و"ثقب الجاذبية" منطقة تكون فيها قوة الجاذبية منخفضة، مما جعل قاع المحيط الهندي، حيث توجد، غائرا، على مساحة 3 ملايين كيلومتر مربع.
وشكلت المنطقة لغزا للعلماء، إلا أن باحثين اثنين من المعهد الهندي للعلوم، هما ديبانجان بال وأتريي غوش، يعتقدان أنهما توصلا إلى الإجابة، وفق ما ذكر موقع "إندي100" التابع لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
حل اللغز
على عمق أكثر من ألف كيلومتر تحت القشرة الأرضية، وجد الباحثان أدلة على بقايا باردة وكثيفة لمحيط قديم تحت إفريقيا، منذ حوالي 30 مليون سنة.
وقام بال وغوش بعمل نمذجة لكيفية تحرك الصفائح التكتونية فوق وشاح الأرض، على مدار الـ140 مليون سنة الماضية.
ونفذا عمليات محاكاة ومقارنة شكل المحيط المنخفض الذي تنبأت به تلك النماذج، مع الانبعاج الموجود الآن في قاع المحيط.
والنماذج التي أعادت إنتاج الجيود المنخفضة في المحيط الهندي في شكلها الحالي، جميعها تشترك في شيء واحد، هو وجود أعمدة من الصخور المنصهرة الساخنة منخفضة الكثافة، التي تتكون تحت القاع.
وهذه الأعمدة، بالإضافة إلى هيكل الوشاح (الأرضي) المميز، هي التي خلقت منخفَض الجيود، إذا ارتفعت بما فيه الكفاية، حسب بال وغوش.
والوشاح طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو 2885 كيلومتر، وتقع فوقها القشرة الأرضية التي نعيش عليها.
وبال وغوش قالا في هذا الصدد: "باختصار، تشير نتائجنا إلى أنه لمطابقة (شكل وسعة) انخفاض الجيود المرصود، يجب أن تكون الأعمدة عائمة (مرتفعة) بما يكفي لتصل إلى أعماق منتصف الوشاح".
وظهر أول هذه الأعمدة منذ حوالي 20 مليون سنة، إلى الجنوب من المحيط الهندي منخفض الجيود، وحوالي 10 ملايين سنة بعد غرق بحر تيثيس القديم في الوشاح السفلي.
ومع انتشار الأعمدة تحت الغلاف الصخري، اتجهت ببطء نحو شبه الجزيرة الهندية، مما أدى إلى زيادة هذا الانخفاض.
يذكر أنه لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من هذه الدراسة وما يحدث حقا، حيث لم يقتنع جميع العلماء بهذه النظرية.