بسم الله وله الحمد، ثم الصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين..
أحبتنا المستمعين الأفاضل.. سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات.. أهلاً ومرحباً بكم وأنتم معنا على مائدة القرآن الكريم وتفسير ميسر آخر لآيات أخرى من سورة فصلت المباركة حيث تناولنا في الحلقات الماضية تفسير أربعين آية منها.. والآن أيها الأكارم نستمع الى تلاوة الآيتين الحادية والأربعين والثانية والأربعين فكونوا معنا مشكورين..
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ{42}
أيها الأكارم، عنوان "العزيز" مختص بالقرآن الكريم من بين الكتب السماوية لقوله تعالى (وإنه لكتاب عزيز) فالقرآن الكريم باب للذكر وعدم الغفلة، والذكر هو ما ينبه الإنسان من الغفلة والنسيان.
أما ما تعلمنا هاتان الآيتان أولاً: كفر جماعة من الناس لا يكون سبباً لعدم عزة القرآن الكريم.
ثانياً: لا طريق للباطل الى القرآن؛ لا الكذب ولا التضاد ولا التحريف.
ثالثاً: لا تأثير لكل ما يحاك ضد القرآن سواء كان في الماضي أو في المستقبل.
ورابعاً: التفاسير الباطلة هي ما يتلقاه الإنسان من القرآن، ولكن القرآن نفسه حكيم لا باطل في.
أما الآن، إخوة الإيمان، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين من سورة فصلت فتابعونا على بركة الله...
مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ{43} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ{44}
يمكن تفسير الآية الـ 43 على نحوين: أحدهما أن ما يلقى على النبي من الوحي هو نفس ما كان يلقى على الأنبياء السابقين. والآخر هو: أن ما يقوله الذين كفروا ليس جديداً، بل هو ما قيل للأنبياء السابقين بكل جرأة وصلافة.
أما كلمة (أعجمي) في الآية الـ 44 ، فهي من العجمة وهو أن لا يكون مفهماً ولا مبيناً للمراد، وحيث كانت اللغات غير العربية غير مفهومة للعرب أطلق على تلك اللغات غير العربية صفة (الأعجمي).
فما تعلمنا هاتان الآيتان هي أولاً: ردة فعل الكفار تجاه دعوة الأنبياء واحدة.
ثانياً: الإلتفات الى رحمة الله عزوجل وعقابه يفتح باب التوبة للإنسان.
ثالثاً: الإيمان شرط للإنتفاع من الهدى والشفاء الذي فيه.
رابعاً: من يغلق عينيه عن نور القرآن فهو أعمى.
وخامساً: لابد من أن يمتلك الإنسان المؤهلات التي تجعله قابلاً للتأثر.
وبهذا ، أحبتنا الأكارم، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) فحتى لقاء آخر نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.