يصف فيروس كورونا طويل الأمد، عددا لا يحصى من الأعراض التي تستمر لأسابيع إلى سنوات بعد الإصابة بـ"كوفيد-19". ويعاني بعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة من مشاكل في تدفق الدم وقدرة الرئة، والتي تم ربطها بجلطات دموية صغيرة غير طبيعية. واقترح الباحثون أن جلطات الدم قد تؤدي أيضا إلى ظهور أعراض عصبية لمرض كوفيد طويل الأمد، مثل ضبابية الدماغ، ما يمكن أن يعطل قدرة الأشخاص على التركيز والتذكر وتنفيذ المهام.
وتدعم الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة Nature Medicine، هذه الفكرة التي تربط جلطات الدم بضبابية الدماغ.
وقال كريس برايتلينغ، المعد المشارك في الدراسة، والأستاذ السريري في طب الجهاز التنفسي بجامعة ليستر في إنجلترا: "أشعر بالتفاؤل لأن العلم بدأ يمنحنا رؤى حقيقية حول أسباب [كوفيد طويل الأمد] ومن ثم العلاجات المحتملة".
واستخدم البحث الجديد بيانات من ما يقرب من 1840 بالغاً تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب "كوفيد-19" في المملكة المتحدة في عامي 2020 و2021.
وظهر اثنان من البروتينات المشاركة في تخثر الدم، وهما الفيبرينوجين وD-dimer، كمتنبئين رئيسيين للمشكلات المعرفية لدى الناس في المستقبل. ويعتبر الفيبرينوجين، الذي يصنعه الكبد، بمثابة المكون الهيكلي الرئيسي اللازم لتكوين جلطة دموية، وD-dimer هو جزء من البروتين يتم إطلاقه عندما تتحلل جلطات الدم.
بالمقارنة مع أولئك الذين لديهم كمية أقل من الفيبرينوجين، فإن المرضى في المستشفى الذين لديهم أعلى مستويات الفيبرينوجين سجلوا نتائج أسوأ في اختبارات الذاكرة والانتباه، وصنفوا إدراكهم على أنه أسوأ في الدراسات الاستقصائية.
وبالمثل، فإن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من D-dimer، كان إدراكهم أكثر سوءا في الدراسات الاستقصائية الذاتية مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من D-dimer. كما كانت المجموعة التي تحتوي على نسبة عالية من D-dimer أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاكل تتعلق بقدرتها على العمل بعد ستة و12 شهرا من العلاج في المستشفى.
وأفادت مجلة Science أن بروتيني تخثر الدم تم ربطهما سابقاً بالإصابة الشديدة بكوفيد-19، وبشكل منفصل، ارتبط الفيبرينوجين وحده بالمشاكل المعرفية والخرف. في هذه المرحلة، من غير المعروف كيف يمكن للبروتينات أن تسبب ضبابية الدماغ في حالات كوفيد طويلة الأمد.
وقال معد الدراسة الرئيسي الدكتور ماكسيم تاكيه، وهو طبيب نفسي سريري في جامعة أكسفورد، إن جلطات الدم المرتبطة بالفيبرينوجين قد تعرقل تدفق الدم إلى الدماغ أو ربما تتفاعل بشكل مباشر مع الخلايا العصبية. وقال إن D-dimer قد يكون أكثر ارتباطا بالجلطات في الرئتين ومشاكل التنفس، والتي تم الإبلاغ عنها بشكل شائع في المجموعة التي تحتوي على نسبة عالية من D-dimer.