وشمل المعرض العديد من الكتب والمخطوطات من ثقافات مختلفة سواء من المملكة المتحدة أو كوريا أو الشرق الأوسط، وحتى النسخ النادرة من القرآن الكريم، علماً بأن المعرض يجتذب هواة اقتناء الكتب النادرة، وخصص للنخبة في يومه الأول الموافق 18 مايو/أيار، فاتحا أبوابه للجمهور اليوم التالي وقد أغلق لهذا العام في 21 من مايو/أيار.
من خلال أكثر من 100 تاجر بريطاني وعالمي، يمثل المعرض السنوي الأساس لجمعية بائعي الكتب الأثرية، ويعتمد على استقطاب جمهور متنوع من هواة جمع الكتب القيمة الأثرياء ومن العائلات الملكية ومشاهير هوليود ووادي السيليكون.
كما احتفل معرض هذا العام بذكرى مرور 400 عام على كتابات شكسبير، وقد عرض كتابا يضم 36 مسرحية لهذا الأديب الإنجليزي ما اعتبره المؤرخون حجر أساس الشرعة الأدبية الغربية، وتم عرض المطبوعة خلال 4 أيام ولكن لم يحالفها الحظ وقت العرض ولكنها حققت لاحقا رقما قياسيا ببيعها عن طريق أبرز تجار الكتب النادرة بمؤسسة بيتر هارينغتون.
ويقول مالك مؤسسة هارينغتون إنهم حصلوا مؤخرا على نسخة نادرة لكتاب “ألف ليلة وليلة” مكتوبة بالعربية تم اكتشافها عام 1835، وهي مكونة من كتابين، وتقييمها المالي تجاوز 250 ألف إسترليني، وقد عرضت مع مجموعات هارينغتون في معرض لندن الأوائل للكتب النادرة.
كما أضاف أن المعرض شمل عدة نسخ نادرة للقرآن الكريم بلغات مختلفة مثل الفرنسية والإنجليزية، ووصلت قيمة إحداها 50 ألف إسترليني.
من بين أبرز الكتب الإسلامية الموجودة في قائمة شابيرو للكتب النادرة (Shapero Rare Books) -أحد العارضين في معرض الأوائل- كتاب “تلخيص البيان في مجازات القرآن” أو “مجازة الراضي” وهو تفسير شيعي من تأليف الشاعر البغدادي الشريف الرضي (970-1015). وقد سجل بوصفه أقدم كتب علم التفسير والذي يعرض مجمل ما وقف عليه في القرآن الكريم من جميل الاستعارات وغريب المجازات، وتم تقييم تلك النسخة بما يتجاوز 124 ألف إسترليني وهي نسخة تعود إلى العام 400 من الهجرة.
كما تضم القائمة الجزء 19 من القرآن لمصحف مزخرف نادر بتصاميم صينية إسلامية تعود لعام 953 هـ، وهي تحتوي على سورة الشعراء كاملة حتى سورة النمل منسوخة بيد الخطاط شمس الدين بن موسى السيني في اليونان، ويصفها التاجر إنليبرس جيلهوفر بأنها دليل على الوجود العربي بالصين والذي يعود لفترة الخلافة الأولى.
ويوضح وصف القطعة فضل الصحابي سعد بن أبي وقاص في دخول الإسلام إلى الصين خاصة مدن مثل شيان أو تشانغان، كما كانت تعرف في ذروة شهرة طريق الحرير، والمخطوطة توضح أقسام القرآن كما كتبها المسلمون الصينيون بتأثير صيني واضح في كل الزخارف بالمخطوطة والتي قدر ثمنها بـ 75 ألف إسترليني.
ضمت القائمة أيضا مخطوطة نادرة للكتاب الجغرافي “تاريخ المستبصر” لابن المجاور والذي يصف بلاد اليمن والحجاز، يرجح أن ملكيته تعود للإمبراطورية العثمانية القديمة في القرن 16، وهو مكتوب بخط اليد بغلاف جلدي ويعد من أندر المخطوطات في أدب السفر.
ويرجح مؤرخون آخرون أن تأليف الكتاب تم في القرن 13 ويعتبر مصدرا مهما في طبوغرافيا العصور الوسطى لشبه الجزيرة العربية حيث يغطي بكثير من التفصيل الحجاز ومكة واليمن وجزيرة سقطرى.
ويختلف “تاريخ المستبصر” عن الكتب السابقة التي كانت تعكس وصفا جغرافيا للمنطقة بينما يحتوي هذا الكتاب على 15 رسما توضيحيا لمدن مرسومة بالطريقة التخطيطية المعروفة القديمة باسم “مدرسة بلخي” وأضاق إليها ابن المجاور وصفا عن الحياة الاجتماعية والأعراف والمواقع التاريخية، كما أكد المؤرخون في وصف الكتاب أنه يرجح أنه أقدم وصف تاريخي لجزر مثل سقطرى اليمنية وفرسان (جنوب غرب السعودية حاليا).