وفي التفاصيل، تناول التقرير الذي نشر في الموقع، موضوع الإجماع المخفي حول بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وبالتحديد مسألة "عدم القدرة على إخراج القوات الروسية من أوكرانيا أو حتى استعادة شبه جزيرة القرم"، والذي عبّر عنه رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي سابقاً، وكذلك بعض الصحف الأجنبية. 

وتأكيداً لهذه الفكرة، يستشهد التقرير بتحليل نشر على صحيفة "نيويورك تايمز" كتب فيه أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تعتقد أن أوكرانيا يمكنها السيطرة على شبه جزيرة القرم عسكرياً.

كما ذكر ديفيد إغناتيوس من صحيفة "واشنطن بوست" أن هناك وجهة نظر واسعة النطاق في واشنطن وكييف بأن استعادة شبه جزيرة القرم بالقوة العسكرية مستحيلة.

وأورد موقع "Responsible statecraft" أنّ هذا التقييم ينعكس أيضاً في ورقة بحثية نُشرت مؤخراً لصالح مؤسسة "RAND"، مضيفاً أن البحث الذي يحمل عنوان "تجنّب حرب طويلة: سياسة الولايات المتحدة ومسار الصراع الروسي الأوكراني"، تشير إلى هذه النقطة عدة مرات.

وذكر في الورقة البحثية، بحسب التقرير الأميركي، أن سيناريو إخراج روسيا من أوكرانيا هو سيناريو متفائل ولكن "غير محتمل، حتى أن موسكو قد تجبر كييف على التراجع عن أهدافها المعلنة في العام 2022". 

كما لفت التقرير إلى "ثلاثة أسباب تجعل من سيناريو استعادة القرم أمراً ليس فقط غير ضروري بل ضاراً".

أولاً، رغم استعادة كييف المزيد من الأراضي منذ أيلول/سبتمبر الماضي، إلا أن روسيا فرضت تكاليف اقتصادية أكبر بكثير على الدولة ككل، من خلال ضرباتها على البنية التحتية الحيوية، وفقاً للتقرير.

وثانياً، "ترى روسيا أن هذه الحرب شبه وجودية، ولطالما كانت أوكرانيا من أولويات السياسة الخارجية الروسية". وبالتالي إذا حاولت أوكرانيا استعادة المنطقة فإن مخاطر التصعيد سواء الاستخدام النووي أو مشاركة "الناتو" في الحرب سيكون مرتفعاً أيضاً.

وثالثاً، "نظراً للوتيرة البطيئة للهجمات المضادة لأوكرانيا"، جنباً إلى جنب مع "التحصينات الدفاعية الكبيرة لروسيا وتعبئتها العسكرية، فإن استعادة خط السيطرة قبل شباط/فبراير 2022، ناهيك عن الوضع الإقليمي السابق لعام 2014، سيستغرق شهوراً وربما سنوات لتحقيقه".

من ناحية أخرى، ذكر التقرير أن هناك حديثاً داخل مكاتب النخب السياسية في واشنطن عن "خطط ما بعد انتهاء الحرب". وأورد: "في أحد أعمدته في "واشنطن بوست"، يقول ديفيد إغناتيوس إن إدارة بايدن بدأت التخطيط لتوازن عسكري نهائي بعد الحرب، من شأنه أن يساعد كييف على ردع أي تكرار" لحرب روسية جديدة.

ويختم التقرير، "في كل هذه القضايا هناك شكل هادئ للغاية، ولكنه ناشئ لإجماع على أنه لا يمكن استعادة شبه جزيرة القرم عسكرياً، كما أن هناك حداً زمنياً لتزويد الغرب بالأسلحة، وبالتالي يمكن الحفاظ على السلام بعد نهاية تفاوضية"، وفقاً للموقع الأميركي.