البث المباشر

وصايا مهدوية بشأن طلب الدعاء منه والدعاء للآخرين /حوار مع السيد محمد الشوكي حول هل نحن في زمن الدجال؟/ رؤية وخيانة وتوبة

الأربعاء 6 مارس 2019 - 15:01 بتوقيت طهران

(الحلقة: 210)

موضوع البرنامج:
وصايا مهدوية بشأن طلب الدعاء منه والدعاء للآخرين
حوار مع السيد محمد الشوكي حول هل نحن في زمن الدجال؟
رؤية وخيانة وتوبة

وطوبى لنفس تشهد الملك في يدي

مليك وسيف الله في كف شاهر

وتبصر مولى المؤمنين مؤيدا

بجند من الرحمان للدين ناصر

وتنظره في الدست من حول صحبه

كبدر سماء في نجوم زواهر

يقيم قناة الدين بعد التوائها

باسمر خطار وابيض باتر

فقل بفتى جريل خادم جده

وخادمه والخضر خير مؤازر

هو الخلف المنصور والحجة التي

بها يهتدي من ضل سبل البصائر

حسام اذا ما اهتز ليوم كريهة

تدين له طوعا رقاب الجبابر

امام اليه الدهر فوض امره

بامر اله خصه بالاوامر

*******

وله المجد والحمد مجيب الدعوات وقابل التوبات وازكى الصوات والتحيات على اصفيائه الهداة المصطفى الامين واله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله نرحب بكم في لقاء جديد من برنامج شمس خلف السحاب وقد اخترنا لمطلعه ابيات جياشة في التشوق للفرج المهدوي المبارك من قصيدة للاديب الولائي السيد باقر العطار (رضوان الله عليه). ونلتقيكم في هذا اللقاء بفقرات اخرى نعرفكم بموضوعاتها وهي:
- وصايا مهدوية بشان طلب الدعاء منه والدعاء للاخرين
- واجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال يقول: هل نحن في زمن الدجال؟
- وحكاية مؤثرة عنوانها رؤية وخيانة وتوبة

*******

الفقرة الاولى من برنامج شمس خلف السحاب هي عن وصايا اخرى من وصايا مولانا بقية الله المهدي لرواحنا فداه للمؤمنين، عنوان الفقرة هو:

عن طلب الدعاء وآدابه

روى العالم الجليل هبة الله القطب الراوندي رضوان الله عليه في كتابه القيم (الخرائج) ضمن حديث عن احمد بن ابي روح ان ابا الحسن الخضر بن محمد كان قد طلب منه ضمن امور اخرى ان يسال الامام صاحب الزمان (عليه السلام) الدعاء له لكي يشفيه الله عز وجل من مرض كان قد اصابه فجاء في مقدمة اجوبة الامام عن مسائله الشرعية قوله (عجل الله فرجه) سألت الدعاء عن العلة التي تجدها، وهب الله لك العافية ودفع عنك الآفات وصرف عنك بعض ما تجده من الحرارة وعافاك وأصح جسمك.
وهذه العبارة على قصرها تهدينا الى عدة وصايا ضمنية يمكننا التوصل اليها من التدبر فيها، وها نحن نلخصها بالنقاط التالية:
الاولى: هي ان نطلب من امام زماننا (عجل الله فرجه) أن يدعو لنا الله عزوجل لقضاء الحوائج فهو يستجيب لذلك، ويمكن أن يكون الطلب عند زيارته أو حتى عند السلام عليه أو بواسطة عمل كتابة رقعة الاستغاثة المروي في كتب العبادات.
اما الوصية الثانية: التي تشتمل عليها العبارة المهدوية المتقدمة، فهي ان يتخلق المؤمنون بخلقه (عليه السلام) فيستجيبوا بصدق لمن يطلب منهم الدعاء ويدعون الله له بكل اخلاص وتوجه وبطلب الخير بجميع أقسامه لمن سألهم الدعاء، حيث نلاحظ في رسالة الامام (أرواحنا فداه) أنه لم يقتصر على الدعاء للسائل بالعافية بل ضمّ اليها دفع الآفات وبتفصيل جميل.
والوصية الثالثة: تشتمل على تنبيه للمؤمنين بأن يطلبوا من الله عزوجل في دعائهم لأنفسهم أيضاً العافية ودفع الآفات والصحة.
والوصية الرابعة: نتلمسها في قوله (سلام الله عليه): «وصرف عنك بعض ما تجده من الحرارة»؛ ففي هذه العبارة اشارة لطيفة الى أن الشفاء الكامل قد لايكون أحياناً في صلاح الانسان، او ان دفع الآفات والابتلاءات عنه بالكامل يؤثر سلباً على مسيرته الايمانية.
لذلك، فإن المؤمن أن لا يحتم على الله عزوجل شيئاً وهو يدعوه، بل يسأله ماشاء من العافية وغيرها ولكن يُوكل أمره اليه عزوجل فهو جل جلاله أعلم بما فيه صلاح شؤون عباده وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
أما الوصية الخامسة: نستفيدها من رواية اخرى رواها الشيخ الكليني في الكافي والشيخ المفيد في كتاب الارشاد مسندة عن محمد بن يوسف وجاء فيها أنه اصيب بمرض عجز الاطباء عن علاجه رغم كثرة ما أنفقه من المال في العلاج، فكتب لصاحب الزمان (عليه السلام) يسأله ان يدعو الله عزوجل له بالشفاء من هذا المرض فكتب مولانا الحجة في جوابه قائلاً: ألبسك الله العافية وجعلك معنا في الدنيا والآخرة.
قال الراوي محمد بن يوسف: فما اتت عليّ الجمعة [اي لم يمر عليه اسبوع] حتى عوفيت وصار الموضع [يعني محل المرض] مثل راحتي [اي لا أثر فيه للمرض]، فوعدت طبيباً من أصحابنا وأريته إياه، فقال: ما عرفنا لهذا دواء وما جاءتك العافية الا من قبل الله عزوجل بغير احتساب.
ويمكن ان نستفيد من هذه الرواية الوصايا نفسها التي استفدناها من الرواية السابقة، ونضيف اليها الوصية الخامسة وهي ان نسأل الله تبارك وتعالى في ادعيتنا لنا وللآخرين ان نكون مع محمد وآله (صلوات الله عليهم اجمعين) في الدنيا والآخرة، نحيا محياهم ونموت مماتهم ونحشر معهم. رزقنا الله واياكم وجميع المؤمنين ذلك بلطفه ورحمته فهو ارحم الراحمين.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة السيد محمد الشوكي اهلاً ومرحباً بكم:

هل نحن في زمن الدجال؟

المحاور: السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على جميل المتابعة لفقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الاخ ابو زاهر من البصرة بعث لنا بالسؤال التالي وعلى نحو الاقتصار ايضاً، يقول هل نحن في زمان الدجال؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلي على محمد وآل محمد، فيما يرتبط بالدجال فهناك احاديث واردة عن الدجال ووروده في احاديث الجمهور وابناء العامة ربما اكثر نسبياً من احاديثنا، بالنسبة الى الدجال الذي يظهر من الاخبار ان حركته ستكون مقارنة لحركة الامام سلام الله عليه، قبلها او بعدها او معها، وانه سوف يقتل على يد الامام او يقتل على يد عيسى سلام الله عليه، وهما يشتركان في قتله ولا تنافي، بالنسبة للدجال هناك اطروحتان الاطروحة الاولى تقول انه ظاهرة عامة وليس شخصاً بعينه، يعني ظاهرة تحكي عن التيار المادي عن حالة الدجل والكذب والتزوير التي يقوم بها الظالمون، وبالتالي الدجال عنوان عام وليس عنواناً شخصياً، وهناك اطروحة اخرى تقول بان الدجال هو شخص من الاشخاص تماماً كما هو السفياني، طبعاً الظهور الاولي للروايات وللاخبار هو الثاني يعني الظاهر من الاخبار هو انه شخص، هذا الظهور الاولي لكن باعتبار ان الدجال وردت له صفات ربما رمزية او يحملها البعض على انها رمزية وبالتالي تتوسع في مفهومه ويضعه على شكل ظاهرة، اعتقد انه لا تنافي بينهما، يعني يمكن ان يكون ظاهرة ويمكن ان يكون شخص وكثير من الاشخاص يمثلون ظاهرة والظاهرة ايضاً هي ممثلة بالاشخاص، بالنتيجة اذا كان هو ظاهرة فما اكثر الدجالين من زمان بداية الارض الى يومنا هذا، كل زمن هناك دجالون وهناك ماديون وهناك مخادعون وهناك مزورون، وان كان المقصود هو الشخص الظاهر انه لا نجزم باننا في زمانه او انه موجود فعلاً، بالتالي الجزم بهذه المسألة ليس بسيطاً، نعم للاحتمال ربما باب يمكن تقوية هذا الاحتمال ولكن الجزم بالمسألة الحقيقية فيه شيء من الصعوبة، وبالتالي نحتاج الى دراسة للموضوع اكثر.
المحاور: سماحة السيد، فيما يرتبط بالجانب الاخر هل يمكن ان نجزم ايضاً بالنفي باننا لسنا في زمن الدجال على القول الثاني، وهو ان الدجال هو شخص او ان حركة الدجال ايضاً هي حركة يمكن ان تكون ظاهرة عامة وما ورد في بعض الاحاديث رموز الى سيطرة الخداع وسيطرة الفساد الاخلاقي او سيطرة وجود اصابع خلف ذلك، هل يمكن الجزم ايضاً بالجانب الثاني يعني نحن لسنا في زمن الدجال؟
السيد محمد الشوكي: انا قلت لا الجزم بالاثبات ولا الجزم بالنفي، نعم ان كان المقصود الظاهرة ان الدجال ظاهرة، في زمن الدجال واقول لسنا نحن في زمن الدجال الذين كانوا قبلنا في زمن الدجال ومتى كانت الارض بصورة عامة محكومة للصالحين، الارض في اغلب فتراتها الا شذرات قليلة كانت محكومة للدجالين المخادعين الماديين، نعم ربما الان التيار المادي الحقيقة تيار كبير وواسع وله آليات عمل متطورة هذا بحث آخر، فاذن ان قلنا بانه ظاهرة فاقول الظاهرة موجودة يعني اليوم وقبلنا كان الدجالين وكان خط الدجالين مستمر وهو الحاكم.
المحاور: نعم ولكن هل يوجد تمايز سماحة السيد بينما هي عليه الحالة الدجلية الان او ما ذكرته الاحاديث الشريفة من خصائص حركة الدجال في عصرنا الحاضر عن العصور السابقة، يعني اشتداد هذه المظاهر؟
السيد محمد الشوكي: انا اشرت الى هذا المعنى قلت ان حجم الدجل ازدادت آليات عمله وتطورت، وبالتالي ان كانت هي ظاهرة فالظاهرة موجودة نعم وقد تشتد وقد تضعف، لكن كشخص هذا الشخص لا سبيل لنا بالجزم بوجوده او الجزم بنفيه، لكن كظاهرة الظاهرة موجودة نعم الان ازدادت واستمرت ربما شدتها وبلوغها للقمة تطابق مع بعض الاخبار الشريفة، اعتقد ان الجزم حسب رأيي الجزم بها لاحتمالات كما قلت موجودة ربما تقوي هذا الاحتمال وربما يقوي هذا الاحتمال، لكن الجزم بذلك مشكلة.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي اسئلة اخرى نوكلها الى لقاءات اخرى باذن الله تبارك وتعالى شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.

*******

وقد حان الآن موعدكم مع حكاية البرنامج وعنوانها هو:

رؤية وخيانة وتوبة

حكاية هذه الحلقة ننقلها لكم من كتب قصص وخواطر، يرويها مؤلفه عن آية الله العلامة السيد احمد المددي عن اية الله السيد احمد الاردبيلي عن ابيه عن المرجع الورع السيد محمد الفشكاري رضوان الله عليهم اجمعين: وملخص الحكاية هو ان السيد محمد الفشكاري وهو من اهم اصحاب المجدد الشيرازي قدس سره كان قد جلب انتباهه رجل من اهل شيراز من سكنة النجف الاشرف. والذي جلب انتباه السيد في هذا الرجل هو انه كان يبدو عليه الذهول واللامبالاة بما حوله وحالة من الهيام غير المألوفة وكان ذلك يثير سخرية واستهزاء الآخرين به.
يقول آية الله السيد الفشكاري: دخلت ذات يوم المسجد في غير وقت الفريضة، ولم يكن في المسجد غيري، وبينما كنت اتهيأ للعبادة شعرت بدخول شخص. فألتفت فرأيت ذلك الرجل. فأستترت خلف عمود عريض لكي أرى ما يفعل من دون أن يشعر بوجودي.
لقد نظر الرجل جوانب المسجد ولما اطمأن من عدم وجود أحد فيه. شرع يصلي في حالة عميقة من الخشوع والتأني في القراءة وأداء أجزاء الصلاة وأذكارها على اكمل وجه.
تحيرت مما رأيت وبقيت أراقبه بدهشة ودقة الى ان اتم صلاته ولما همّ بالانصراف اسرعت اليه وسألته عن حاله، فأبى ان يجيبني وسعى الى التمويه عليّ.
فقلت له بحزم: يا رجل لقد رأيت ما فعلته منذ دخولك المسجد، ودلتني صلاتك الخاشعة على انك لست كما تحاول ان تظهر به نفسك، فأخبرني عن حقيقة أمرك.
ويتابع آية الله السيد محمد الفشكاري نقل حكاية هذا الرجل الشيرازي قائلاً: لم ينفع اصراري عليه وظل يسعى الى التمويه علي وإخفاء حقيقة أمره الى ان قلت له: اقسم عليك بحق الذي احببت بهذه الحالة من اجله أن تقول لي الحقيقة.
وهنا تفجرت عيون الرجل بدمع منهمر وأخذ يبكي بحرقة فعلمت اني وضعت اصبعي على محل جرحه.
ثم نظر اليّ هنيئة قال بعدها بكلمات تطفح بالشعور بالالم: مادمت قد اقسمت عليّ بمن جننت من اجله فإني اخبرك بحقيقة أمري. لقد كنت أحظى بلقاء مولاي صاحب العصر روحي فداه ورؤية طلعته الرشيدة، لكنني حرمت نفسي من هذه السعادة بمعصية سولت لي نفسي ارتكابها فحرمتني ذلك الشرف واوقعتني في هذا الشقاء. فلم اعد اعبأ بشيء في هذه الدنيا.
وهنا سأل آية الله السيد محمد الفشكاري عن تلكم المعصية التي حرمته من شرف رؤية مولاه (عليه السلام) وسلبته تلك النعمة الكريمة، فقال: لقد نظرت الى امرأة اجنبية بنظرة محرمة، فهل تستحق هذه العين الخائنة ان تنظر الى طلعة ولي الله. وهل تعلم خاسراً أشقى مني؟
وما كان ان يحظ هذا الرجل بتلك النعمة الجليلة مرة اخرى الا بعد طول استغفار وتوبة نصوح.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة