البث المباشر

شريك بن الحارث الهمداني المشهور بشريك بن الأعور

الأحد 3 مارس 2019 - 15:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 635

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
من تحف الصادقين، من التحف النادرة من الصادقين هو المرحوم المجاهد والمدافع عن الامام امير المؤمنين سلام الله عليه هو شريك بن الحارث الهمداني، مشهور بشريك بن الاعور
ولكن اسمه الصحيح هو شريك بن الحارث الهمداني، همدان قبيلة في اليمن اصولها.
شريك كان من خيار محبي اهل البيت وهو سيد قبيلته، زعيم قبيلته يعني زعيم الهمدانيين وهو ايضاً من القواد الذين اعتمدهم امير المؤمنين يوم صفين، ابلى بلاءاً حسناً وسبحان الله لم تكتب له الشهادة ولكن هو شهيد بمعنى اخر وشاء الله لهذا الرجل ان يلعب دوراً اخراً يترجم فيه نصرته لآل البيت يوم وصول مسلم بن عقيل الى الكوفة، هذا كان ايضاً عنصراً من العناصر التي لعبت دورها في دعم مسلم بن عقيل سلام الله عليه. 
شريك بن الحارث لأن له دوراً مهماً يوم صفين ومخلصاُ للامام امير المؤمنين صار من الاهداف المركزة لمعاوية بن ابي سفيان فكان معاوية ضمن برنامجه يريد الانتقام ممن ناصروا الامام علياً وكان يعني من يظفر بأمثال هؤلاء، ينكل بهم شر تنكيل وظفر به معاوية، يعني اختصاراً نقول وامر معاوية ان يدخلوه عليه وتنكر له، فلما ادخلوا شريكاً على معاوية نظر اليه وقال ما اسمك؟ فقال شريك بن الاعور لأنه كان يشتهر بهذا فقال معاوية ابن من؟ قال ابن الاعور فأخذ معاوية يتنكى يعني يستهزأ وقال ما اهونك على عشيرتك اذ سموك بهذا فأسمك شريك وما لله من شريك وانك لأبن الاعور والصحيح خير من الاعور وانك لذميم الصورة فكيف سدت قومك؟ يعني كيف كنت زعيم قومك وهذا شكلك؟ فألتفت له شريك وفي وسط المجلس وبكل ثقة عالية وقوة معنوية عالية وبوجود جلاوزة معاوية صاح شريك بصوت عال وانت والله يامعاوية تدري ما معاوية؟ انها كلبة عوت فأستعوت منها الكلاب فسميت معاوية، وانت بن صخر والسهل خير من الصخر وانك لأبن امية وامية امة صغرت فصارت امية، فكيف كما يزعم هذا وذاك وتزعم انت انك امير المؤمنين؟ المؤرخون يقولون ان معاوية صغر وصغر وكم فمه فصار يعالج الموقف بلطافة فقال واحدة بواحدة فقال شريك بلى ولكن البادئ اظلم ثم انشأ يقول: 

أيشتمني معاوية بن حرب

وسيفي صارم ومعي لساني

فلاتبسط لسانك يابن حرب

فأنك بلغت مدى الرهان

متى ما تدعو قومك ادعو

قومي وتختلف الاسنة بالطعان

فأن تك بالشقاء لنا اميراً

فأنا لانقيم على الهوان


التاريخ يقول حاول معاوية بكل صورة ان يتخلص من هذا الرجل وينهي الموقف بنهاية غير فاضحة، هذا شريك بن الاعور الهمداني، طبعاً اسمه الصحيح بن الحارث الهمداني. 
شريك له دور كما قلت دور اخر مناصر لأهل البيت ايام يزيد بن معاوية والمؤرخون يقولون لما نصب يزيد عبيد الله بن زياد والياً على الكوفة واخذ بن زياد بتعبئة الناس لقتال الحسين صلوات الله وسلامه عليه وكانت لشريك كما نقول علاقة شكلية مع ابن زياد حتى انه كان مريضاً ايام دخول مسلم بن عقيل الى الكوفة، كان آنذاك شريك بن الحارث في بيت هاني وكان مسجى وكان مسلم بن عقيل هناك في بيت هاني فجاء الخبر الى هاني بن عروة ان ابن زياد سيأتي لعيادة شريك، استغل الفرصة شريك بن الحارث وعرض على مسلم بن عقيل ان يطيح بأبن زياد حينما يأتي لعيادته يعني هذا يدخل لعيادته وبأمكان مسلم بن عقيل ان من الخلف يضربه ضربة قاضية وينهيه لكن مسلم بن عقيل لم يوافق وابدى تحفظه على هذه الخطوة، لماذا؟ لأن مدرسة اهل البيت تأبى هذا السلوك فالتاريخ يقول دخل بن زياد على شريك بن الحارث وكان حذراً ينظر يميناً ويساراً وشريك كان في اضطراب انه متى مسلم بن عقيل ينهي هذا فكان يردد:

ما الانتظار بسلمى لاتحيوها

كأس المنية بالتعجيل اسقوها


ثلاث مرات كان يردد هذا البيت، مسلم بن عقيل لم يرتب اثراً، فأرتاب بن زياد من هذه الكلمات ثم سأل بعض الحضار لماذا يردد هذا البيت؟ فقالوا هو مريض والمريض معذور فلما خرج عبيد الله بن زياد سأل شريك مسلماً، انظر هذا خلق اهل البيت وهذه مدرسة اهل البيت، سأل مسلماً انه لماذا ما استفدت من هذه الفرصة؟ فقال انني امتنعت لأن النبي صلى الله عليه واله قال ان الاسلام قيد الفتك يعني هذا الذي مسلم ويفتك بمسلم اخر معناه هذا غير مسلم، لماذا؟ لأن الاسلام مرهون بأن لايفتك المسلم بالمسلم الاخر فقال بصريح العبارة، قال سمعت عن رسول الله انه قال " الاسلام قيد الفتك" ثم قال شريك لو قتلته لقتلت فاسقاً كافراً، على كل حال كان شريك من العناصر التي تهيء وتحرض وتشوق بالنسبة الى نصرة ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه وتقول الروايات بعد هذه الحالة بثلاثة ايام توفي شريك رضوان الله عليه وشيع ودفن في مقبرة الاصحاب، هناك مقبرة في الكوفة كانت تسمى بمقبرة الصحابة او الاصحاب، الروايات تقول بعد فترة وشى احداً لأبن زياد وقال تعرف اليوم الفلاني ذهبت لعيادة شريك وكان يردد هذا البيت؟ قال نعم، قال انه كان قد خطط لقتلك ولكن مسلماً رفض ذلك وكره هاني فلما علم عبيد الله بن زياد بذلك ابدى تأسفه بأنه لماذا دفن في مقبرة الانصار وهم عدة مرات ان ينبش قبر شريك ولكن ابوه زياد كان مدفوناً هناك فخشي الانتقام من الهمدانيين ان يخربوا قبر ابيه، هكذا كانت اخلاقيات اهل البيت وبالمقابل هكذا كانت اخلاقيات بني امية.
على كل في اخر ذي الحجة يعني قبل واقعة الطف بأيام توفي شريك وكان يهمه ان يناصر الحسين عليه السلام، اسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة