البث المباشر

تأملات في سورة "المجادلة" المباركة

الثلاثاء 31 يناير 2023 - 15:44 بتوقيت طهران
تأملات في سورة "المجادلة" المباركة

يريد القرآن الكريم من المؤمنين الحقيقيين الانضمام إلى "حزب الله" بغض النظر عن ألوانهم وأعراقهم فإن حزب الله هم جماعة ذات توجه فكري وعقائدي فحسب، فلهذا يمكن لأي شخص في أي مكان في العالم أن يكون عضواً في حزب الله.

و"المجادلة" هي السورة الـ 58 من القرآن الكريم ولها 22 آية وتصنف في الجزء الـ 28 وهي سورة مدنية وترتيبها 106 بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).

فقد سميت سورة المجادلة المباركة بهذا الاسم لأنها نزلت بشأن المرأة التي جاءت تشتكي زوجها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتجادله.

وتتميز سورة المجادلة بذكر اسم الله في كل آياتها، وهذه الميزة تظهر فقط في سورة المجادلة.

وللسورة ثلاثة أقسام:

الأول يشير الى القوانين المتعلقة بالطلاق قبل الاسلام ثم يذكر قانون الطلاق من منظور الاسلام وأسلوبه الصحيح.

والقسم الثاني يشير إلى آداب المعاشرة، وتناولتْ الآيات في هذا القسم الحديث عن آداب المجالس وكيفية رفع درجات أهل العلم في مجالس المسلمين، ثمَّ أقرَّت الآيات أنّه على كلِّ مسلم يريد محادثة رسول الله (ص) فعليه أن يقدم صدقة.

والقسم الثالث يشير إلى سلوك المنافقين وإلى من يوافقون الإسلام والمسلمين ظاهراً وليس قلباً، وفي هذا الاطار، فقد تناولت الآيات الأخيرة من سورة المجادلة الحديث عن المنافقين الذين صاحبوا اليهود ونقلوا إليه أخبار المسلمين، فنزلتْ هذه الآيات تعرِّي خبث نفوسهم وتبيِّن مصيرهم المشؤوم يوم القيامة، ثمَّ اختتمت الآيات بالحديث عن حقيقة حب المسلمين بعضهم بعضًا في الله تعالى، والبغض أيضًا في الله تعالى، وأمرت الآيات المسلمين بعدم مناصرة أعداء الإسلام والمسلمين تحت أي ظرف، والله تعالى أعلم.

وينصح الله سبحانه وتعالى في الآية الـ19 من سورة "المجادلة" المباركة "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المسلمين بتجنب الانضمام إلى جماعة المنافقين حيث يصف المنافقين بـ"حزب الشيطان".

والمقصود من حزب الله في الأية الـ22 من سورة المجادلة "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ليس جماعة أو عرق أو لغة أو منطقة معينة، بل إنه يشير إلى المؤمنين الحقيقيين الذين يسيرون على طريق الحق ولايصبحون أصدقاء أعداء الله، لذلك، فإن كل مؤمن حقيقي في أي مكان في العالم وبأي لغة هو عضو من "حزب الله".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة