وقد كان سكان مدريد الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و85 عاما ولا يعانون من اضطرابات عصبية ونفسية تحت مراقبة طويلة الأمد. ومن بين هؤلاء، تم اختيار 64 شخصا من المعمرين الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما، وكانت ذاكرتهم ثابتة مثل ذاكرة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 أو30 عاما ولم تتدهور مع مرور الوقت.
وتمت مقارنة تلك المجموعة من كبار السن بمعمرين عاديين بمتوسط عمر يساوي حوالي 82.4 سنة ولديهم ضعف في الذاكرة هو سمة من سمات هذا العمر.
وأخذ الباحثون في الاعتبار نمط حياة الأشخاص، والبيانات الديموغرافية عن الأقارب والأسلاف، والدراسات السريرية، والاختبارات العصبية النفسية، ونتائج مسح التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، واختبارات الدم للعلامات الحيوية الخاصة بالخرف.
واتضح أن المعمرين ذوي العقل الصافي والدماغ الذي يعمل بشكل جيد والجسم القوي إلى حد ما، لديهم بعض العادات المشتركة ونمط حياة مماثل. ولاحظ الباحثون أن مجموعة المعمرين من مدريد تضمنت أشخاصا متعلمين يتمتعون بمكانة جيدة في المجتمع، وليسوا مثقلين بالصعوبات المالية. وكقاعدة عامة حاولوا الحفاظ على نشاط بدني منتظم خلال النهار. وعادة ما توصف العوامل مثل النشاط البدني والاجتماعي بأنه ضمان للوقاية من تطور الخرف المرتبط بالعمر.
ولكن إلى جانب ذلك، كانت هناك بين المعمرين في مدريد، مجموعة فرعية لمن لديهم تأهيل موسيقي. وليس من المهم أن يكونوا قد تخرجوا من مدرسة موسيقية أو معهد كونسرفتوار أو تعلموا العزف على الجيتار أو البيانو بأنفسهم. ومن المثير للاهتمام، أنه كان ضمن المجموعة التجريبية الكثير ممن طلقوا، لكنهم لم يبقوا بمفردهم.
وبالطبع، يتوقف العمر الطويل على الوراثة الناجحة، لكن سر المعمرين من مدريد يكمن في مواصلة النشاط بذكاء حاد في سن متقدمة، ومن أجل تحقيق ذلك يجب مزاولة ما يلي:
- المشي بانتظام وبوتيرة جيدة،
- أن يكونوا متعلمين، ويبقون يتعلمون ويقرأون حتى في سن الشيخوخة،
- أن يزاولوا الأداء الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية،
- أن يستمروا في المشاركة النشيطة في الحياة الاجتماعية والاعتناء بالسعادة الشخصية على الرغم من التقدم في العمر.