وقال الخبير الاستراتيجي والأمني، اللواء محمد رشاد، إن التقييم الموضوعي للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا يظهر استحالة نجاح أي هجوم مضاد للقوات الأوكرانية.
وتحدث رشاد عن بوادر يأس واضح لدى الغرب من نجاح أي هجوم أوكرانى مضاد، حيث قال إن هناك عددا من الثوابت في الاشتباك العسكري في أوكرانيا.. دفاعا وهجوما، منها أولا أن القوات البرية هي القوة الضاربة في العمليات الهجومية وهي التي تكسب أرض المعركة بدون بدائل وتحتفظ بها وهي التي تكسب المعارك.
ويضيف رشاد أن الثابت الثاني أن جميع الأسلحة الإضافية تأتي كقوة داعمة للقوات الهجومية في معركة الأسلحة المشتركة أو لتعزيز الدفاعات".
ويتابع أن "ميزان القوى بما فيه التسليح والتدريب والتطوير، يساعد على استمرار المعارك وتحقيق أكبر قدر من الخسائر للقوات المهاجمة".
ويشرح الخبير أنه "من خلال نظرة تقييمة للمواجهات المسلحة الروسية الأوكرانية، نجد أن أوكرانيا تفتقر إلى مقومات وثوابت المواجهة مع روسيا، مهما قامت أمريكا والدول الغربية بإمدادها بالأسلحة المتطورة من قنابل عنقودية وصواريخ وطائرات (إف 16)، لأنها قوات دعم لا تحسم المعركة في ظل افتقار أوكرانيا للقدرة الهجومية البرية، وذلك باعتراف زيلينسكي نفسه بأن التحصينات الروسية وحقول الألغام تحد من نتائج الهجوم المضاد".
ويتابع الخبير الاستراتيجي والأمني المصري أنه "بالاضافة إلي ما سبق، فإن أوكرانيا تحتاج إلى حشد قوات هجومية بما لا يقل عن ضعف القوات الروسية المدافعة في مواقع حصينة، ولتحقيق تقدم على الارض، فإنها تحتاج إلى 3 أضعاف القوات الروسية المقابلة، وهذا احتمال مشكوك في تحقيقه".
ويضيف "من خلال تطور الأزمة، وبنظرة تقييمية لما يجري، في تقديرنا، بأن التمادي في إمداد اوكرانيا بالأسلحة المتطورة بدون تحقيق نتائج في الواقع الميداني على أرض المعركة لصالح أوكرانيا، فإن ذلك سيؤدي إلى بوادر يأس في أمريكا وأوروبا من تحقيق أهداف الهجوم المضاد الذي يخلو من بوادر لتحقيق تغير في المعارك".
بدوره، قال الباحث والمحلل السياسي المصري، مصطفى السعيد، إن القلق والخوف يتزايد لدى الغرب بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد.
وقال إن هلع الغرب من انهيار أوكرانيا ينعكس من خلال "تصريحات ملتهبة" لقادة حلف الناتو والاتحاد الأوروبي حول أهمية الدعم العاجل والقوي لأوكرانيا.
وقال السعيد إن تلك التصريحات "تأتي تحت تأثير الفشل الواضح للهجوم الأوكراني المضاد، وتكبدها خسائر فادحة للغاية، فسرتها القيادة الأوكرانية بأنها بسبب تأخر وصول ما يكفي من الدعم العسكري".
ويضيف السعيد "لكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تعجلت أوكرانيا بالهجوم دون استعداد كاف؟".
ويشير الباحث المصري أن هذا الوضع دفع بالرئيس الأمريكي بايدن، لاتخاذ قرار وصفه بـ"الصعب" بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، التي تعد سلاحا محرما دوليا، كما دفع فشل الهجوم الأوكراني المضاد فرنسا إلى تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، في وقت كشف فيه مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن الإدارة الأمريكية تبحث تزويد نظام كييف بصواريخ "أرض – أرض" الموجهة بعيدة المدى.
ويتابع السعيد أن تصريح المستشار السابق للبنتاغون، دوغلاس ماكغريغور، يفسر هذا "الصياح الغربي"، الذي قال فيه إن الجيش الأوكراني على حافة الانهيار التام، ولا يمكن إنقاذه، والجنود يفرون، والشباب الأوكراني يفر إلى أوروبا، وزيلينسكي في حالة سيئة وتزداد سوءا.
القاهرة- ناصر حاتم