وقال البرلماني المخضرم، بوب منينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، خلال مؤتمر صحافي، إن الاتهامات التي وجهها إليه المدعي العام الفيدرالي في نيويورك داميان وليامز "لا أساس لها من الصحة وليست سوى مزاعم، لا أكثر".
وكان وليامز قد أعلن، يوم الجمعة الماضية، أنه وجه إلى كل من السيناتور البالغ من العمر 69 عاما وزوجته نادين تهما تتعلق بـ"جرائم رشى مرتبطة بعلاقتهما الفاسدة مع ثلاثة رجال أعمال من نيوجيرسي".
وبحسب اللائحة الاتهامية، فإنّ منينديز تلقى بين عامي 2018 و2022 رشى بمئات آلاف الدولارات من ثلاثة رجال أعمال في نيوجيرسي مقابل تقديم المساعدة لهم في أعمالهم وقضاياهم القانونية.
وذكرت اللائحة أنّ منينديز ساعد رجل الأعمال المصري الأميركي وائل حنا على حماية احتكار تجاري منحته له الحكومة المصرية، وأضافت "من بين أفعال أخرى، قدّم منينديز معلومات حسّاسة خاصة بالحكومة الأميركية واتّخذ إجراءات أخرى ساعدت سرّاً الحكومة المصرية".
أمّا بالنسبة لرجلي الأعمال الآخرين خوسيه أوريبي وفريد دعيبس، فقد اتّهم منينديز بإعطائهما وعودا باستخدام نفوذه للتدخل في ملاحقات قضائية منفصلة متعلقة بهما.
ومنذ الإعلان عن هذه اللائحة الاتهامية، تتزايد الدعوات للسيناتور الكوبي الأصل للاستقالة من منصبه، بما في ذلك أصوات ديمقراطية تطالبه بالاستقالة.
لكنّ منينديز الذي يشغل عضوية الكونغرس منذ 30 عاماً بعدما دخله نائباً قبل أن يصبح سيناتوراً، أكّد، الاثنين، أنّه واثق من أنّه "ستتمّ تبرئتي وسأظل أقدم سيناتور عن نيوجيرسي"، وأضاف "بعض الذين يطالبون باستقالتي لأسباب سياسية يقولون إنّني فقدت ثقة مواطني نيوجيرسي"، الولاية التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة والمتاخمة لنيويورك.
وتابع قائلا من معقله في يونيون سيتي، وقد أحاط به العشرات من أنصاره: "ليست هناك كذبة أكبر من هذه".
وبحسب اللائحة الاتهامية ومعلومات أوردتها صحيفة نيويورك تايمز، فقد عثر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" في منزل منينديز وزوجته، في يونيو/حزيران 2022، على مبلغ نقدي ضخم قدره نصف مليون دولار و13 سبيكة ذهبية (ثلاثة كيلوغرامات).
وعن الأموال النقدية التي كانت بحوزته، قال السيناتور، خلال مؤتمره الصحافي، إنه "على مدى 30 عاما، قمت بسحب آلاف الدولارات نقداً من حساب التوفير الشخصي الخاص بي وقد احتفظت بها لحالات الطوارئ بسبب تاريخ عائلتي في مواجهة المصادرات في كوبا".
وردا على الشق المتعلق بمحاباة الحكومة المصرية في اللائحة الاتّهامية، قال منينديز إنه هاجم مباشرة الرئيس المصري عبد الفتاح "السيسي بشأن الهجمات على حقوق الإنسان والاعتقالات التعسفية والحريات، إلخ...".
وهذا هو التهديد القضائي الثاني خلال عقد لمنينديز.
وكان منينديز قد اتّهم عام 2015 بقبول رشى عبارة عن رحلات طيران خاصة وإجازات فاخرة وأكثر من 750 ألف دولار من التبرعات غير القانونية لحملاته الانتخابية، لكن محاكمته ألغيت في 2017 حين لم تتمكّن هيئة المحلّفين من التوصّل إلى حُكم في تلك القضية. وفي 2018، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، طلبت وزارة العدل من قاض كفّ كلّ التعقّبات بحقّه.
ومن المتوقع أن يمثل مينينديز وزوجته ورجال الأعمال أمام محكمة مانهاتن الاتحادية يوم الأربعاء. ويواجه الزوجان عقوبة تصل إلى السجن 45 عاما لكن القضاة في هذا النوع من القضايا عادة ما يصدرون أحكاما أقل من الحد الأقصى للعقوبة.