موضوع البرنامج:
ابيات السيد رضا الهندي في مدح المهدي(عج)
اجابات الشيخ باقر الصادقي على اسئلة المستمعين
دلالات لقب "منير الحق" من القاب المهدي(عج)
كيف نستعين بالامام لمعرفة الحق في عصر غيبته
****
ايان تنجز لي يا دهر ما تعد
قد عسرت فيك آمالي ولا تلد
طال الزمان وعندي بعد امنية
يأتي عليها ولا يأتي بها الأمد
على م احبس عن غاياتها همهي
ولي هموم تفانى دونها العدد
ولا أداوي بأتلاف العدى سقمي
وكم يقيم على اسقامه الجسد
والدهر يبطش بي جهلاً ويحسبني
يغض عيني عنه العجز لا الجلد
لو كان يجهل فتكي في الحروب لما
ظلت فرائصه ان صلت ترتعد
فيا مجداً على وجناء مرتعها
قطع الفجاج ولمع الآل ما ترد
جب في المسير هداك الله كل فلاً
عن الهدى فيه حتى للقطا رصد
حتى يبوءك الترحال ناحيةً
تحل من كرب اللاجي بها العقد
وارض قدس من الأملاك طاف بها
طوائف كلما مروا بها سجدوا
فأرخص الدمع من عينين قد غلتا
على لهيب جوى في القلب يتقد
وقل ولم تدع الاشجان منك سوى
قلب الفريسة اذ ينتاشها الاسد
يا صاحب العصر ادركنا فليس لنا
ورد هنيء ولا عيش لنا رغد
طالت علينا ليالي الانتظار فهل
يا بن الزكي لليل الانتظار غد
فاكحل بطلعتك الغرا لنا مقلاً
يكاد يأتي على انسانها الرمد
*******
الحمد لله على جميل صنعه وحسن تدبيره لشؤون عباده حمداً يعيننا على التسليم لأمره والرضا به رباً وبأنبيائه وسادات اوليائه ائمة وقادة صلوات الله عليهم اجمعين لا سيما سيد الخلائق الحبيب المصطفى وعترته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة، اهلاً بكم في هذا البرنامج، افتتحناها بأبيات تكررت الطلبات بشأنها وهي من قصيدة مهدوية للشاعر الولائي السيد رضا الهندي رضوان الله عليه وقد صيغت الأبيات الأخيرة منها كأنشودة اسلامية استمع لها المتابعون للبرنامج مراراً، وقد نقلنا الشطر الأهم من هذه القصيدة ومطلعها، وفي الختام يعرج السيد رضا الهندي على ذكر ملحمة جد المهدي سيد الشهداء الامام الحسين صلوات الله عليهم اجمعين.
*******
ايها الأخوة والأخوات، الشطر الاهم من هذه الحلقة نخصصه للقب منير الحق من القاب مولانا المهدي (عليه السلام) ولكن بعد الاستماع لاجابة ضيف البرنامج عن بعض اسئلتكم، نستمع معاً.
المحاور: سماحة الشيخ اجبتم في الحلقة السابقة عن سؤال الاخ ابراهيم خليل خميس من القطيف ان يقول بشأن طول وامد الدولة المهدوية او دولة اهل البيت عليهم السلام بعد الامام المهدي بقيت في رسالته سؤال واحد، حول علامات الظهور وهل من هذه العلامات عدم الاهتمام، اهتمام الناس بالطهارة وهو ضرب مثال غسل الجنابة، هل يعتبر ترك هذا الغسل علامة من علامات الظهور؟
الشيخ باقر الصادقي: من علامات الظهور بالنسبة الى ذلك هنالك علامات حتمية وهذا ما يشملها قطعاً، العلامات الحتمية التي هي خمسة موجودة منها السفياني وما شابه ذلك اما العلامات التي هي غير حتمية اشار في حديث للنبي صلى الله عليه وآله ما يجري من الوضع الاجتماعي الفاسد وبعض انتهاك الحرمات وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشبه الرجال بالنساء ومن جملة هذه العلامات العامة ورد هذا المعنى بالشكل الاجمالي لا بالشكل المخصوص انه غسل الجنابة، بشكل يعني تحلل الناس وعدم التزامهم بالدين، القابض على دينه كالقابض على الجمر، اشارة الى كثرة الابتلاءات وكثرة الفتن وابتعاد الناس عن الدين الحقيقي من جملة هذا انه عدم الالتزام بالطهارة وما ترتبط بمقدمات الصلاة وما شابه ذلك.
المحاور: سماحة الشيخ هذه العلامات العامة هل يمكن ان تكون قد تحققت بالفعل بأعتبار.
الشيخ باقر الصادقي: نعم ربما في فترة من الفترات تحققت وهذا يكفي لان المعصوم يشير لها وما يعني بالضرورة انها متزامنة او قبل الظهور بفترة قصيرة.
المحاور: ولكن فيما يرتبط بأنتشار وامتلاء الارض ظلماً وجوراً قبيل الظهور هل يمكن ان يستفاد بأن هذه العلامات يشتد ظهورها؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم احسنتم تكون متميزة وواضحة خصوصاً امتلاء الارض بالجور والظلم وهذا ما نشاهده في وقتنا الحالي من انتهاك الحرمات وقتل الابرياء وما تقوم اسرائيل به في ايامنا هذه على لبنان وعلى الدول المستضعفة.
المحاور: اشرتم الى قضية العلامات المحتومة هل افهم من كلامكم ان التأكيد، ان المؤمنين ينبغي ان يهتموا بالعلامات الحتمية التي ورد التأكيد على حتميتها اكثر من غيرها يعني يعرفوا العلامات ويميزونها؟
الشيخ باقر الصادقي: في الحقيقة ينبغي للانسان المؤمن ان يهتم باصلاح نفسه لجانب الظهور اكثر من اهتمامه فقط في معرفة العلامات يعني القرآن الكريم يتحدث عن بني اسرائيل لما كانوا يستفتحون وكانوا يعرفون النبي اكثر مما كانوا يعرفون ابنائهم ومع ذلك هم في الحقيقه لما خرج النبي لم يؤمنوا به وحاربوه فنحن في هذا الباب ينبغي للانسان ان يكون على درجه من التهيأ لاستقبال نهضة الامام وله يكون دور فاعل في خروج الامام سلام الله عليه اكثر، لا يعني انه لا يبحث عن العلامات والاهتمام بها ولكن هناك.
المحاور: خاصة العلامات التي فيها تحديد لموقف شرعي، ما ينبغي للمؤمن ان يفعله اتجاه الفتنة الفلانية، هذه لها اولوية سماحة الشيخ؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم نعم حتى يعرف تكليفه، حتي يعرف ماذا يفعل اتجاه هذا الامر وكان اصحاب الائمة يسألون، في زمن الامام الباقر سلام الله عليه كانوا يتحدثون عن غيبة الامام وكان في حيرة فقال سيدي كيف تخبرنا فقال الامر امرنا ابين من الشمس التي كانت من الكوة، اصحاب الائمة كان عندهم هذا الهم انه لا تشتبه عليهم الامور وبالتالي قد ينصرون راية ضالة ومضلة ويتركون راية الهدى.
*******
نتابع - مستمعينا الاكارم- تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب مجددين ترحيبنا بمساهماتكم فيه واسئلتكم بشأن موضوعاته، تفضلوا بأرسالها لنا عبر عناوين الاذاعة ومنها الالكتروني وهو: [email protected]. والبريد العادي وهو: (٦۷٦۷/۱۹۳۹٥).
ويمكنكم اعزاءنا متابعة حلقاته عبر موقع الاذاعة في شبكه الانترنت ومن خلال صفحة اسلاميات، نذكركم بعنوان الموقع وهو: www.ARABIC-irib.ir.
*******
كثيراً ما نؤكد في هذا البرنامج اعزاءنا على زيارة مولانا المهدي (سلام الله عليه) بزيارة آل ياسين المباركة لما ورد في مقدمتها من امر منه (عليه السلام) بأن نزوره بها اذا اردنا التوجه الى الله واليه بها، ولما اشتملت عليه من تعريف شامل بأمام زماننا المنتظر (ارواحنا فداه) من خلال القابه المذكورة فيها ومنها لقب منير الحق الذي نتناوله في هذه الحلقة في الفقرة التالية وهي:
القاب الشمس
«منير الحق» هو مستمعينا الافاضل اللقب الرابع والعشرون من القاب مولانا المهدي )سلام الله عليه( حسب ترتيبها في زيارة آل ياسين المباركة، ولهذا اللقب دلالة مهمة للغاية يمكننا ان نتعرف عليها بوضوح من خلال الاستعانة باحد غرر ادعية اهل بيت النبوة )عليهم السلام( وهو الدعاء المروي بعد زيارة الامام الجواد (عليه السلام) وقد نقله الشيخ القمي )رضوان الله عليه( في ملحقات كتابه القيم مفاتيح الجنان في آخر هذا الكتاب العبادي المهم. نقرأ لكم المقطع المرتبط بهذا اللقب المهدوي المبارك بعد قليل.
اول هذا الدعاء هو قول الداعي: «اللهم انت الرب وانا المربوب وانت الخالق وانا المخلوق...» الى ان يقول في نهايته:
«اللهم صل على محمد وآل محمد وأرني الحق حقاً فأتبعه والباطل باطلاً فأجتنبه ولا تجعله على متشابهاً فاتبع هواي بغير هدىً منك واجعل هواي تبعاً لطاعتك وخذ رضا نفسك من نفسي واهدني لما اختلف فيه من الحق بأذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم». التدبر في هذه الفقرات النورانية من الدعا الشريف يبين لنا - أيها الأخوة والاخوات- ان العبد بحاجة مستمرة الى ان يريد الله تبارك وتعالى الحق على حقيقته او يريه الحق حقاً حسب تعبير الدعاء الشريف فما هو سر ذلك؟
الاجابة نجدها في فقرات الدعاء اللاحقة، فهي تعرفنا بأن ثمة عوامل متعددة تؤدي الى احاطة الحق بضباب وغبار معنوي يؤدي الى اثارة الشبهات وعدم وضوح الرؤية له، فما هي هذه العوامل؟
في الاجابة نقول: بعض هذه العوامل داخلية منشأؤها هوى النفس والقناعات المسبقة التي تحرف الحق بما ينسجم معها ومن حيث تدري اومن حيث لا تدري.
وبعضها خارجية تتمثل في اختلاف الآراء وتشتتها بشأن الحق ولكل من المختلفين ادلته ومسوغاته للقراءة التي يعرضها عن الحق.
الامر الذي يوقع الانسان في حيرة تجعله في حاجة مستمرة لطلب رؤية الحق الحقيقي بعيداً عن آثار الأهواء المضلة والآراء المختلفة وقد شاءت حكمة الله عزوجل - مستمعينا الافاضل- ان يجري الامور باسبابها ومن مصاديقها هو ان جعل معياراً وحجة له على خلقه يكون وسيلة لإرائته تبارك وتعالى الحق حقاً لمن شاء هدايته من عباده، وهذا هو الامام المعصوم من التأثر بالأهواء المضلة والآراء المختلفة.
اي ان عزوجل يستجيب الداعي بأن يريه الحق حقاً بالامام وهو في زماننا مولانا المهدي المنتظر (عجل الله فرجه). ولذلك كان من القابه لقب «منير الحق» اي مظهره خال من كل شبهة واثر للأهواء المضلة والآراء المختلفة.
من اليسير ان نفهم المظهر العملي للقب «منير الحق» في عصر ظهور مولانا امام العصر (ارواحنا فداه) وقد اشارت لذلك جملة من الادعية والزيارات التي تشير الى ظهور الحق على يديه (عليه السلام) عند ظهوره، اذ انه يظهر الحق نقياً ويجمع الأهواء والآراء المختلفة عليه بمعنى زوال كل شبهة عنه، ولكن ما هو المظهر العملي لهذا اللقب المبارك في عصر غيبته (عجل الله فرجه)؟ وهل ان انارته للحق تختص بعصر ظهوره المبارك؟
لا يخفى ان اراءة الحق حقاً، تتحقق على يديه في عصر ظهوره بأكمل واشمل صورها اجتماعياً وفردياً، ولكن المستفاد من النصوص الشريفة مفتوح للمؤمنين في عصر غيبته ايضاً، ولكن كيف؟
هذا ما يجيبنا عنه دعاء زيارة الامام الجواد (عليه السلام) المتقدم، فهو يعلمنا ان نطلب من الله عزوجل ذلك في كل زمان و مكان، والله ذو الرحمة الواسعة مجيب للدعاء قطعاً وتحقق هذا الدعاء ممكن والا لما امرنا به اولياء الله وبعيد زيارة جواد الائمة (عليهم السلام) بالخصوص.
فاذا اخلص العبد في دعائه استجاب الله له وأراه الحق حقاً على يد وليه وبقيته ارضاً بما يناسبه من طرق الاراءة وزاده عطاءً وفيضاً كلما كان احرص على العمل بأوامره عزوجل بعيداً عن افشاء اسر.
وهذه من الحقائق التي تصدقها كثير من تجارب المؤمنين في عصر غيبته امامهم المنتظر ارواحنا فداه.
ايها الاخوة والاخوات، مسك ختام هذه الحلقة هذا الحديث الشريف المروي في كتاب بصائر الدرجات عن مولانا الباقر (عليه السلام) وفيها اشارات لطيفة الى لقب منير الحق ولقب الناطق بالحكمة والصدق من القاب المهدي (عليه السلام) والذي سنتحدث عنه ان شاء الله وبعونه في الحلقة المقبلة.
قال مولانا الباقر: ان حديث آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صعب مستصعب ثقيل مقنع اجرد، ذكوان لا يحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان، او مدينة حصينة، فاذا قام قائمنا نطق وصدقه القرآن.
وختاماً نسألكم احباءنا الدعاء لنا ولكم بأن يجعلنا الله من انصار مولانا المهدي ارواحنا فداه في غيبته وفي ظهوره. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******