البث المباشر

السيد رضي الدين علي بن موسى المشهور بالسيد بن طاووس

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 546

من حماة الصادقين ومن ابطال الصادقين هو العالم الكبير والمحدث الشهير المرحوم السيد رضي الدين علي بن موسى، علي بن موسى ابن جعفر المشهور بالسيد بن طاووس، يصل نسبه الى الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه وهذه الشهرة وهي ابن طاووس هذه شهرة يشترك بها اكثر من شخصية من كبار علماء الامامية في الحلة الفيحاء ومنهم هذا العنصر المبارك وهو السيد علي بن طاووس والذي هو من علماء الامامية او من كبار بالاحرى علماء الامامية في القرنين السادس والسابع الهجري، هو من مواليد عام 589 هجرية وبقي حتى اواسط القرن السابع الهجري ولم يكن هذا كلام او صفة الطاووس او شهرة السيد بهذه الشهرة الا ان شدة جماله يعني شدة هيبته وجلالته لقب بالطاووس، لما كان يفد الى مجلس للمناظرة، للاستفتاء منه، كان لما يدخل الى ذلك المجلس تعلوه هيبة وهذا تعويض من الله سبحانه وتعالى لأولياءه فكان اذا دخل مشهور عند الناس كلهم انه جاءكم الطاووس بهيبته وبجماله وتعرفون ان الطاووس رغم صعوبة السفر كانوا يسافرون الى الهند في الازمان الغابرة وعلة السفر هذا المضني الى الهند هو ريش الطاووس او هو الطاووس بالذات فهذا السيد العالم الجليل والحبر المعظم لهيبته التي كان يتصف بها سمي او لقب بالطاووس، علي بن طاووس.
هو من اساطين علماء الحلة وله تراث كبير على صعيد التأليف، كنا في النجف في بدايات حياتنا، كنا نسمع بكتاب شهير، انا رأيت الكتاب وهو كتاب ثمين ونادر، كتاب يعرف بكتاب الاقبال يعني كمصدر موثوق للادعية والزيارات، يقال ما هو مصدر الدعاء؟ يقول كتاب الاقبال للسيد ابن طاووس.
لما تدخل مدينة الحلة الفيحاء وتجول في شوارعها هناك عدة مشاهد تعرف بأبن طاووس، انا الان اتحدث عن واحد من هؤلاء العلماء الكبار وهو رضي الدين علي بن طاووس فيعرف بهذه المنطقة بأنه من اصحاب الكرامات الباهرة والمكاشفات وقد ظهرت له كرامات سواء في الحلة او ايام اقامته في النجف الاشرف لتحصيل العلم واحياناً كان هو يكشف بعض الالغاز للعامة فيتعجبون من منزلته وقداسته، يقول احداً لماذا الان لن يكن عندنا هكذا عناصر وهكذا اشخاص؟ في الواقع هؤلاء الذين نتحدث عنهم لم يأكلوا هذا الطعام المستورد الذي نأكله نحن ولاتناولوا هذه اللحوم التي نتناولها الان ولا على اي حال تلوثوا بأشكال الملابس التي نلبسها، لما نسأل الطرف ماهو جلد ساعتك؟ الا يكن جلد حيوان ميتة وانت تصلي به؟ لا يدري، على اي حال لبسنا مشبوهاً واكلنا مشبوهاً وسكنا مشبوهاً هذا كله يترك آثار سلبية على صفاء الباطن، يلوث الباطن، يلوث الداخل، المضمون يلوثه، ربما واحدنا يلمع وجميل لكن باطنه ملوث لذلك نفتقر في زماننا هذا الى عناصر مثل السيد ابن طاووس.
السيد ابن طاووس كان رحمه الله شجاعاً صلباً ويروي هو عن نفسه كما جاء في سفينة البحار الجزء الخامس صفحة 341 هو يروي يقول انني كنت اصلي ذات مرة بداري في الحلة وفجأة وانا في الصلاة لاحظت افعى كبير تحت السجادة التي هي تحت موضع سجودي يقول انني شعرت اني لم اصب بأي ذعر او ارتباك وانهيت صلاتي بكل هدوء يعني الذي اريد قوله ان هذا العالم الجليل كان موصوفاً بالروحانيات ومعرفة الاذكار وبعض العلوم الغزيرة كما اورد صاحب المستدرك حسب ما جاء في نفس المصدر الذي سبق ذكره، ان السيد علي بن طاووس كان مرة في سامراء وكان يسمع عند السحر دعاء الامام صاحب الامر صلوات الله وسلامه عليه حتى انه حفظ منه الدعاء، صاحب كتاب كشف المحجة يقول: ان السيد علي بن طاووس كان من عظماء المعظمين لشعائر الله يعني مَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ القرآن يصفه بأنه ذو قلب متقي، خاشع، وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ، كان هذا السيد علي بن طاووس من المعظمين لشعائر الله فلا يذكر في تصانيفه وتأليفه اسم الله سبحانه وتعالى الا واعقبه بكلمة جل جلاله.
اما صاحب كتاب منهاج الصلاح لما يأتي في بحث الاستخارة يقول: ورويت عن السيد السند السعيد علي بن موسى بن طاووس ثم يقول: وكان هو اعبد من رأيته من اهل زمانه وكان يحن على الفقراء وينفق عليهم من امواله الخاصة فهذا السيد رضي الدين علي بن طاووس كان في فترة من الفترات كانت له الزعامة والرئاسة وطبعاً الزعامة والرئاسة هي محتاجة الى امثال هكذا اشخاص الذين لديهم تقوى ولديهم خوف من الله سبحانه وتعالى والا هم ليسوا بحاجة الى شهرة او حب الظهور او الى تنافس على الاسم ابداً فأشراف العراق في القرن الخامس والقرن السادس الهجري كلهم اجمعوا على جعله نقيباً يعني عمدة فهو بالاضافة الى كونه من الفقهاء البارزين في زمانه ومن الشعراء المشهورين تولى النقابة العامة للعلوين في العراق وكان في ايامها يجلس في ديوانه او دست مثل ما يقال في التاريخ، كان يجلس هناك في مجلس عام والدست هذا او الديوان يشتهر بالخيمة الخضراء يعني الخيمة الضخراء، بيوت السادة او العلويين يضعون علمماً اخضراً او يضعون شمعة او المصباح الاخضر بعنوان ان هذا ينتمي الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعمائم الائمة سلام الله عليهم الى عهد الامام الرضا كانت خضراء بأستثناء النبي صلوات الله عليه وآله يوم الفتح لبس عمامة سوداء فهذه كانت خيمة خضراء يجلس فيها السيد علي بن طاووس ولهذا بعض العلويين وهو من الشعراء علي بن حمزة يقول: فهذا علي نجل موسى بن جعفر، لأن جده الاول موسى وجده الثاني جعفر شبيه علي نجل موسى بن جعفر، فذاك بدست للامامة اخضر وهذا بدست للنقابة اخضر، يشير الى عمامة الامام الرضا علي بن موسى، والامام الرضا خرج ايضاً الى الصلاة وتعمم بعمامة خضراء.
هذا السيد العالم الجليل السيد علي بن طاووس توفي في الخامس من شهر ذي القعدة عام 664 ببغداد وحمل جثمانه مشياً على الاقدام محمولاً على الاكتاف الى الحلة ودفن في منطقة تعرف بعلم دار الامير، يضعون اعلام كعلامة، وبني على قبره بناء وصار مزاراً من المزارات في الحلة ولكن هدم عدة مرات واعيد بناءه، كانوا يأتون النواصب، غارات النواصب، اعداء اهل البيت حتى ان صاحب كتاب نزهة الحرمين يقول: ان قبر السيد علي بن طاووس اخفي وبني عدة مرات.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة