البث المباشر

سردية الغرب بشأن المرأة في إيران .. هذا ما كشفته مسيرة "مقارعة الاستكبار"

الإثنين 7 نوفمبر 2022 - 11:31 بتوقيت طهران
سردية الغرب بشأن المرأة في إيران .. هذا ما كشفته مسيرة "مقارعة الاستكبار"

أظهرت مشاركة النساء الإيرانيات بكثافة، ومن بينهن غير المحجبات، في فعاليات اليوم العالمي لمقارعة الاستكبار، أنّ السردية الغربية حول واقع حقوق المرأة في إيران مغايرة تماماً للواقع.

أظهرت أعمال الشغب الأخيرة التي شهدتها بعض مدن إيران، وما تخللها من أعمال عنف وهجمات إرهابية، من قبل من وصفوا أنفسهم ووصفهم الإعلام الغربي بأنهم "محتجون على النظام الإسلامي" وقيمه، أنّ الواقع ليس مغايراً للسردية الغربية "الاستشراقية" بشأن المرأة الإيرانية وواقعها فحسب، وبشأن ممارسة الشعب الإيراني برجاله ونسائه لحرياته العامة والخاصة، بل قد يكون معاكساً لها تماماً.

أعمال الشغب خلال الأسابيع الفائتة، وعلى الرغم من أنّ المشاركين فيها لم يتعّدوا الآلاف على أكبر تقدير في بلد يقارب عدد سكانه الـ90 مليوناً، أظهرت ممارسات عنيفة ووحشية ودموية.

وشكّلت قضية الشابة مهسا أميني، العلامة الفارقة في هذه الاحتجاجات، والذريعة الأولى للتحركات، فتمّ صياغة سردية "نسوية" لوفاتها استفادت من التعاطف مع "مظلومية المرأة" بشكل عام، لتجييش العواطف في إيران والعالم، وتقديم الصورة "الأبوية" للنظام مقابل صورة الأنثى "المظلومة والمضطهدة"، والإلقاء باللوم مباشرة على النظام الإسلامي ضمن السردية الاستشراقية الجاهزة التي تقوم على "اتهام الإسلام بقمع المرأة".

ولكن، وبعد أكثر من شهر على اندلاع أعمال العنف، أظهر الشعب الإيراني بمختلف أطيافه، أنّ صورة الإجرام والوحشية والعنف، التي حاول الغرب، بأجهزته الإعلامية والسياسية وأدواته المحلية أن يلصقها بالجمهورية الإسلامية وأجهزة الأمن، باتت مرتبطة بممارسات مثيري الشغب والإرهابيين المعادين للجمهورية والمناوئين لها.

فقد شكّلت الأعمال الإجرامية للمثيري الشغب إدانة لكلّ خطابهم "التقدّمي" و"التحرري"، من ملاحقة شباب الباسيج، واختطافهم من قبل "المحتجين" وتعذيبهم وقتلهم بدم بارد، مع كلّ ما يمثّله ذلك من انعدام للإنسانية وحقد ووحشية لا يمكن تعقّلها، إلى التهجّم على علماء الدين والمتدينين وإهانتهم بناءً على لباسهم وشكلهم الخارجي، إلى مهاجمة النساء المحجبات، وإجبارهن على خلع الحجاب وممارسة الإرهاب النفسي ضدّهن في الأماكن العامة.

ومنذ أيام، يشارك ملايين الإيرانيين في فعاليات إحياء اليوم العالمي لمقارعة الاستكبار، في مختلف المحافظات والمدن الإيرانية، وهو من المناسبات المرتبطة بشكل وثيق بقيام الجمهورية الإسلامية ونجاح الثورة عام 1979.

ولكن، بالإضافة إلى المشاركة الحاشدة والمليونية للشعب الإيراني في الساحات والشوارع، والتي شكّلت ضربة لكلّ المراهنين على تضعضع أركان الجمهورية الإيرانية، كان لافتاً المشاركة الكثيفة من النساء الإيرانيات بشكل خاص، ومشاركة الإيرانيات غير المحجبات في الفعاليات، لما لذلك من رمزية خاصة هذا العام.

وبالرغم من أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها إيرانيات غير محجبات في فعاليات مؤيدة للنظام الإسلامي، لكنّها هذا العام جاءت لتكذّب بشكل كبير سرديات الإعلام المدفوع من أعداء النظام، ولتبيّن للعالم أنّ حقيقة المواجهة في إيران ليست مرتبطة بالحريات العامة للمرأة الإيرانية، بل إنها مواجهة دافعها الوحيد هو ما بيّنه قائد الثورة منذ أيام في خطابه، أي "معاداة الجمهورية الإسلامية للولايات المتحدة الأميركية وسياساتها".

وقال السيد خامنئي: "المسألة ليست حول قضيّة الحجاب في إيران. كثيرات هنّ النساء الإيرانيّات اللواتي لا يرتدين حجاباً كاملاً وهنّ من الأنصار الحقيقيين لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة. المسألة حول أصل استقلال إيران الإسلاميّة وصمودها. أمريكا لا تتحمّل إيران القوية والمستقلة".

وتقول سيدة "غير محجبة" نزلت إلى الشارع لإحياء فعاليات يوم مقارعة الاستكبار، أنّها "نزلت وهي واثقة ومطمئنة أنّ أحداً لن يتعرّض لها بأذىً".

ويؤكد شاب إيراني، تعليقاً على مشاركة نساء إيرانيات من مختلف الخلفيات في فعاليات وسط مئات آلاف المؤيدين للنظام الإسلامي، بأنّ هذا يفضح أنّ الوحشية والرجعية "هي ما قام به الدواعش والذين يعتدون على حجاب النساء الإيرانيات".

بينما تتساءل الشابة فائزة طالبي أنّه "ماذا لو كان هذا المشهد وسط جمهور من مؤيدي داعش وأعداء النظام المجرمين.. كانوا سيقطعون هذه المرأة إلى قطع!"

كذلك، شاركت عشرات آلاف الطالبات الإيرانيات في فعاليات اليوم الوطني، رافعات صوراً ورسومات تعبّر عن انتمائهنّ.

وبينما تصرّ الدعاية الغربية على تركيب سرديات مبنية على خلفيات ثقافية واجتماعية مرتبطة بحقوق المرأة والحريات العامة، للاحتجاجات وأعمال الشغب التي شهدتها إيران خلال الأسابيع الماضية، يظهر جلياً اليوم أمام الشعب الإيراني وشعوب العالم أنّ قضية الشابة مهسا أميني، لم تكن بيد الإعلام الغربي سوى أداةً للتجييش وحشد العواطف.

وتمّ العمل على إخراج هذه الحادثة من قبل أدوات الإعلام والتوجيه السياسي الغربي، ضمن إطار عاطفي إنسانيّ، لتصبّ في خدمة سياسات الولايات المتحدة وحلفائها، التي تحاول النيل من نظام يصرّ على تحدّي هيمنتها واستكبارها في المنطقة والعالم، فيما تنقلب جميع هذه المعايير، إذا كانت المعنية دولا ديكتاتورية، وذات أنظمة حكم وحشية وقوانينَ لا إنسانيةٍ، ترتهن في سياساتها لواشنطن وتخدم مصالحها... والأمثلة كثرة.

المصدر: الميادين نت

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة