موضوع البرنامج:
ابيات ناجي الحرز في مقامات المهدي(عجل الله فرجه)
دلالات لقب "الامام المأمون" من القاب مولانا المهدي(عج)
قصة لقاء رسول الشيخ ابي القاسم جعفر بن محمد بواضع الحجر الاسود في مكانه
الشيخ علي الكوراني يجيب عن أسئلة المستمعين
هي عادة المعشوق ان يتبرما
والعاشق الملهوف ان يتظلما
العشق، آه، كم تكبد اهله
ناراً وكم شربوا المهانة علقما
اما هواكم يا سلالة احمد
نوراً على نور يكون وبلسما
ما زلت انهل من معين ولائكم
واطوف نشواناً بآية «انما»
فجران قدسيان اسفر واحد
وشقيقه بالغيب يرسف معتما
هذا بأنوار النبي محمد
اضحى وهذا لا يزال مكمما
تتكدس الآمال حول بزوغه
كشفاً لغاشية الظلالة كلما
فمتى ولي الله يشرق يومك الموعود
صبحاً ضاحكاً متبسما
هذه قلوب المؤمنين ترف في
ذكراك تنشد في عرينك ضيغما
فأعدت العرش الذي لك مثله
في كل قلب بالجلالة معلما
يشكو كما نشكو فراقك ظامئاً
لمعين عدلك عاتباً متظلما
يتفجر الايمان منه فترتوي
ارض ويتصل الضياء الى السما
يا كعبة الآمال هاك رسالةً
من عاشق بهواك ناضل واحتمى
كتبت بأقلام الولاء على قراطيس
الشكاية بالدموع وبالدما
مدهوشة الكلمات صارخة: اما
آن الاوان لأن تثور اما اما؟
فلقد تقرحت الجفون بكىً وقد
صنع الطغاة لحد سيفك موسما
*******
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج افتتحناها بأبيات للشاعر ناجي الحرز في بيان جملة من مقامات مولانا المهدي (عجل الله فرجه) وهي منتخبة من قصيدة بعنوان بين يدي المهدي (عجل الله) اشتمل عليها ديوانه المطبوع الوسيلة.
اما الفقرات الاخرى في حلقة اليوم فهي ثلاث اولاها وقفة مفصلة بعض الشيء عند دلالات لقب الامام المأمون من القاب مولانا الحجة (ارواحنا فداه) يليها اتصال هاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني حيث يجيب مشكوراً على طائفة من اسئلتكم الكريمة للبرنامج بشأن موضوعه.
اما الفقرة الاخيرة فهي احدى الروايات المهمة من روايات الفائزين بلقاء مولانا المهدي (عجل الله فرجه) في غيبته الكبرى لها دلالة مهمة ترتبط ببيت الله الحرام. نسأل الله لكم ولنا وقتاً طيباً نافعاً مع فقرات هذه الحلقة واولاها التي تحمل عنوان.
*******
القاب الشمس
«الامام المأمون هو اللقب الثامن عشر من القاب مولانا بقية الله المهدي (سلام الله عليه)، وذلك حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة التي عدها بعض اهل المعرفة من افضل نصوص الزيارات التي يزار بها عليه السلام لانه هو (عجل الله فرجه) قد صرح في بدايتها بأنها- اي هذه الزيارة- وسيلة عامة لمن اراد التوجه الى الله عزوجل واليه به (عليه السلام) اي انها من وسائل تقوية الارتباط بامام العصر والتقرب بذلك الى الله عزوجل وقد صرح اهل المعرفة بأنها من الوسائل المهمة ايضاً للاستشفاع به (ارواحنا فداه) لقضاء الحوائح الدنيوية والأخروية.
وهذا اللقب الشريف يشتمل على مفردتين كلاهما واضحة المعنى العام، الأولى «الامام» ومعناها واضح وما يمكن التنبيه اليه هنا هو انها عندما تطلق على الخلفاء الاثني عشر فلا ينبغي فصلها عن حقيقة التنصيب الالهي او حسب التعبير القرآني الجعل الالهي له كأئمة للناس يهدونهم اليه بأمره تبارك وتعالى، وهذا ما يميزهم عن غيرهم، فهم منصوبون لامامة الناس من قبل الله عزوجل اولاً وهم يقومون بأمره عزوجل الذي عرفنا القرآن الكريم بأن امر الله هو انه اذا قال للشيء كن فيكون.
اما بالنسبة للمفردة الثانية فهي «المأمون» ومعناها واضح ايضاً ولكن السؤال هنا عن دلالاتها عندما تطلق على امام منصوب لهداية الخلق من قبل الله عزوجل فما هو المعنى المراد في هذه الحالة؟
للاجابة عن هذا السؤال نقول اولاً ان استعمال صفة «المأمون» يكون تارةً بمعنى من يؤمن من صدور الشر منه اي من مشتقات الامن كما في حديث الامام علي امير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المؤمن حيث قال: «المؤمن مأمون شره مأمول خير».
وهذا المعنى يصدق على امامنا ومولانا المهدي )ارواحنا فداه) باسمى مراتبه وبمختلف مصاديقه بدءً من ان يأتي بشيء من عند غير الله عزوجل - لكونه الامام المنصوب للهداية بأمره- عزوجل، وانتهاءً بأن يصدر منه شيء فيه اذىً واقعياً وشراً حقيقياً لأحد من خلق الله سبحانه وتعالى.
اما المعنى الثاني لاستعمال صفة «المأمون» هو من الأمانة بمعنى الأمين او لسان المؤتمن على شيء مع اقرار بأنه لا يخون الامانة، فهي صفة مدح، وهذا المعنى ورد في وصف عموم ائمة اهل البيت - على سيدهم النبي الأكرم وعليهم افضل الصلوات والسلام-. ولكن السؤال هنا هو: على اي اؤتمن الامام (عليه السلام)؟
للاجابة عن هذا السؤال نقول: ان المستفاد من الاحاديث والنصوص الشريفة ان كل امام من ائمة العترة النبوية وخلفاء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مؤتمن على شريعة الله وحفظها من التحريف، وهذا المعنى صرحت به جملة من صحاح الأحاديث النبوية المروية من طرق جميع المذاهب الاسلامية وقد جمع ابن حجر طائفة منها وصرح بصحتها في كتاب الصواعق، وفيها يخبر النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) بأن ائمة اهل بيته سيحفظون الشريعةً من تحريفات الغالين وتأويلات المبطلين والمنتحلين الى يوم القيامة وهذا من أهم مهام الامامة.
وقد صرح العلماء استناداً الى صراحة هذه الأحاديث بأن الامام المهدي يقوم بهذه المهمة في عصر غيبته (عجل الله فرجه) بأساليب مختلفة منها منع اجماع العلماء على حكم شرعي خلاف الواقع كأن يبث الحكم الصحيح عن طريق احد العلماء المعروفين بالصلاح والزهد والمجمع على وثاقته وان كان ما يعلنه مخالفاً للحكم المشهور بين الفقهاء وقد فصل العلماء كالسيد محمد الطباطبائي في كتاب المناهل الحديث عن هذا الموضوع في مبحث الاجماع من المباحث الأصولية.
ومثلما ان الامام (عليه السلام) مأمون ومؤتمن على شريعة الله عزوجل فهو مؤتمن على عباد الله خلقه وعباده وهذا ما تشير اليه عبارات وصف الائمة (عليهم السلام) بأنهم «امناء الله على خلقه» ومعنى ذلك ان خلق الله عزوجل هم امانات الله بايد اوليائه عزوجل، يسعون لايصال الفيض الالهي والهداية الربانية اليهم ويعملون لما فيه صالح الخلق وخيرهم، وهذا ما تشير له الاوصاف القرآنية للنبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) بأنه حريص على الناس بالمؤمنين رؤوف رحيم، والمعنى نفسه يصدق على خلفاءه (صلى الله عليه وعليهم) ومنهم خاتمهم بقية الله المهدي (عجل الله فرجه).
*******
مستمعينا الاكارم نجدد شكرنا لكم على طيب متابعتكم لهذا البرنامج وتواصل مشاركاتكم فيه بمختلف اشكالها ومنها الأسئلة التي تصلنا منكم، نتصل الآن هاتفياً بسماحة الشيخ علي الكوراني لكي يتفضل مشكوراً بالاجابة عن طائفة منها.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت جيهان من بغداد توجه السلام لكم ومجموعة من الاسئلة، السؤال الاول عن الصيحة في رجب او ثلاث صيحات هل ان خبرها خبر اكيد ام لا؟
الشيخ علي الكوراني: موجود خبرها لكن لم ارى سنداً قطعياً والسند الصحيح الصيحة ونداء السماء هو في شهر رمضان في سنة زوجية قبل سنة الظهور.
المحاور: الثلاث صيحات ماذا؟
الشيخ علي الكوراني: لا احكم بها ولا اقول بها وسندها ليس بتلك القوة.
المحاور: طبعاً اسئلة اخرى للاخت نوكلها الى لقاء مقبل لان لدينا مجموعة اخرى من الرسائل منها رسالة الاخ احمد كامل من النجف يسأل عن قضية معركة قرقيسيا هل ان الاكراد يكونون طرفاً في هذه المعركة وهل ان معاركهم في السنين القليلة الماضية لها صلة بخرجة الترك الثاني نحو الفرات او بنزولهم الجزيرة؟
الشيخ علي الكوراني: خرجة الترك هذا خبر منسوب لعمار بن ياسر، اخبار خروج الترك ليس لها ذلك السند القوي واصل واقعة قرقيسيا موجودة ولكن اطرافها ما فيها من جماعة الامام سلام الله عليه طرف فيها، قرقيسيا يمكن ان تكون في نفس الخابور او منطقة الرقة وقرقيسيا وممكن ان تكون في او حول الموصل ويمكن ان يكون الاكراد طرفاً بها، سوريين يكونون طرفاً فيها هذا ممكن.
المحاور: سماحة الشيخ للاخ سؤال آخر يرتبط بهذا السؤال يقول هل ان العقوبات الاقتصادية التي تفرضها وفرضتها امريكا على سورية تنطبق على الروايات القائلة بأمتداد حالة من الحصار تستمر ما بين اثني عشر الى ثمانية عشر عاماً؟
الشيخ علي الكوراني: هذه رواية الحصار غير ثابتة من مراسيل ابن حماد وليس لنا سند قطعي وعلامات هي تكون زلزلة، هزة في بلاد الشام ثم يكون الابقع والاصهب والسفياني وورد التعبير عنها بصيحة او هدة ويمكن التعبير عن هذا بزلزلة في حديث انه يقتل فيها مئة الف، هذه علامة اما ما ذكرته ليس عندنا شيء قوي يعتمد عليه.
المحاور: قد يكون اشارة الى تردي الاوضاع الاقتصادية مثلاً؟
الشيخ علي الكوراني: هذه الروايات انه تمنع سوريا كأن منعت الشام ومنعت العراق وكذا هذا الحصار التمويني من الشام ومصر والعراق هذا الحصار انتهى ومضى، احداث مضت، وكان تموين الجزيرة يأتي من هذه البلاد الثلاثة والحديث يقول ان يخوف اهل الجزيرة ان يكون حصار تمويني على الحجاز.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت الكريمة عاشقة الحسين، فردوس عاشقة الحسين تسأل عن النفس الزكية هل يبدأ تحركه من العراق؟
الشيخ علي الكوراني: عندما يتحرك نعم من العراق نعم بظهر الكوفة وهذا ما ينطبق عليه المرحوم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم من الصالحين الا اذا جاءت حالة اوضح وعندنا النفس الزكية في المدينة، النفس الزكية في المدينة قريب ظهور الامام سلام الله عليه، يقتل قبيل دخول جيش السفياني وفي رواية لابن حماد ان هذا النفس الزكية يقتل في المدينة هو واخته اصلهم من العراق، يكون متحرك من العراق ويلجأ الى المدينة.
المحاور: شكراً جزيلاً لسماحة الشيخ علي الكوراني وشكراً لكم مستمعينا والى ما تبقى من فقرات البرنامج.
*******
ننتقل الآن اعزاءنا ونحن نقدم لكم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب الى آخر فقراتها وهي فقرة:
الفائزون بلقاء الشمس
روى الثقة الجليل القطب الرواندي (رضوان الله عليه) في كتاب الخرائج عن الشيخ الأجل ابو القاسم جعفر بن محمد صاحب كتاب كامل الزيارات وهو من اعلام علماء الامامية في نهايات الغيبة الصغرى وبدايات الغيبة الكبرى كما انه استاذ الشيخ المفيد (رضوان الله عليهما)، روى عنه الرواية التالية التي فاز فيها رسول الشيخ ابي القاسم الى الحج بلقاء الامام المهدي (عجل الله فرجه).
قال ابو القاسم: لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة [وانه قاصد التوجه منها] للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر [الاسود] في مكانه الى البيت وكان اكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لأنه مضى في اثناء الكتب قصة اخذه وانه لا يضعه في مكانه الا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) مكانه، فاستقر.
وهنا يشير هذا الفقيه الجليل مستمعينا الاكارم الى قضية ما ثبت في الروايات الشريفة ان الحجر الاسود لا يستقر في مكانه اذا وضعه غير امام زمانه، ويتابع الشيخ روايته قائلاً:
فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي [يعني خشي من ان يكون فيها موته] ولم يتهيأ لي ما قصدت له [اي الحج لرؤية الامام وهو يضع الحجر الاسود في مكانه].
فعرفت ان ابن هشام [وهو احد اصحاب الشيخ] يمضي الى الحرم، فكتبت رقعة واعطيته اياها مختومة، أسأل فيها مدة عمري وهل تكون الموتة في هذه العلة ام لا؟
وقلت له: همي في ايصال هذه الرقعة الى واضع الحجر في مكانه واخذ جوابه وانما اندبك لهذا.
نتابع - مستمعينا الاكارم- هذه الرواية وفقاً لشهادة هذا الرسول الذي بعثه الشيخ ابو القاسم صاحب كامل الزيارات، يقول ابن هشام: لما وصلت مكة وعزم على اعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث ارى واضع الحجر في مكانه، واقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما عمد انسان لوضعه اضطرب ولم يستقم، فاقبل غلام اسمر اللون حسن الوجه فتناوله فوضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك الاصوات، فانصرف خارجاً من الباب فنهضت من مكاني اتبعه وادفع الناس عني يميناً وشمالاً حتى ظن بي الناس الاختلاط والناس يفرجون له وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس فكنت اسرع المشي خلفه وهو يمشي على تؤدة لأدركه.
ويستمر ابن هشام رسول الشيخ ابي القاسم في روايته قائلاً: فلما اصبح بحيث لا يراه غيري وقف والتفت الى فقال (عليه السلام): هات مامعك، فناولته الرقعة فقال من غير ان ينظر اليها:
قل له: لا خوف عليك في هذه العلة ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة.
قال: فوقع على الدمع حتى لم اطق حراكاً، وتركني وانصرف.
ويذكر الرواة - ايها الاخوة والاخوات- ان الأمر كان كما اخبر الامام (عليه السلام) فبعد ثلاثين سنة من تلك الحادثة اي في سنة سبع وستين وثلاثمائة توفي الشيخ (رضوان الله عليه).
مستمعينا الافاضل، نسأل الله لنا ولكم صدق الثبات والاستقامة على الايمان بأمامنا الغائب والتمسك بولايته والتقرب الى الله عزوجل بمودته انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******