بالتزامن مع مرور عقدين على الحرب التي راح ضحيتها مئات آلاف العراقيين ونشوب حرب طائفية وانهيار مؤسسات الدولة وظهور جماعات إرهابية هددت العالم بأسره، فتحت وسائل الإعلام الأمريكية الباب لمراسليها وكتاب الرأي والخبراء للتصويب باتجاه الحرب، لكن بعد أن حولت أمريكا الشرق الأوسط إلى ساحة حرب.
تذكر الكاتبة روبين أبكارين في صحيفة (لوس أنجلس تايمز) ما وصفته بـ "ادعاءات إدارة بوش الزائفة بشأن مخزون صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل".
وقالت إن "هذه المعلومات الزائفة شجعت الأمريكيين على الدخول في صراع أنهى حياة الآلاف من الأمريكيين ومئات الآلاف من العراقيين. أدت الحرب - إلى جانب التخطيط الإجرامي السيئ لما بعد الحرب من جانب مسؤولي إدارة بوش - إلى إطلاق العنان لصراع طائفي مروّع، وأدى إلى ظهور داعش ونزوح أكثر من مليون عراقي".
وأضافت: "لقد تبين أن تضليل الجمهور جراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية كان مهمة سهلة نسبيا للمحافظين الجدد الذين دأبوا على الحرب في إدارة بوش. لقد اعتقدوا بحماقة أنهم يستطيعون فرض الديمقراطية على أمة ليس لها تاريخ في ذلك".
وتابعت: "كما اختلق مسؤولو بوش روابط زائفة بين العراق وهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي دبرها بن لادن وجماعته الإرهابية القاعدة. وأكد وزير الخارجية الراحل كولن باول للعالم في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة قبل الغزو مباشرة أن الحرب كانت مبررة تماما بالخطر الذي يشكله العراق على العالم".
يظهر الأمريكيون منذ سنوات سخطهم على الحرب التي شنتها حكومتهم عام 2003 على العراق، وكيف أثرت في صناعة شرق أوسط غير مستقر أودى بالمحصلة إلى بروز جماعات إرهابية وميليشيات مسلحة وتفاقم الفساد في العراق الذي بددت ثرواته طيلة العقدين الماضيين.