يعتز الفلسطيني صلاح أبو علي بامتلاك عائلته أقدم وأضخم شجرة زيتون في العالم، في قرية الولجة بمحافظة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.
وقدّر خبراء إيطاليون عُمر الشجرة بـ3 آلاف عام، فيما قدّره خبراء يابانيون بقرابة 5500عام، بحسب "أبو علي".
وتعرف الشجرة في "الولجة" باسم "شجرة البدوي".
منذ نحو 10 سنوات، عيّنت وزارة الزراعة الفلسطينية "أبو علي" حارساً على الشجرة، وهو يمضي يومه في جوار الشجرة، التي باتت مقصداً لسائحين أجانب ومحليين.
بين الاستيطان والجدار
تقع "شجرة البدوي" على أطراف بلدة الولجة، ويجاورها جدار الفصل العنصري الإسرائيلي.
ويقول "أبو علي" :"لا يبعد الجدار الفاصل عن الشجرة سوى 10 أمتار، كادت تُدمر بفعل أعمال التجريف والتفجير خلال تشييد الجدار".
ولا يستبعد الحارس أن تكون أعمال التجريف المتمادية قد قطعت جزءاً من جذور الشجرة.
ويلفت إلى أن الاستيطان وجدار الفصل العنصري الإسرائيليين يحاصران القرية من جنباتها كافة، ما يهدد الأراضي والمساكن.
ويتابع أن "عُمر الشجرة قُدّر بنحو 5500 عام، هذه إشارة إلى أن الوجود العربي في فلسطين قبل الاحتلال (تأسست إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة) بآلاف السنين".
وترفض عائلة "أبو علي" بيع الشجرة.
ويقول حارسها: "الحديث ذاته (بيع الأرض) مرفوض، لن نفرط فيها"، مضيفاً "لنا الشرف أنها تقع في أرضنا".
وتملك العائلة نحو 5 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) بجوار الشجرة المعمرة، تُزرع بالزيتون والحبوب.
وجلّ أراضي "الولجة" تمت مصادرتها من جانب قوات الاحتلال لصالح الجدار الفاصل، وتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس المحتلة.
وحوّل "أبو علي" محيط الشجرة إلى حديقة طبيعية، حيث بنى جدراناً حجرية ومقاعد.
وهو يحرص يومياً على تنظيف محيط الشجرة، ويقول إن علاقته بها تحولت إلى ما يشبه علاقة "الجسد بالروح".
كرم زيتون
ارتفاع الشجرة المُعمرة يبلغ نحو 12 متراً، وقطرها نحو 25 متراً، وتغطي مساحة 250 متراً مربعاً، ويخرج من الشجرة الأم نحو 22 شجرة.
يقول عنها "أبو علي": "الشجرة بمنزلة كرم زيتون".
وتنتج الشجرة نحو 500 كيلو غرام (ثمار) سنوياً، لكن المنتج تراجع في السنوات الأخيرة، لقلّة مياه الأمطار.
وبينما يعمل على قطف ثمارها، يصف "أبو علي" زيت الشجرة بـ"السمن"، ويعرف ثمارها بـ "الحواري"، وهو من أفضل أنواع الزيتون.