بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، أحبتنا المستمعين الأكارم سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته...

أهلاً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامجكم (نهج الحياة) وتفسير ميسر آخر من آيات سورة فصلت المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآية التاسعة والعشرين منها:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ{29}

إخوتنا الأفاضل.. تشير هذه الآية الكريمة الى أن الكفار في يوم القيامة سيطلبون من كان سبباً في ضلالهم لكي ينتقموا منهم حسب قوله تعالى "ربنا أرنا" كما تشير الى أن الكفار سيحملون الذنب منهم الى غيرهم في يوم القيامة.

فتعلمنا هذه الآية أولاً: الكفر ضلال وضياع بقوله عز من قائل "وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا..."

ثانياً: للجن والإنس دور في انحراف الناس لقوله تعالى "أضلانا من الجن والإنس".

وثالثاً: قادة الكفر والضلال الذين كانوا في الدنيا في المقدمة ومحلاً للإحترام والتعظيم لدى الآخرين، يتمنى أتباعهم في يوم القيامة أن يجعلوهم تحت أقدامهم.

أما الآن مستمعينا الأفاضل.. نستمع معاً الى تلاوة الآية الثلاثين من سورة فصلت المباركة:

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30}

تشير هذه الآية، مستمعينا الأكارم، الى أن الصبر والثبات هما اللذان يوجبان تقوية الإيمان ليثمر المطلوب، وإلا فكم من المؤمنين كانت له سوء العاقبة، حسب قوله تعالى "قالوا ربنا الله ثم استقاموا".

كما تبين أن الثبات إلى جانب الإيمان هو المثمر، وإلا فإن الكفار يستقيمون على باطلهم.

ثم تشير الآية الكريمة الى أن الكثيرين يعترفون بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، ولكنهم يرون تدبير الأمور بيد غيره؛ والمهم أن يستقيم الإنسان على إيمانه بربوبية الله تعالى ولا يرضى رباً غيره.

تعلمنا هذه الآية أولاً: الإستقامة المثمرة هي التي تكون ثابتة ومستمرة.

ثانياً: يتمكن الإنسان من خلال إيمانه واستقامته من أن يجعل الملائكة تتنزل عليه.

ثالثاً: تتنزل الملائكة على غير الأنبياء كالمؤمن المستقيم على إيمانه أيضاً، وأما العصاة والمذنبون فتتنزل عليهم الشياطين.

رابعاً: الإستقامة على طريق الحق، ترفع عن الإنسان الخوف من المستقبل، وكذلك الحزن والهم.

وخامساً: أرفع هدية من السماء هي نزول الملائكة على المؤمن الراسخ الإيمان بالطمأنينة والفرح والبشرى.

إخوة الإيمان.. بهذا وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني (نهج الحياة).

فحتى لقاء آخر نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.