البث المباشر

"داء الليشمانيات".. تعرف على الأعراض والأسباب والعلاج

الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 - 21:12 بتوقيت طهران
"داء الليشمانيات".. تعرف على الأعراض والأسباب والعلاج

هناك ثلاثة أشكال رئيسية لـداء "الليشمانيات" تتمثل بداء الليشمانيات الحشوي (وهو أشد أشكال المرض خطورة لأنه مميت في معظم الحالات إذا تُرٍك دون علاج)، والجلدي (الأكثر شيوعاً، وعادةً ما يسبب تقرحات جلدية) والمخاطي الجلدي (يصيب الفم والأنف والحنجرة).

وينتقل داء الليشمانيات في أغلب الأحيان عن طريق لدغة أنثى ذباب الرمل الفاصد المصابة، ويؤثر المرض في بعض أفقر الناس في العالم، ويرتبط بسوء التغذية، والنزوح السكاني، ورداءة السكن، وضعف الجهاز المناعي، ونقص الموارد المالية.

ويقدّر عدد حالات الإصابة بهذا الداء بحسب منظمة الصحة العالمية، بين 000 700 ومليون حالة سنوياً، وتقتصر الإصابة بالمرض على نسبة صغيرة جداً من المصابين بعدوى الطفيليات المسببة لداء اللشيمانيات.

 

لمحة عامة 

يسبب داء الليشمانيات طفيليٌ من الطفيليات الليشمانية الأوالية التي يزيد عدد أنواعها على 20 نوعاً، ويفوق عدد أنواع ذباب الرمل المعروفة بنقل الطفيليات الليشمانية 90 نوعاً. وهناك ثلاثة أشكال رئيسية للمرض:

وداء الليشمانيات الحشوي المعروف أيضاً بالكالازار، وهو مرض مميت في 95% من الحالات إذا تُرٍك دون علاج. ويتميز بنوبات غير منتظمة من الحمى، وفقدان الوزن، وتضخم الطحال والكبد، وفقر الدم. وتتركز معظم حالاته في البرازيل وشرق أفريقيا والهند. ويُقدّر عدد حالاته الجديدة حول العالم بما يتراوح بين 000 50 و000 90 حالة سنوياً، تُبلّغ منظمة الصحة العالمية بنسبة تتراوح من 25 إلى 45 في المائة فقط منها. وهو مرض يمكن أن يسبّب فاشيات ووفيات.

داء الليشمانيات الجلدي وهو أكثر أشكال داء الليشمانيات شيوعاً ويسبب آفات جلدية، تتمثل بشكل أساسي في التقرحات، في الأجزاء الظاهرة من الجسم، والتي يمكن أن تسبب ندوباً دائمة وعجزاً خطيراً أو وصماً. ويحدث حوالي 95% من حالات داء الليشمانيات الجلدي في الأمريكتين وحوض البحر المتوسط وغرب آسيا ووسط آسيا. ويُقدّر عدد الحالات الجديدة سنوياً بما يتراوح بين 000 600 إلى مليون حالة على الصعيد العالمي، ولكن لا تُبلغ المنظمة إلا بحوالي 000 200 منها.

وداء الليشمانيات المخاطي الجلدي، ويسبب التلف الجزئي أو الكلي للأغشية المخاطية للأنف والفم والحنجرة. ويتركز أكثر من 90% من حالات داء الليشمانيات المخاطي الجلدي في دولة بوليفيا المتعددة القوميات والبرازيل وإثيوبيا وبيرو.

 

انتقال المرض

تنتقل طفيليات الليشمانيات عن طريق لدغات أنثى ذباب الرمل الفاصد المصابة التي تتغذى على الدم لتضع بيضها. ويمكن أن يشكل نحو 70 نوعاً من الحيوانات، بما فيها البشر، مصدرًا لطفيليات الليشمانيات.

واجتاح داء الليشمانيات الجلدي والمعروف محليًا باسم "دملة بغداد"، أجزاء كثيرة من العراق لعقود من الزمن مما شكل تهديدًا مستمرًا لسكانها، ويترك هذا المرض الذي ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل ندوبًا دائمة على أجساد المصابين به مدى الحياة، بحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية.

وذكر التقرير انه "بحلول عام 2022 كان هناك 8000 شخص في العراق، معظمهم من المناطق الريفية النائية، قد أصيبوا بهذا المرض، وفي عام 2023 وفي تحول غير متوقع للأحداث ظهرت الحالة الأولى في محافظة دهوك الخالية تقليديًا من ذبابة الرمل في إقليم كردستان شمال العراق، وقد يكون هذا التطور المفاجئ مرتبطا بآثار تغير المناخ والتصحر ويسلط الضوء على إمكانية توسع انتشار هذا المرض".

وأضاف، أن "عوامل كثيرة بما في ذلك عدم كفاية فرص الحصول على العلاج الطبي في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها أدت إلى تفاقم انتشار داء الليشمانيات الجلدي في العراق".

ومع ذلك، كانت الجهود التعاونية التي بذلتها وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية في العراق متميزة في الحد من العدوى فقد تم تنظيم حملات رش موسمية في المناطق الموبوءة وتقديم الدعم لعلاج المرضى في الوقت المناسب، وفق التقرير.


داء الليشمانيات الجلدي التالي للكالازار

يُعد داء الليشمانيات الجلدي التالي للكالازار عادةً من عقابيل داء الليشمانيات الحشوي ويظهر على شكل طفح بقعي أو حطاطي أو عقدي على الوجه وأعلى الذراعين والجذع. ويحدث في شرق أفريقيا (السودان بشكل رئيسي) وشبه القارة الهندية، حيث يُبلغ عن تطور الحالة المرضية عند 5-10% من المرضى المصابين بالكالازار.

كما أُبلغ عن حالات إصابة بهذا المرض في البرازيل ولدى أشخاص مصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري المصاحبة لداء الليشمانيات الحشوي والناجمة عن الليشمانية الطِفلية، وإن كان ذلك أمراً غير شائع. وعادةً ما يظهر المرض في غضون فترة تتراوح بين 6 أشهر وسنة أو أكثر بعد الشفاء الظاهري من الكالازار، وقد يحدث في وقت سابق لذلك. ويُعد المصابون بداء الليشمانيات الجلدي التالي للكالازار مصدراً محتملاً للعدوى باللشيمانيا.

 

داء الليشمانيات المصاحب للعدوى بفيروس العوز المناعي البشري

تزداد احتمالات تطور المرض إلى الطيف الكامل لدى الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري وبعدوى داء الليشمانيات معاً، كما ترتفع معدلات الانتكاس والوفيات. ويحد العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية من تطور المرض ويؤجل الانتكاس ويرفع معدل البقاء على قيد الحياة.

وحتى عام 2021، أبلغ 45 بلداً عن حالات إصابة بداء الليشمانيات المصاحبة للعدوى بفيروس العوز المناعي البشري. ويبُلّغ عن معدلات مرتفعة لهذه العدوى المصاحبة في البرازيل وأثيوبيا وولاية بيهار في الهند. وفي عام 2022، نشرت المنظمة توصيات جديدة بشأن علاج مرضى داء الليشمانيات المصاحب للعدوى بفيروس العوز المناعي البشري في شرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

 

*عوامل الخطر الرئيسية

 

الظروف الاجتماعية الاقتصادية

يزيد الفقر من احتمالات الإصابة بداء الليشمانيات. وقد يزيد سوء الظروف السكنية والظروف الصحية في المنازل (قصور إدارة النفايات أو الصرف الصحي المفتوح) من مواقع تكاثر ذباب الرمل واستراحتها، فضلاً عن إمكانية وصولها إلى البشر. وينجذب ذباب الرمل إلى المساكن المزدحمة لأنه من الأسهل عضّ الناس والتغذية على دمائهم. كما أن السلوك البشري، مثل النوم في الخارج أو على الأرض قد يزيد من احتمالات الإصابة بهذا الداء.

 

سوء التغذية

تزيد النُظم الغذائية التي تفتقر إلى البروتين والطاقة والحديد والفيتامين ألف والزنك من احتمالات تطور العدوى إلى مرحلة المرض المتقدم.

 

تنقّل السكان

غالباً ما تحدث أوبئة داء الليشمانيات عندما ينتقل عدد كبير من الأشخاص غير الممنعين إلى مناطق تشهد انتقالاً مكثفاً للمرض.

 

التغيرات البيئية والمناخية

قد يتأثر معدل الإصابة بداء الليشمانيات بالتغيرات في التحول الحضري أو إزالة الغابات والتوغل البشري في المناطق الحرجية.

ويؤثر تغير المناخ على انتشار داء الليشمانيات من خلال التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار، مما يؤثر على أعداد ذباب الرمل وتوزيعها الجغرافي. كما يتسبب الجفاف والمجاعة والفيضانات في هجرة الناس إلى مناطقٍ تشهد انتقالاً مكثفاً للطفيلي.

 

التشخيص والعلاج

ينبغي للأشخاص المشتبه في إصابتهم بداء الليشمانيات الحشوي أن يلتمسوا الرعاية الطبية على الفور. ويجري تشخيص داء الليشمانيات الحشوي عن طريق العلامات السريرية والاختبارات الطفيلية أو الاختبارات المصلية (مثل الاختبارات التشخيصية السريعة) معاً. وفي داء الليشمانيات الجلدي والمخاطي الجلدي، تكون الاختبارات المصلية ذات قيمة محدودة. وتتيح المظاهر السريرية مقترنةً بالاختبارات الطفيلية تأكيد التشخيص.

ويتوقف علاج داء الليشمانيات على عوامل عديدة بما في ذلك نوع المرض، والباثولوجيات المصاحبة وأنواع الطفيليات والموقع الجغرافي. ويعتبر داء الليشمانيات من الأمراض القابلة للعلاج والتي يمكن الشفاء منها، وهو ما يتطلب نظاماً مناعياً مؤهلاً لأن الأدوية لن تخلص الجسم من الطفيل، وبالتالي يظل خطر الانتكاس قائماً إذا حدث كبت للمناعة.

ويلزم علاج جميع المرضى الذين شُخصت إصابتهم بداء الليشمانيات الحشوي علاجاً سريعاً وكاملاً. وترد معلومات مفصلة عن العلاج في العدد 949 من سلسلة التقارير التقنية ل‍منظمة الصحة العالمية بعنوان مكافحة داء الليشمانيات، وأحدث المبادئ التوجيهية الصادرة بشأن عدوى فيروس العوز المناعي البشري المصاحبة لداء الليشمانيات الحشوي في شرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا، والمبادئ التوجيهية لعلاج داء الليشمانيات في الأمريكتين.

 

الوقاية والمكافحة

إن الوقاية من داء الليشمانيات ومكافحة انتشاره أمر معقد ويتطلب توافر العديد من الأدوات. وتشمل الاستراتيجيات الرئيسية ما يلي:

-الكشف المبكر والتدبير العلاجي الفعال والفوري للحالات يحدان من انتشار المرض ويقيان من حالات العجز والوفاة. ويساعد ذلك على الحد من انتقال العدوى ورصد انتشار المرض وعبئه. وتوجد أدوية فعالة جداً ومأمونة مضادة لداء الليشمانيات وخصوصاً داء الليشمانيات الحشوي، رغم أنها قد تكون صعبة الاستخدام. وقد تحسنت إمكانية الحصول على هذه الأدوية تحسناً كبيراً بفضل نظام الأسعار الذي تفاوضت بشأنه المنظمة وبرنامج التبرع بالأدوية من خلال المنظمة.

-مكافحة النواقل تساعد على الحد من انتقال هذا المرض أو إيقافه عن طريق تقليل عدد ذباب الرمل. وتتضمن أساليب المكافحة رش مبيدات الحشرات، واستخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، والإدارة البيئية والحماية الشخصية.

-الترصد الفعال للمرض ضروري للرصد واتخاذ الإجراءات أثناء الأوبئة والحالات التي تكون فيها معدلات وفيات الحالات التي تخضع للعلاج مرتفعة.

-مكافحة المستودعات المضيفة الحيوانية أمر معقد وينبغي تكييفه حسب الوضع المحلي.

-التعبئة الاجتماعية وتعزيز الشراكات - إنّ تعبئة المجتمع المحلي وتثقيفه، عن طريق التدخلات الفعالة الرامية إلى تغيير السلوك، يجب أن يُكيَّفا دوماً مع السياق المحلي. وتعد الشراكة والتعاون مع مختلف أصحاب المصلحة وبرامج مكافحة نواقل الأمراض الأخرى أمراً حاسماً.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة