فبعد أيام قليلة ونحن على أعتاب أربعينية الإمام الحسين (ع)، وبدأت المسيرات تتوافد إلى مرقده من جميع أنحاء العالم، كما انطلق عدد من زوار الإمام الحسين (ع) من رأس البيشة جنوب قضاء الفاو وهي أقصى نقطة في البصرة جنوب العراق متجهين صوب كربلاء المقدسة مشياً على الأقدام.
وسيتبعهم جميع محبي الإمام الحسين (ع) من جميع أنحاء العالم، أي جميع الذين منذ طفولتهم تربوا على حُب الامام الحسين (ع) الذي هو مصباح الهدى وسفينة النجاة.
ومن جهة أخرى نرى أنه للفن السابع دور هام في ترسيخ ثقافة كربلاء المقدسة في الوجود، وكذلك للأنيميشن، وكل شخص يحاول أن يخطو خطوة في هذا المجال، فاليوم نتطرق إلى بعض الرسوم المتحركة التي تطرقت إلى واقعة الطف الأليمة وما جرى فيها، لكي تروي الحكاية بلسان الأطفال، وتجتذبهم إلى الواقع التاريخي الحقيقي، كما نشهد في الأعوام الأخيرة تروي قصص القرآن الكريم في معرض الكتاب الدولي بطهران، ونشهد نفس الإقبال على الرسوم المتحركة التي تروي حكاية كربلاء المقدسة، فنذكر بعضها.
أنيميشن “ملائكتي”
تم نشر أنيميشن “ملائكتي” أخيراً على أعتاب الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع) في العراق، فأطلق الملا باسم الكربلائي، الرادود العراقي الشهير هذا الأنيميشن للأطفال، وأشعاره للشاعر “علي عسيلي العاملي”، وتم نشره بهدف التعبير عن سبب الحماس والشغف لزيارة الإمام الحسين (ع).
وقصة هذا الأنيميشن حول حماس أطفال الحاج باسم الكربلائي، الذين قرروا زيارة كربلاء المقدسة مع والدهم.
ويبدأ بمناظر جميلة عن العراق الشقيق والبيئة العراقية والطفل الذي يركض بالسوق (غيث) حتى يصل إلى أخته، ويتحدث لها عما جرى في الصف له ويقول: “حدثنا اليوم ملا صادق عن كربلاء وما دار فيها” وعندما تطلب أخته لكي يتحدث لها ماذا جرى، يقول “غيث”: قال إنه مكان عظيم والزيارة فيها الأجر والثواب الكبير”.
وبعد ذلك يعربان الأخ والأخت الصغيران عن حُبّهم لزيارة مرقد الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة، وعندما يصلان إلى البيت يبحثان عن والدهما، فيجدونه وهو ينظر إلى السماء ويقول لأولاده: “أنظروا إلى السماء وكأنها تقول حيّ على العزاء”، فيسأله غيث: ستمضي إلى كربلاء كما كل عام؟، فتقول البنت: سنمضي.. سنمضي معاً يا أبتاه، ليس كذلك؟
ويرد الوالد: سنمضي.. ويبدأ الوالد بإنشاد شعر “ملائكتي”، ونص الشعر فيما يلي:
ملائكتي…أَلَا هيَّا/ إلى أرْضٍ…هِيَ المَحْيا/ لَنا نزَلتْ…مِنَ العَلْيا/ كَفِرْدَوسٍ…إلى الدُّنيا/
شُكراً للهْ…شكراً أبتاهْ/ ما نتمَنَّاهْ…حقَّاً سنراهْ! / عنهُ تكلَّمْ…ماذا تعلَمْ ؟!/
شوقاً نسألْ… فجزيرةَ هلْ/ نقصدُ أمْ تلْ؟…هيّا نرْحَلْ/ للكعبةِ أمْ…أرضٍ أعظَمْ /
“أميرةَ أرضِنا” تُعْرَفْ/ فما أعلى! وما أَشْرَفْ! / وعطرُ ترابِها يُوصَفْ/ تُسمَّى “كربلاءَ الطَّفْ”/
سنقصدها مِنَ البُعْدِ/ نرى “أنشودَةَ المهدِ”/ وكمْ عَنْها منَ “الجَدِّ”/
سمعنا قِصّةَ المجْدِ / على شوقٍ أتيْناها/ سفيناً قدْ رأيناها/ رَفَعَتْ علَميْنْ حضَنتْ حرمَيْنْ/ شمخا جَبَلينْ سالا نهْرينْ/ شعَّا قَمَرينْ عباسُ، حُسينْ/ سفينٌ ما لهَا مِثْلُ/
بها (خيمٌ) بها (تلُّ) / وحولَ فُراتِها نخْلُ/ كزَندِ كفيلِها يعلو/ وَحُمْرةُ رملِها تشرحْ / لنا ما قصة (المذبحْ) / دُعانا عندَها أفْلَحْ/ بها أقْفالُنا تُفْتَحْ! / هُنا الحزنُ رأى بابَهْ.
فيصور مشاهد يوم عاشوراء في كربلاء المقدسة بتصاوير جميلة وبأسلوب فني جميل تلائم مع فكر وروح الطفل، وهكذا ترسخ في وجوده، لكي يتعرّف ويتربّى على نهج آل البيت عليهم السلام.
أنيميشن “شكراً يا حسين”
أنيميشن “شكراً يا حسين” أيضاً يتطرق إلى موضوع كربلاء والإمام الحسين (ع) وهو أيضاً للأطفال ومن إنتاج ملا باسم الكربلائي للأطفال لتعريفهم بواقعة الطف، ويبدأ بقصة طفل اسمه “جواد” يذهب إلى بيت خشبي للأطفال عند أولاد عمه “علي” و “رقية”، ويستمعون إلى إنشاد ملا باسم الكربلائي حول كربلاء المقدسة، ويأتي بعد قليل ملا باسم وينضم إلى أولاده وابن أخيه “جواد” حيث يعطيه الأبيات الشعرية للقصيدة ويبدأ الأطفال بتسجيله وبثه على اليوتيوب، فينشد ملا باسم: “شكرا بإسم البشر.. يا ملهمنا الحُر.. يا إمام أنت القلب والشريان كربلاء..” فينشد الجميع معه “شكراً يا حسين (ع)” إلى آخره التي يواصل ملا باسم الأبيات الشعرية بلسان الأطفال حيث تُخلّد في وجودهم.
وطبعاً للملا باسم الكربلائي هناك أنيميشن اسمه “أمير الزمان” أيضاً للأطفال وكثير من هكذا أنيميشنات التي تقوم ببناء شخصية الأطفال الذين سيصبحون أوفياء لأهل البيت عليهم السلام.