ومن هنا جاءت تسمية هذا القصر بقصر المرايا أيضاً. وفي الكتيبات والنقوش المسمارية المتوفرة في هذا القصر، سمي بقصر تجر.
والقصر الصغير للملك داريوش هو من قصور الفترة الأخمينية في تخت جمشيد. وورد في مصادر تاريخية عن معالم تخت جمشيد الأثرية: إن قصر داريوش يعرف بالنقوش والكتيبات المسمارية، بتجر، ,جاءت التسمية بسبب أحجار القصر المصقولة والشفافة، ومن هنا سمي القصر كذلك بقاعة المرايا.
وبني قصر داريوش على صخرة جبلية ضخمة ترتفع نحو مترين ونصف المتر عن سطح قصر آبادانا، ومن أحجار سميكة منتظمة فوقها.
والواجهة الرئيسية والمدخل الكبير للقصر هما صوب الجنوب وخلف آبادانا. كما للقصر سلالم ومدخل آخر باتجاه الجنوب أي سهول مرودشت بالتحديد.
ويضم قصر تجر ايواناً كبيراً في الجنوب وقاعة خلف الايوان اضافة الى غرف كبيرة وصغيرة في أطراف القاعة والايوان، تربط بها مجموعة سلالم موجودة في طرفي ايوان القصر. كما يوجد عمودان حجريان طويلان يقومان على طرفي الايوان؛ فأحد العمودين قائم وثابت في مكانه، والآخر مكسورٌ من ظهره ويقع في الساحة الأمامية للقصر.
وتحكي النقوش المسمارية على أعلى هذين العمودين والمكتوبة باللغات الفارسية القديمة والبابلية والعيلامية، بان القصر بني بأمر الملك داريوش وأكمل بناؤه من قبل خشايار شاه.
وتتحدّث هذه الكتيبات والنقوش المسمارية عن باقي أقسام هذا القصر أيضاً، بما فيها العتبات الحجرية والغرف الموجودة على جانبي الايوان والمخصصة لحرّاس القصر وجنوده وكذلك مداخل القصر، حيث نرى على جدران هذه المداخل صورة بارزة عن الملك وهو يغادر القصر يتبعه غلامان؛ فواحدٌ منهما يمسك بيده المظلة فوق رأس الملك، فيما يحمل الآخر المنشفة وأدات التخلص من الحشرات.
ومفردة «تجر» أو «طرز» تعني في اللغة الفارسية الجديدة «القصر الشتوي». وعلى جدار مدخل آخر للقصر، نقش بارز يتعلق باسم داريوش، لم يبق منه أثر، وفي جانب آخر من المدخل نفسه، تبرز حروف من اسم خشايارشاه، ما يعني أن داريوش توفي حين رسم النقوش على هذا المدخل وخلفه خشايارشاه.
وتوجد نقوش اخرى على جدران أعمدة القصر، تصور الملك مزيناً بقلادة وأساور من الذهب، وعلى رأسه تاج مزخرفٌ بالمجوهرات، فضلاً عن رسوم و نقوش تشير الى صور عن أسود صغيرة على الحاشية السفلى لثوب الملك داريوش.
وعلى العتبات الحجرية الأخرى لقصر تجر، نشاهد رسوماً ونقوشاً بارزة تروي قتال الملك مع الأسد والثور وحيوان أسطوري، اضافة الى صور عن غلمان يحملون المصباح والمنجرة والمنشفة وآنية الماء.
اما في المداخل الصغيرة للغرف الشرقية والغربية، فنرى على جدرانها رسماً بارزاً للملك وهو يأخذ بيده اليمني خنجراً، فيما يخنق بيده اليسرى أسداً. وهذا الرسم الفريد يتميز به قصر تجر ولايتوفر في قصور وعمارات أخرى.