه يظهر بعد الامام صلوات الله وسلامه عليه كما يرى البعض ويشكل حركة معارضة ولكن الذي يبدو لي اولاً التاريخ ملئ بالدجل وملئ بالدجالين كما ان التاريخ ملئ بالظلم وملئ الظالمين ولكن قبيل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه يزداد الظلم ويزداد الفساد وبالتالي ايضاً يزداد الدجل ولهذا يشكل ظاهرة ملفتة يعني الدجال لاينبع هكذا من فراغ وانما تيار الدجل مستمر يعني وتيار الضلال مستمر وتيار الانحراف مستمر ولكن قبيل الظهور هذه تتصاعد وتيرة الظلم ووتيرة الفساد وبالتالي ايضاً وتيرة الدجل ايضاً تزداد وبهذا الشخص يعني يكون دجال التاريخ كما يقال وظاهرته هي اكبر ظاهرة دجل في التاريخ قبيل الظهور فأعتقد انه هو من ارهاصات الظهور وقبيل الظهور ويمكن ان يكون النشاط الحقيقي والفاعل بعد الظهور ايضاً لاتنافي بين الاثنين حسب ماارى.
المحاور: : اجارنا الله واياكم سماحة السيد محمد الشوكي وجميع الاخوة والاخوات من الدجل والدجالين شكراً لكم سماحة السيد.

*******


أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران وكما إعتدتم فإن الفقرة الأخيرة من برنامج شمس خلف السحاب، تشتمل على حكاية من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية.
والعنوان الذي إخترناه لحكاية اليوم هو:

بلغت مناي ببركة الحجة


مستمعينا الأعزاء صرح آية الله الشهيد السعيد والعالم التقي السيد عبد ألحسين دستغيب رضوان الله عليه وفي مقدمة كتابه ( القصص العجيبة ) أن ما ينقله في هذا الكتاب هو ما تناقله الأخيار والثقات واطمئن له – ومن هذا الكتاب ننقل الحكاية التالية التي تشتمل على كرامةٍ باهرة أظهرها الله تبارك وتعالى على يدي وليه وبقيته في أرضه المهدي المنتظر – أرواحنا فداه –.
الحكاية ترتبط بالحاج علي سلمان منش المشهور بلقب البزاز، وقد وصفه آية الله السيد دستغيب بأنه ممن تسالم الجميع من أهل مدينته شيراز على ورعه وصلاحه...
يقول هذا الحاج في حكايته:
لم أدخل المكتبة في طفولتي ولذلك كنت أمياً لا أستطيع القراءة والكتابة، وكان هذا الأمر يؤذيني كثيراً في شبابي، لأنني كنت أرغب بشدة في تلاوة القرآن الكريم، فكنت أتمنى بأستمرار أن أكون قادراً على القراءة لكي أنعم بتلاوة كتاب الله. وبقيت هذه الرغبة تشتد في قلبي حتي دفعتني الى أن أتوجه الى الله جل جلاله ذات ليلة بقلب يعتصره الإنكسار، فتوسلت إليه بوليه إمام العصر – عجل الله تعالى فرجه –، طالباً أن يفرج عني يكشف ما بي...

*******


مستمعينا الأكارم، وإثر هذا التوسل الخالص جاء الفرج من الله عز وجل لهذا العبد الصالح، فقد جاء في الحديث القدسي أنه جل جلاله عند القلوب المنكسرة.
يبين الحاج علي البزاز كيفية حصول هذا اللطف الإلهي حيث يقول في تتمة حكايته: في تلك الليلة رأيت في عالم الرؤيا الصادقة أنني في كربلاء المقدسة، وإذا بشخص يقول لي: تعالى الى هذه الدار ففيها يعقد مجلس للعزاء الحسيني، تعالى وشارك فيه. فدخلت الدار ورأيت فيه سيدين جليلين جالسين وأمامها إناء طعام وخبز حار، فأعطياني منه، فأكلته وإستمعت لمجلس العزاء... وعندما إنتبهت من نومي، شعرت بأن أمنيتي قد تحققت، فبادرت الى أخذ المصحف الشريف وفتحته فوجدت نفسي قادراً – بحمد الله – على تلاوة آياته...
ثم ذهبت الى مجلس تلاوة القرآن في محلتي فوجدت نفسي أصحح أخطاء من يتلونه، بل وصححت خطأً في التلاوة للإستاذ الذي يعلم المشاركين في المجلس، فاستغرب الإستاذ وقال لي:
يا سيد علي، ما الذي جرى، لقد كنت الى الأمس أمياً لا تستطيع تلاوة القرآن؟!
فأجبته قائلاً: لقد بلغت أمنيتي ببركة التوسل بمولاي صاحب الزمان – عليه السلام –.

*******


وها نحن نصل بتأييد الله وتوفيقه اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران، الى ختام حلقة أخرى من برنامج شمس خلف السحاب، تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة