البث المباشر

وصايا بالبحث عن الأمن والبركات المهدوية/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول انصار الحسين ونصرة المهدي/سقاني شربة لم أذق أعذب منها

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 18:30 بتوقيت طهران

(الحلقة:188)

موضوع البرنامج:
وصايا بالبحث عن الأمن والبركات المهدوية
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول انصار الحسين ونصرة المهدي
سقاني شربة لم أذق أعذب منها

لا صبر يابن العسكريّ فشرعة

الهادي النبيّ استنصرت أنصارها

هدمت قواعدها وطاح منارها

فأقم بسيفك ذي الفقار منارها

فمتى تقرّ العين طلعتك التي

غبطت مصابيح الدّجى أنوارها

ومتى تصول على الطّغاة مطهّراً

منها البسيطة ماحياً آثارها

وتحيل ليل النّقع بالبيض الظّبا

صبحاً وليلاً بالقتام نهارها

وتعيد ارض الله قاعاً صفصفاً

حتى تطّبق بالهدى أقطارها

*******

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على النور المبين محمد وآله الطاهرين.
السّلام عليكم ايها الأفاضل ورحمة الله، تحية مباركة وأهلاً بكم مع هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب نأمل أن تقضوا مع فقراته وقتاً طيباً.
على بركة الله إفتتحنا هذه الحلقة أحباءنا بأبيات في التشّوق للظهور المهدوي المبارك، وهي من نظم الأديب الولائي السيد علي الموسوي المعروف بعليّ التّرك، وهو خطيب عصره المرموق وقد توفّي بعد أداءه فريضة الحج في الديار المقدسة سنة ۱۳۲٤ للهجرة المباركة.
أما موضوعات الفقرات الأخرى في هذا اللقاء فهي:
- وصايا بالبحث عن الأمن والبركات المهدوية
- انصار الحسين ونصرة المهدي
- وحكاية عنوانها: سقاني شربة لم أذق أعذب منها

*******

الفقرة التالية ايها الأكارم تربوية نسعى من خلالها للتعرف على وصايا امام العصر (أرواحنا فداه) للمؤمنين من خلال التدبّر في تراثه المدوّن، إخترنا لهذه الفقرة العنوان التالي:

ابحثوا عن الأمن والبركات المهدوية

قال إمام زماننا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه) في آخر رسالته الجوابية لإسحق بن يعقوب المروية في كتاب الاحتجاج: وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبّها عن الابصار السّحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما النجوم أمان لأهل السّماء، فأغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدّعاء بتعجيل الفرج فأنّ ذلك فرجكم.
التدّبر في الكلمات المهدوية يقودنا الى معرفة عدّة من أهمّ وصاياه (عجّل الله فرجه) للمؤمنين ذات إرتباط مباشر بتكاليف عصر الغيبة.
الوصية الأولى: هي أن يجتهد المؤمنون في السعي للفوز ببركات وجود الامام المهدي (أرواحنا فداه) على الرغم من صعوبات فقدان إمكانيات الارتباط العام به في عصر الغيبة.
فالعبارة المتقدمة من كلامه (عليه السّلام) تصّرح بأمكانية الانتفاع من وجوده المبارك في عصر غيبته مثلما ينتفع بالشمس إذا غيّبها السّحاب.
نعم توجد مجموعة من البركات الوجودية لبقية الله الاعظم (أرواحنا فداه) عامة ليست مرهونة بسعي المؤمن للفوز بها ولكن ثمّة بركات أخرى لوجوده هي ثمرة لسعي الانسان وهذه ما يوصي الامام (عليه السّلام) المؤمنين للفوز بها.
أما الوصية الثانية: أحباءنا الافاضل فهي التي يشتمل عليها قوله (عجّل الله فرجه): (وإنّي لأمان لأهل الأرض كما النجوم أمان لأهل السّماء) فأمامنا يوصي المؤمنين ضمنياً ببيان هذه الحقيقة الى اللجوء اليه عليه السّلام للحصول على الأمان من كلّ خوف يتعرّضون له فاذا خشوا من الضّلال لجأوا اليه (عليه السّلام) للفوز بالهداية وكذلك الحال إذا خشوا من السقوط في الفتن أو من كيد الاعداء وليكونوا على ثقة ويقين بأنه (عليه السّلام) سيوصلهم الى بحر الأمان بوسيلة أو بأخرى حسبما تقضيه خصوصيات عصر الغيبة.
والوصية الثالثة: أعزاءنا الافاضل فهي التي يبيّنها بصورة مباشرة قول مولانا صاحب الزّمان: فأغلقوا أبواب السّؤال عمّا لا يعنيكم، وفي هذه العبارة النورانية حثّ لأن يكون اهتمام المؤمن بمعرفة ما يترتّب عليه تطوير نفسه وإعمار آخرته ولا يشغل نفسه ويضيع عمره فيما لا تترتّب عنه فائدة عملية.

*******

أما الآن فننتقل الى خبير البرنامج واجاباته على أسئلتكم للبرنامج.

أنصار الحسين ونصرة المهدي

المحاور: سلام من الله عليكم احبائنا شكراً على طيب متابعتكم لفقرات برنامج "شمس خلف السحاب" معنا مشكوراً على خط الهاتف خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم لهذا البرنامج، سماحة الشيخ من الاخ اسعد هاشم رسالة يسأل فيها عن هذا السؤال يقول هل ان انصار الحسين عليه السلام اذا احياهم الله في الرجعة يصبحون من انصار الامام المهدي عليه السلام؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، انصار الحسين صلوات الله وسلامه عليهم مقامهم عظيم جداً وهناك بحث كلامي انه ايهم الافضل هل هم افضل او الاصحاب الخاصين للامام المهدي سلام الله عليه، والذين يحييون في زمن الامام المهدي سلام الله عليه في اسماء خاصة وعندنا عناوين تشمل نوعيات عندنا بعضهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله بعضهم من اصحاب اهل البيت عليهم السلام بعضهم مؤمنين من عصور مختلفة بلغوا درجة عالية، هؤلاء يحييون وعندنا حديث "العجب كل العجب بين جماد ورجب" مفسر بعدة احداث منها هذا الحدث الذي الاحياء ينهضون من قبورهم لنصرة الامام سلام الله عليه ولعله في سنة ظهوره بين جماد ورجب، معناها الامام يظهر في عاشوراء شهر محرم بين جماد ورجب التي تليها يظهر هؤلاء يخرجون من قبورهم، ما عندنا نص عن خروج اصحاب الامام الحسين سلام الله عليهم من قبورهم احيائهم لنصرته، لكن عندنا في نصوص الرجعة ما يدل على ان الامام الحسين عليه السلام في بعض الرجعات، الرجعة هي متعددة ورجعة النبي وامير المؤمنين ايضاً عدة مرات، في احدى رجعاته يرجع مع اصحابه سلام الله عليه.
المحاور: سماحة الشيخ من خلال كلامهم هل يفهم بان دور اصحاب الامام الحسين اذا رجعوا يكون ايضاً مع الحسين؟
الشيخ علي الكوراني: نعم يكون مع الامام الحسين.
المحاور: هل يكون بذلك رجوعهم يعني بعد استشهاد الامام المهدي عليه السلام؟
الشيخ علي الكوراني: ممكن، لان الامام الحسين عليه السلام ثابت عندنا والحديث صحيح انه هو الذي يتولى مراسم جنازة الامام المهدي سلام الله عليه ويصلي عليه ويحكم بعده.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً، للاخ اسعد سؤال اخر نوكله الى الحلقة المقبلة، واحبائنا شكراً لكم وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.

*******

نتابع ايها الافاضل هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السّحاب بنقل حكاية أخرى من حكايات الفائزين بنجدة مولانا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه) عنوان الحكاية هو:

سقاني شربة لم أذق أعذب منها

أحباءنا الافاضل كما وعدناكم في الحلقة السابقة ننقل لكم في هذا اللقاء الحكاية الثانية التي نقلها آية الله المحدّث النّوري استاذ الشيخ عباس القمي في كتابه القّيم (جنة المأوى) في ذكر من فاز بلقاء الحجة في الغبية الكبرى نقلاً عن كتاب خير المقال للعالم الفاضل صاحب منتخب التفاسير السيد علي خان المشعشعي الحويزي المتوفى سنة ۱۰۸۸ حيث نقل في الفصل الخاص بذكر من رأى القائم المهدي (أرواحنا فداه) الحكاية التالية.
قال السيد علي خان الحويزي رضوان الله عليه: ومن ذلك (يعني من روايات الفائزين برؤية الطلعة المهدية الرشيدة) ما حدّثني به رجلٌ من أهل الايمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ قاسم وكان كثير السّفر الى الحج، قال الشيخ قاسم: تعبت يوماً من المشي (في طريق الحج)، فنمت تحت شجرة فطال نومي ومضى عنّي (ركب) الحاجّ كثيراً، فلما إنتبهت علمت من الوقت أنّ نومي قد طال وأنّ (ركب) الحاجّ بعد عنّي.
صرت لا أدري الى أين أتوجّه، فمشيت على الجهة (اليمنى) وأنا أصيح بأعلى صوتي: يا أبا صالح، قاصداً بذلك صاحب الأمر عليه السّلام كما ذكره ابن طاووس في كتاب الأمان فيما يقال عند إضلال الطريق. فبينا أنا أصيح وإذا براكب على ناقة وهو على زيّ البدو فلما رآني قال لي: أنت منقطع عن الحاج؟
فقلت: نعم.
فقال إركب خلفي لألحقك بهم. فركبت خلفه، فلم يكن الا ساعة وإذا قد أدركنا (ركب) الحاجّ، فلما قربنا أنزلني وقال لي: إمض لشأنك، فقلت له: إنّ العطش قد أضرّني. فأخرج من شداده (أي رحله المشدود الى الناقة) ركوة (أي وعاءً) فيها ماء، وسقاني منه، فوالله إنّه الذّ وأعذب ماء شربته.
ثم إني مشيت حتى دخلت (بين ركب) الحاجّ والتفت اليه فلم أره.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة