البث المباشر

الشهيد يحيى بن زيد

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 423

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن مشاهير الصادقين والمجاهدين الشهداء هو العالم الكبير يحيى بن زيد الشهيد بن الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه، لابد ان الاخوات المستمعات والاخوة المستمعين كثيراً ما سمعوا هذا البيت: 

قبور بكوفان...

الى ان يقول: 

واخرى بارض الجوزجان محلها

لمن يشير دعبل واين هذه المنطقة ومن هو صاحب هذا القبر؟ الجوزجان تقع في منطقة جرجان الان تعرف بمازندران وهي امتداد من غرب ايران الى شرقها من الجانب الشمالي، هذه تسمى جرجان او طبرستان فيها يقع قبر يحيى بن زيد بن الامام السجاد عليه السلام، يحيى امه ريطة ابوها حفيد الامام علي بن ابي طالب، ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية يعني ابن امير المؤمنين، يحيى دوره دور جهادي على مختلف الاصعدة واحدة منها حفظه لتراث اهل البيت، كم كان الامويون يصرفون مبالغ على تدمير الصحيفة السجادية والا تبقى لانه جزء من استراتيجيتهم تدمير كل الاثار التي تتعلق بآل البيت، اذا كان احد يحتفظ بحديث لرسول الله او عن فضل اهل البيت يعطى اعظم الرشوات لاخفاءه او لقلبه او تزويره واذا صاحبه اصر وعاند فمصيره القتل، في ظل تلك الظروف الراهنة انذاك كان يحيى بن زيد يتنقل من مكان الى مكان ويخفي ما لديه من آثار اهل البيت والامام علي وابيه زيد الشهيد ولجده من جملته الصحيفة السجادية، هنا اذكر هذه النقطة، هناك كتاب اسمه جولة في ربوع اوروبا، هذا الكتاب جرجيس عواد مؤلفه يهودي عراقي وكان ينشر من قبل السلطة آنذاك في العهد الملكي للتنقيب عن الآثار والمخطوطات يقول في كتابه جولة في ربوع اوربا شاهد في مكتبة الفاتيكان آنذاك في ايطاليا وكان البابا يوحنا بولس السادس شاهد خزانة خاصة وفيها بعض المخطوطات الاسلامية ومن بينها الصحيفة السجادية بخط زيد الشهيد، لا نعرف كيف انتقلت هذه الى اوروبا والى ايطاليا لكن لابد سقطت هذه النسخة بايدي القناصة والقراصنة الذين ينهبون نفائس المخطوطات الاسلامية ويبيعونها باسعار باهضة في اوروبا، الصحيفة السجادية بخط زيد الشهيد موجودة هناك، كانت عند زيد الشهيد ولما اصيب في مواجهة خصومه سلمها الى ولده يحيى.
خلاصة القول ان يحيى بن زيد هو عالم ومجاهد وثقة ولعب دوراً كبيراً في نصرة ابيه زيد الشهيد، بعد استشهاد زيد اختفى مدة في المدائن وكان ملاحقاً ومطارداً من قبل يوسف بن عمروا الثقفي والي الامويين آنذاك ثم اختفى مدة في مدينة نيشابور ثم هجرها فسألوه قال لم ار فيها رائحة لولاء اهل البيت فكان يقول كلمته "لا حاجة لي في المقام ببلدة لم اسمع فيها ذكراً لجدي علي بن ابي طالب" فكان متنقلاً ومختفياً من مدينة الى مدينة الى ان وصل مدينة اسمها سرخس موجودة الان وهي مدينة قديمة، تلك الايام كان هشام بن عبد الملك قد هلك وخلفه الوليد بن يزيد بن عبد الملك، الوليد بن يزيد كان من اولى مهامه هو تصفية يحيى بن زيد لانه اعتبره شخصاً ثقيلاً على سلطانه، شخص لا يرضخ له ولا يبيع مبادئه ورجل قوي وصلب في ذات الله وهكذا اشخاص لا يرهبون الموت الموت يرهبهم، لا يرهبون الطغيان الطغيان يرهبهم الطغاة يرهبونهم لذلك اول عمل واول مهمة كانت للوليد بن يزيد انه اخذ ينشر رجاله بحثاً عن يحيى بن زيد فكان الوالي انذاك على خراسان نصر بن سيار والي من قبل الامويين كتب اليه، الوليد يقول تتفحص عن يحيى فعلاً هذا الوالي وهو النصر بن سيار استعلم مكان يحيى بن زيد وعرفوا انه يقيم سراً في منزل احد اسمه الحريش فقبضوا على الحريش واتوا به الى قائد الشرطة الاموي واخذ يهدده ويسأله اين ضيفك، سلمنا ضيفك يحيى بن زيد، هذا الرجل قال والله لو كان تحت قدمي ما رفعت قدمي الا تقطع قال عجيب انا اطالبك بهذا قال اصنع ما تصنع فلا اسلم لك ضيفي، لكن سبحان الله ابن الحريش اسمه عقيل دخل على قائد الشرطة وعهد اليه وقال انا اسلمك اياه اطلق سراح والدي مضى وجاء بحيى فسجن يحيى لفترة طويلة واذا يأتي امر باخلاء سبيله لما اخلي سبيله سعى من جديد بالتحرك ضد الكيان الاموي واستجمع قواه وانضم اليه مجموعة من الناس الساخطين من الطواغيت الامويين خصوصاً من منطقة طالقان والجوزجان هؤلاء ناس كانوا على صلة وتأثروا به واحبوه بحيث لما اطلق سراحه من السجن كانت القيود برجليه سنوات لشدة تعلقهم بهذا الرجل تقاسموا القيود للتبرك بها هذا ليس له اساس بالعقيدة ولكن اريد ان اقول انه يبرهن مدى حبهم وتعلقهم فصنعوا من تلك القيود خواتيم او غير ذلك، اخيراً اخذ يحيى يضايق الامويين وكان معه مجموعة يسمون بالتضحويين يعني كانوا يضحون حتى بارواحهم، فكان مصدر قلق شديد للبلاط الاموي فارسل الخليفة الاموي انذاك جيشاً كبيراً، هذا الجيش طوق يحيى ونشبت معركة كان يردد يحيى بن زيد كلماته انه سيستشهد في سبيل الله وان جده الامام زين العابدين وعمه الامام الباقر اخبره بذلك، بعد هذه المواجهة استشهد يحيى واحتز الامويون رأسه واشخص بالرأس الى الوليد بن يزيد عام 125 هجرية اما جسده صلب عدة سنوات اذكر بهذه الملاحظة الوقت داهمني لما سقط دفع ما لديه من امانات من ابيه الى ولده منها الصحيفة السجادية وسائر مكاتيب واخبار وغير ذلك، اما جسده بقي مصلوباً حتى سقطت الدولة الاموية، فأمر ابو مسلم الخراساني بانزال جسده وتشييعه واعلن الحداد اسبوعاً على مصرعه وفي ذلك الاسبوع جميع من ولد اطلق عليهم اسم يحيى اشادة بشخصية يحيى، دفن في الجوزجان وقبره اختفى كشأن القبور الاخرى لاولاد اهل البيت وذلك بسبب الحملات المسعورة للتكفيريين والنواصب الى ان عهد المرحوم ناصر الدين القاجار فحفر قبره من جديد لتشخيص المكان وعثر في القبر على صخرة نقشت فيها سورة يس بالخط الكوفي مكتوب تحت السورة هذا قبر الشهيد يحيى بن زيد بن الامام زين العابدين فبني القبر على احسن ما يرام ويزوره الناس ويقرأون له الفاتحة. أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة