البث المباشر

تفسير موجز من الآيات 15 الى 20 من سورة الجاثية

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 929

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين على نعمائه وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، حضرات مستمعينا الأفاضل، سلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركات، تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم برفقتنا وحلقة أخرى من برنامج "نهج الحياة" حيث سنواصل فيها تفسير سورة الجاثية المباركة نستهلها بتلاوة مرتلة للآيتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة فكونوا معنا على بركة الله....

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ{15} وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{16}

أيها الأكارم، أشار القرآن وبعبارات مختلفة الى المبدأ الذي يقول إن نتيجة عمل الإنسان ترجع إليه، كما في الآية الثانية عشرة من سورة لقمان والآية الحادية والأربعين من سورة الزمر المباركة.

والمستفاد من قوله تعالى (ورزقناهم) بعد قوله (آتينا) أن الرزق الطيب إنما يكون له معنى إذا كان إلى جانب القانون الإلهي والحكم الإلهي، وإلا فإن الرزق الخارج عن القانون الإلهي لن يكون من الطيبات.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين الكريمتين أولاً: نظام الثواب والعقاب الإلهي يقوم على أساس العدل وطبقاً لعمل الإنسان من خير وشر.

ثانياً: إن الله تعالى في غنى عن العمل الصالح من الإنسان.

ثالثاً: الناس سواسية أمام القانون الإلهي، فالإنسان مثاب ومعاقب طبقاً لعمله أياً كان العامل ومهما كان العمل.

رابعاً: أفضلية المجتمع ترتبط بتطوره الفكري والإقتصادي المعتمد على القانون الإلهي.

وخامساً: الأولوية للنعم المعنوية، فقد تعرضت الآية السادسة عشرة للكتاب والحكم والنبوة قبل أن تتعرض للرزق والمعاش.

والآن، أيها الأحبة، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة الجاثية المباركة:

وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ{17} ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ{18}

تشير هاتان الآيتان، عزيزي المستمع، الى أن حقانية النبي موسى (ع) قد استبان للناس من خلال المعجزات، كما استبان للناس حقانية نبي الإسلام محمد (ص) من خلال الأوصاف التي وردت في حقه في التوراة والإنجيل.

و"الشريعة" هي طريق الوصول الى الماء، ويطلق على ما كان الى جانب الأنهار الكبيرة التي لا يمكن الوصول الى الماء فيها بشكل مباشر. وحيث كانت أحكام الدين طريقاً لوصول الإنسان الى الحياة الحقيقية أطلق عليها إسم الشريعة.

وما تعلمه إيانا هاتان الآيتان أيها الأفاضل أولاً: أتم الله عزوجل الحجة على الناس كافة.

ثانياً: ذم القرآن الكريم للماضين هي عبرة للآتين.

ثالثاً: الإختلاف بعد العلم بغي وظلم.

رابعاً: المسؤول عن هداية الآخرين وإرشادهم، لابد من أن يكون صاحب بصيرة واطلاع تام على الطريق ذلك.

خامساً: حدوث الإختلاف والتحريف هو السبب في بعثة نبي جديد.

وسادساً: العلم يسوق الإنسان لإتباع الشريعة الإلهية. كما أن اتباع الغرائز والهوى علامة على الجهل والعمى.

والآن، إخوتنا الأفاضل، ننصت خاشعين لتلاوة مرتلة للآيتين التاسعة عشرة والعشرين من سورة الجاثية المباركة...

إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ{19} هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ{20}

أيها الأكارم، بما أن ذكر في الآية التاسعة من سورة الأحزاب أن الله عزوجل بصير، وكما ذكر في الآية الثامنة بعد المئة من سورة يوسف بأن الرسول (ص) على بصيرة، فإن القرآن الكريم أيضاً كتاب بصيرة، حيث ذكر في الآية العشرين من سورة الجاثية. فإسم الإشارة (هذا) يعني القرآن الكريم.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين أولاً: إتباع رغبات الجاهلين هو بمنزلة الرضا بولايتهم والدخول في عداد الظالمين.

ثانياً: التقوى هي سبب تلقي المدد والعون الإلهي.

ثالثاً: لابد من أن يكون التدين على أساس البصيرة.

ورابعاً: القرآن الكريم وسيلة للبصيرة في جميع المجالات، فكلمة "بصائر" وردت بصيغة الجمع.

بهذا، إخوة الإيمان والهدى، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" شاكرين لكم كرم إصغائكم وطيب متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة