بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خاتم المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين.
أحبتنا المستمعين الأفاضل.. سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات..
ها نحن وإياكم وحلقة أخرى من البرنامج القرآني (نهج الحياة) حيث نستأنف فيها تفسير آيات سورة غافر المباركة، ونبتدأ باستماع الآيات الحادية والستين حتى الثالثة والستين، فكونوا معنا على بركة الله:
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ{61} ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ{62} كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ{63}
إخوتنا الأكارم.. ورد الأمر في الحلقة السابقة بالدعاء، وفي هذه الآيات بيان لبعض النعم الإلهية لكي يحيي في نفوسنا روح السعي للمعرفة والمحبة لله والدعاء.
وهنا، أيها الأكارم، تعرض القرآن الكريم لبيان بعض الأمور التي تكون سبباً للطمأنينة، من ذلك: ذكر الله تعالى ودعاء النبي (ص) والمدد الغيبي.
كما تبين لنا هذه الآيات أن الإفك هو الإنحراف عن الحق، ويطلق على الكذب أنه إفك، لأنه على خلاف الحق، والجحد هو إنكار شيء مع العلم به والتصديق به في القلب، أو إثبات شيء لا يصدقه القلب.
تعلمنا هذه الآيات:
أولاً: العبادة والدعاء لا تكون إلا لمن خلق الليل والنهاؤ والذي بيده تأمين ما نحتاج إليه.
ثانياً: فضل الله عزوجل في هذه الدنيا يشمل المؤمن والكافر.
ثالثاً: لابد أولاً من بيان الحق، ثم توجيه النقد.
ورابعاً: كل طريق يسلكه الإنسان عدا طريق الله والإعتقاد بربوبيته ووحدانيته هو طريق ضلال.
مستمعينا الكرام، فلنشنف في هذه اللحظة مسامعنا، بتلاوة الآيتين الرابعة والستين والخامسة والستين من سورة غافر:
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{64} هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{65}
إخوتنا الأكارم، تعرضت الآيات السابقة للنعم المرتبطة بالزمان من الليل والنهار، وهاتان الآيتان تتحدث عن النعم المرتبطة بالمكان كالأرض والسماء.
فلابد لمعرفة الله تعالى شأنه من التأمل في الآيات الآفاقية والطبيعية، وكذلك الآيات الأنفسية.
وفيما يتعلق بخلقة الإنسان والروح التي وهبها الله عزوجل له، بارك الله ذلك بقوله (فتبارك الله أحسن الخالقين) وفي الآية الرابعة والستين عندما تحدث عن الصورة الحسنة التي خلق عليها الإنسان قال تعالى (فتبارك الله رب العالمين).
تعلمنا هاتان الآيتان:
أولاً: رغم أن الأرض لها شتى أنواع الحركة، لكن الله تبارك وتعالى جعلها سكناً للبشر وسائر المخلوقات.
ثانياً: إن الله تعالى وهب أفضل صورة للإنسان من بين جميع المخلوقات.
وثالثاً: رحمة الله تعالى وبركاته، تشمل كل العالم من جملته الإنسان، فلا يوجد معبود سواه فلنعبده وحده مخلصين.
ختاماً مستمعينا الأفاضل، نشكركم على حسن إصغائكم ومتابعتكم لبرنامجكم (نهج الحياة) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران. تقبلوا تحياتنا والى اللقاء ...