البث المباشر

تفسير موجز للآيات 31 الى 36 من سورة فصلت

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 892

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين على نعمه ثم الصلاة والسلام على أشرف خلقه وحبيبه سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين..

أحبتنا المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته، تحية طيبة وأهلاً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة جديدة من برنامج (نهج الحياة) وتفسير ميسر من آيات سورة فصلت بداية من الآيتين الحادية والثلاثين والثانية والثلاثين بعد الإستماع الى تلاوتها:

نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32}

مستمعينا الأفاضل.. تشير هاتان الآيتان الى أن المؤمن الثابت له أولياء من السماء حسب قوله تعالى (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا) كما تبين أن الإلتفات الى تأييد الملائكة ونصرتها سبب لبث الطمأنينة في نفوس المؤمنين، كما تشير إلى أن كل ما ترغب به النفس تصل إليه في الجنة حسب قوله عز من قائل (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم..) أما معنى(النزل) في الآية الثانية والثلاثين هو المكان المعد لإقامة الضيوف عند وصولهم.

أما ما تعلمنا هاتان الآيتان أولاً: نعم الجنة كافة هي من اللطف الإلهي. ثانياً: الألطاف الإلهية هدية وعطاء من الله عزوجل وليست بطلب من الإنسان.

أما الآن، أيها الأكارم، نستمع وإياكم الى تلاوة الآية الثالثة والثلاثين من سورة فصلت المباركة:

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{33}

هذه الآية، إخوتنا الأفاضل، تشير الى أن الله يوصي الناس باستماع القول، وهذا القول هو الدعوة الى الله تعالى، إذاً وظيفة الناس الإستماع من بين المتحدثين والمتكلمين الى من كانت روحه مسلمة لله عزوجل وعمله كان صالحاً ودعوته الى سبيل الله سبحانه.

فتعلمنا هذه الآية المباركة أولاً: الدعوة الى الدين هي أفضل القول، وأفضل متكلم في عالم الوجود هم الأنبياء.

ثانياً: أفضل القول ليس ما كان أكثر دقة أو علماً أو أنساً، بل ما كان دعوة إلى الله عزوجل وكان هادفاً.

وثالثاً: للدعوة قيمتها إذا أضيف إليها العمل بها، التسليم والرضا أيضاً.

أما الآن أيها الأكارم نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين الرابعة والثلاثين والخامسة والثلاثين من سورة فصلت فكونوا معنا على بركة الله:

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ{34} وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{35}

إخوتنا الأكارم.. تختلف طبائع الأشخاص الذين توجه إليهم الدعوة الى الله عزوجل، فتجد بينهم من يكون سيء السلوك والمعاملة، ولو أن الداعية والمبلغ لدين الله تعالى شأنه لم يكن يتمتع بالخلق الحسن وسعة الصدر فإن التوفيق لن يكتب له، وتوصي الآية الرابعة والثلاثون بأن يكون الرد على الإساءة بالتي هي أحسن، وأن لا نكون من أهل الإنتقام.

أما الآية الخامسة والثلاثون فتشير الى أن الحظ العظيم والمنال في نظر أهل الدنيا هو لقارون، ولكن بحسب القرآن العظيم هو نصيب من كان كريم النفس واسع الصدر بقوله تعالى (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).

فتعلمنا هاتان الآيتان أولاً: من طرق الدعوة الى الله دفع السيئة بالحسنة. ثانياً: لا يكفي في مواجهة الأعداء التوسل بالخلق الحسن، بل لا بد من شن هجوم مضاد، أي لا يكفي دفع السيئة بالحسنة، بل لابد من دفع السيئة بما هو أحسن، وبما أفضل وأكثر أخلاقاً. ثالثاً: الإنتقام والمقابلة بالمثل في السلوك الأخلاقي دليل على قلة الصبر.. ورابعاً: الصابرون هم أصحاب الحظ العظيم.

أما الآن إخوتنا الأكارم، نتناول تفسير الآية السادسة والثلاثين من سورة فصلت المباركة بعد الإستماع اليها:

وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{36}

المراد من كلمة (نزع) هنا، عزيزي المستمع، هو الدخول في عمل بقصد الإفساد، ويطلق على وسوسة الشيطان وهمزاته للإنسان.

كما تعلمنا هذه الآية الكريمة أولاً: إيجاد حس الإنتقام لدى الإنسان هو من فعل الشيطان. ثانياً: لا أمان لأحد حتى النبي (ص) من وسوسة الشيطان. ثالثاً: دواء وسوسة الشيطان الإستعاذة بالله عزوجل والتوبة. ورابعاً: الإستعاذة بالله عزوجل لا تبقى بلا استجابة.

الى هنا، أحبتنا المستمعين الأكارم، وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة