نشر موقع "أكسيوس" الأميركي، مقالاً عن معنى انسحاب روسيا من صفقة الحبوب بالنسبة للعالم. وجاء في المقال، أن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنسانية أخرى، حذّرت من أن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق، الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قد يكون له عواقب عالمية بعيدة المدى، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً في العالم.
ورأى الموقع أن هذا بسبب الدور المحوري والحاسم، الذي أدّاه الاتفاق في تثبيت أسعار الغذاء العالمية، لا سيما في المناطق التي يواجه فيها الملايين الجوع، وعدم الاستقرار الغذائي، خاصةً مع الأخذ بالاعتبار الحصة الوازنة التي شغلتها كل من أوكرانيا وروسيا، والتي شكّلت أكثر من ربع الإمدادات لسوق القمح العالمية، قبل بداية الحرب .
وقد ساعدت هذه الاتفاقية في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% منذ آذار/مارس من العام الماضي، وفقاً للأمم المتحدة، وغادر الموانئ الأوكرانية أكثر من 32 مليون طن متري من السلع الغذائية منذ توقيع الاتفاق.
من جانبها، اشتكت موسكو في أوقات سابقة، من أن الصفقة التي أفادت أوكرانيا، قيدت في الوقت نفسه تدفق الأسمدة والقمح الروسي إلى الأسواق الخارجية بسبب العقوبات الغربية.
ومن المرجح أن يكون لنهاية الاتفاق آثار فورية وطويلة الأمد كما يقول الخبراء وجماعات الإغاثة الإنسانية.
ويضيف الموقع أنه لا يحتمل أن يكون التأثير فورياً على أسعار الغذاء العالمية، بقدر ذاك الذي حصل في بداية العملية العسكرية الروسية، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى أن موردي الحبوب الآخرين، بما في ذلك البرازيل وروسيا نفسها، زادوا من إنتاجهم.
بدروها، زادت أوكرانيا من حجم صادراتها من الحبوب عبر دول الاتحاد الأوروبي، باستخدام الطرق البرية والنهرية، على الرغم من استمرار المشكلات اللوجستية، بكميات لا تزال تعتبر ضئيلة، مقارنةً بما يتم شحنه عن طريق البحر، وفقاً لـ "رويترز".
كذلك، من المتوقع أن يرتفع انعدام الأمن الغذائي، مما يشكل ضغطاً على نظام المساعدات الإنسانية المتوتر بالفعل، والذي يستجيب لأزمات النزوح القياسية، وزيادة الجوع على خلفية النقص الكبير في التمويل.
ويأتي ما يقدر بنحو 80% من واردات شرق إفريقيا من روسيا وأوكرانيا، علماً أنّ أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء المنطقة يواجهون بالفعل الجوع عند "مستويات الأزمة".
وفي منطقة غرب اسيا عانت دول مثل اليمن ولبنان ومصر من نقص في القمح، وشهدت ارتفاع أسعار الخبز الأساسي قبل توقيع الصفقة العام الماضي.