البث المباشر

الميرزا محمد حسين النائيني

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 12:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 458

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن ابطال الصادقين المجاهدين ومن رجالات الولاء لخط النبي وأهل بيته والدفاع عن الاسلام هو المرحوم العالم والثائر الميرزا محمد حسين النائيني اعلا الله مقامه والذي هو استاذ الفقهاء والمجتهدين، عالم ومجاهد وثائر وسياسي وكاتب وبالتالي هو من بناة الوجود الحوزوي والعلمائي في مدرسة النجف الاشرف، من الضروري ان كل من يدين الله بدين الاسلام ويتعبد الله بخط أهل البيت ان يعرف حقائق هؤلاء الرجال وان تكون لديه صورة ولو مجملة عن هؤلاء الأعاظم وجهادهم وجهودهم ومواقفهم، الميرزا محمد حسين النائيني كتب عنه اكثر من مكان ومكان، هو من أعاظم رجال النجف الاشرف، من اكابر المحققين، هو من مواليد نائين، مدينة معروفة بإيران، عام 1277 هجرية، في اصفهان بدأ حياته العلمية، المقدمات هناك كانت حوزة علمية في اصفهان، انهاها واتجه صوب العراق الى النجف الاشرف الى جوار باب علوم رسول الله وهو أمير المؤمنين سلام الله عليه، وصل النجف الاشرف وهو مدرس لا طالب، مدرس في الفقه والاصول وتحول بعد ذلك الى سامراء، كان هناك في سامراء المجدد الشيرازي الاستاذ والسيد اسماعيل الصدر اعلا الله مقامه وبقى في سامراء يدرس ويكتب ويربي ويخطب، بعد وفاة المجدد الشيرازي عام 1314 هجرية انتقل الميرزا النائيني الى كربلاء المقدسة، وذلك بصحبة استاذه وصديقه السيد اسماعيل الصدر اعلا الله مقامه، بقى اعواماً في كربلاء ثم عاد الى النجف الاشرف، كان الزعيم الاول في ذلك اليوم في الفقه والاصول هو الملا محمد كاظم الخراساني، يسمونه الاخوند صاحب الكفاية، الاخوند الخراساني محمد كاظم الخراساني لعب دوراً سياسياً في ارساء الديقمراطية والحكم الديمقراطي وكان منتفض وثائر بوجه الاستبداد وحكومة الفرد يعني الملكيّة، ضي ان المرحوم النائيني اعلا الله مقامه انضم الى هذا الخط وكان يدعو الى انتخابات حرة وكان يدعو الى انشاء‌ دستور سياسي، حتى انه وضع اسس هذا الدستور، له كتاب صغير اسمه تنبيه الأمة وتنزيه الملّة وطبعاً ذلك اليوم ما كان الوعي السياسي والنضج يستوعب مثلاً هذه الخطط المتقدمة او الحضارية، قسم صاروا ضد هذا الخط وقسم معه، لكن نحن ومقامه العلمي، تضامن في واجهه اخرى مع ثلة من كبار مراجع الامامية كالمرحوم السيد محسن الأمين، كالمرحوم الشيخ علي القمي اعلا الله مقامه، كالمرحوم السيد ابي الحسن الاصفهاني، كالمرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، النائيني كان معلمهم في تطيهر الشعارات او الشعائر من الشوائب ومن اعمال غير المعقولة او اعمال غير المدروسة وكان له دوراً بارزاً، حتى تعرض كما تعرض السيد ابو الحسن والسيد محسن الامين الى حملات من التشنيع والتسقيط والخ. ونظراً لنشاطه السياسي المرحوم النائيني وتضامناً منه مع السيد ابو الحسن الاصفهاني في مقاومة البدّع وفي الاصلاحات السياسية قررت السلطة بأمر من الانجليز، سفروا المرحوم النائيني والسيد ابو الحسن الاصفهاني الى ايران عام 1340 هجرية، نحن لما رأينا طاغية العراق، هدام العراق، هدام المنطقة، حرق المنطقة كلها يوم ما قام بتسفير الحوزة والعلماء، هذا ليس من عنده، هذا من الانجليز بأمر من (اسرائيل) وهذه ليست هي حالة جديدة، من ايام عبيد الله بن زياد وايام العباسيين وحتى ايام الملكية، الانجليز ضغطوا على الملكوك في العراق، الملك غازي سفر الشيخ النائيني والسيد ابو الحسن سنة 1340 هجرية، بقوا فترة هناك ثم سفر بعدهم المرحوم الشيخ مهدي الخالصي الكبير ايضاً الى ايران وبقوا هناك فترة ثم بعد ذلك اعيدوا نتيجة الالحاح الشعبي وعدم استقرار الشارع، فقضوا سنوات في المنفى وعاد المرحوم النائيني والسيد ابوالحسن الى النجف الاشرف واخذ يباشر بحوثه العالية حتى صار مرجع الأمة عالمياً واستاذاً فذاً في الفلسفة والكلام والفقة والاصول، معظم فقهاء الامامية الذين قلّدتهم الطائفة الامامية مثل كاشف الغطاء، مثل السيد محسن الحكيم، الشيخ محمد رضا آل ياسين، الامام الخوئي، السيد عبد الله الشيرازي، السيد هادي الميلاني، السيد عبد الأعلى السبزواري، هؤلاء كلهم، هذه النسخ القيمة العالمية هم تلاميذ المرحوم النائيني وكذلك تلاميذ المرحوم الأخوند رحمه الله الخراساني، المرحوم النائيني كان لبحثه في الفقه والاصول وحتى في عالم الفلسفة والكلام ايضاً كان متقدما، لكن في الفقة والاصول ميزة خاصة، تلاحظ معظم تلاميذ المرحوم النائيني هم لهم ويترتهم الخاصة لانهم تدربوا ومارسوا الفقه والاصول على يد هذا الاستاذ الفذ، يقولون ان المرحوم النائيني كان له مذكرات مهمة وسرّيه وعميقة ترتبط بالاحداث السياسية ومعلومات خطيرة عند بعض الاشخاص، العلمية والسياسية ونظراً لتقواه وخوفه من الله، بما ان حلقه الخاص ومذكراته فيها معلومات خطيرة لم يطلع عليها احداً من اولاده اودعها عند احد زملائه الخاصين وهو السيد جمال الدين الكلبايكاني اعلى الله مقامه، ويقال انه بعد ذلك القاها بشط الكوفة من اجل ان لا يترتب على هذا او يقوم احد من اولاده بحركة انتقامية من هذا وذاك، هذا التبيّن وهذه التقوى وهذا الحساب العميق للامور. المرحوم النائيني اعلا الله مقامه بالاضافة الى تفوقه في العلوم العديدة على صعيد اللغة الفارسية والعربية، كنت اسمع من كبار الاساتذة في النجف الاشرف ان شاعر رائع وحتى قالوا انه يقارب الف بيت من الشعر لكن يبدو انما اتلفت او غيبت ونلاحظ من جواب رسائله كان يكتب بخطه الرسائل بالعربية والفارسية ويلاحظ الامور بدقة وهو يقرأ الرسائل ولا يعطي مجالاً لأي احد بالفضولية او التطفل والتدخل في هذه الامور، في النهاية‌ هذا العالم وهذا الفذ وهذا المقطع من التاريخ ومن بناة مدرسة النجف الاشرف مرض رحمه الله، شهراً كاملاً كان يعاني المرض، توفي في جمادي الاولى عام 1355 هجرية عن عمر تجاوز الثمانين عاماً، يقولون اهتز العراق كله بكل طوائفه بفقد هذه الشخصية ودفن في الصحن الحيدري بجوار امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة