البث المباشر

لقب صاحب الزمان هو من القاب الامام/ الشيخ محمد السند (ودعاء الندبة) /الشيخ علي بن عيسى الاربلي من الفائزين بلقاء الامام(ع)

الأربعاء 6 فبراير 2019 - 14:41 بتوقيت طهران

(الحلقة:56)

موضوع البرنامج:

لقب صاحب الزمان هو من القاب الامام(ع)
ضيف البرنامج الشيخ محمد السند (ودعاء الندبة)
الشيخ علي بن عيسى الاربلي من الفائزين بلقاء الامام(ع)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله والصلة على رسوله وآله وازكى السلام على مولانا وامامنا صاحب الزمان وخليفة الرحمن وشريك القرآن الحجة ابن الحسن. ثم عليكم مستمعينا الافاضل سلام الله ورحمته وبركاته.
وطبتم احباءنا وطابت اوقاتكم بكل خير وها نحن نفتتح هذه الحلقة من حلقات البرنامج وهي السادسة والاربعون بعد الثلاثمائة بذكر لقب آخر من القاب مولانا المهدي وكلها مباركة وتحمل دلالات مهمة تعين المؤمنين على المزيد من معرفة امام زمانهم ارواحنا فداه.
واللقب الذي اخترناه لهذه الحلقة هو صاحب الزمان وهو من القابه المشهورة التي ورد ذكرها في النصوص الشريفة. ويستفاد من بعض الروايات أنه كان معروفاً بين المؤمنين يشار به الى الامام المهدي قبل ولادته ارواحنا فداه. فقد روى الحسين ابن حمدان في كتاب الهداية مسنداً عن الصلت انه قال: سمعت الرضا علي ابن موسى عليهما السلام يقول: القائم المهدي عليه السلام ابن ابني الحسن لايرى جسمه ولايسمى بأسمه بعد غيبته احد حتى يراه ويعلن بأسمه فبسمعه كل الخلق فقلنا له ياسيدنا فان قلنا صاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي؟ قال هو كله جائز مطلقا وانما نهيتكم عن التصريح بأسمه ليخفى اسمه عن اعدائنا فلايعرفوه.
وفي ذيل الحديث الشريف نهي عن الكشف عن أي شيء يعرض الامام صاحب الزمان عجل الله فرجه او جهوده للتمهيد لظهوره لخطر الاعداء ومكائدهم. ويستفاد من قول بعض العلماء أن معنى صاحب الزمان او صاحب العصر هو انه عليه السلام الامام الفعلي لكنه اختص بهذا اللقب للتنبيه الى كون أن لهذا العصر صاحباً او حجة لله فيكون هذا اللقب متضمناً لمعنى عدم خلو الارض من حجة كما تنص على ذلك كثير من الاحاديث.
في حديث للعارف الحسيني السيد هاشم الجواد رضوان الله عليه عن استاذه آية الله السيد علي القاضي استاذ عرفاء الامامية في القرن الاخير قال: كان السيد الاستاذ كثيراً ما يردد بالخصوص عبارة يا صاحب الزمان ضمن كلامه واثناءقيامه وقعوده وبصورة عامة اثناءالانتفاع من حالة لاخرى وقد سأله شخص ذات يوم هل تشرفت برؤية ولي العصر ارواحنا فداه فأجاب: عمياء هي العين التي لاتقع نظرتها الاولى على امام الزمان فور الاستيقاظ عند كل صباح.
المذيع: سجل ديوان الشعر العربي مستمعينا الافاضل كثيراً من المقطوعات او القصائد التي تذكر الامام المهدي سلام الله عليه كخاتم للائمة الاثني عشر عليهم السلام ولاحظنا في حلقات سابقة أن بعض هذه الاشعار سبقت مولد الحجة ابن الحسن العسكري عليهما السلام بأمد طويل. الامر الذي يشكل برهاناً قاطعاً على كون الامام المهدي الذي بشرت به الاحاديث النبوية المتواترة هو الثاني عشر من ائمة العترة عليهم السلام. وهذه الدلالة نفسها يستفاد من الاشعار التي يستشفع منشدوها بالائمة الاثني عشر وبعضها صدر قبل ولادة الحجة ابن الحسن ارواحنا فداه بزمن طويل نظير ابيات الشيخ التائب التي اخترناها لهذه الحلقة.
وقد رواها العلامة المجلسي رضوان الله عليه في البحار نقلاً عن كتاب الفضائل لجبرئيل ابن شاذان من علماء القرن الهجري الخامس. اذ روى أن الامام جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام كان جالساً عند مقام ابراهيم عليه السلام في المسجد الحرام. فجاء شيخ تائب قد اقتى عمره في المعاصي فنظر الى الامام الصادق عليه السلام فقال: نعم الشفيع الى الله للمذنبين ثم اخذ بأستار الكعبة وأنشأ يقول:

بحق جد هذا ياوليي

بحق الهاشمي الابطي

بحق الذكر اذ يوحى اليه

بحق وصيه البطل الكني

بحق الطاهرين ابني علي

وامهما ابنه البر الزكي

بحق ائمة سلفوا جميعاً

على منهاج جدهم النبي

بحق القائم المهدي الا

غفرت طيئة العبد المسي

يبين دعاء الندبة مستمعينا الاكارم تصريحاً او ضمناً مجموعة من امهات صفات انصار مولانا المهدي عجل الله فرجه الشريف سنشير الى بعضها. ولكن بعد الاستماع الى الحوار التالي مع ضيف البرنامج بشأن استفادات اخرى من هذا الدعاء الشريف.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. سلام من الله عليكم احباء نا ورحمة الله وبركاته. معكم ومع ضيفنا الكريم سماحة الشيخ محمد السند وهو يقتبس وينيرنا وينيركم من انوار دعاء الندبة الشريف. سماحة الشيخ السند اهلاً بكم ومرحباً.
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً.
المذيع: طيب سماحة الشيخ نحن عرضنا في الحلقة. السابقة على سماحتكم سؤالاً لم تتسن الاجابة عنه يرتبط باهداف الدعاء الشريف دعاء الندبة من اثارة. والتعبير يعني دفع المؤمنين لترسيخ وتقوية هذه الحالة من التشوق للامام سلام الله عليه في قلوبهم. العبارات كثيرة في هذا الدعاء بدءً من بأبي أنت وامي ونفسي لك الوقاء والحمي، بنفسي انت هذا التعبير تعبير بنفسي انت هو بحد ذاته ذا دلالة حبية مهمة وكذلك مثلاً هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء وغير ذلك من هذه الفقرات ماهو الهدف منها؟
الشيخ محمد السند: في الواقع هذه الامور نوع من التعبئة العاطفية الصادقة المحقة نحو المعارف التي يعتقدها المؤمن تجاه الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف فأن معرفة الامام وشؤون الامام تستلزم مواقف عملية وجوانحية متعددة يرسمها لنا في الواقع الفاظ الندبة والفاظ هذا التحسر الاسلوب الادبي من الشوق والترغيب والتلهف والانشداد والشوق نحو الناحية المقدسة. وفي الواقع حينئذ هو نوع من التوطين العملي على درجة الالتزامات العملية التي يجب أن تنبثق من تلك المعرفة بمقالات الامام.
المذيع: طيب سماحة الشيخ ماذا تقولون لمن يقول بأن في دعاء الندبة مثلاً حالة من التثبيط عن العمل فكيف تجيبون عن هذه الشبهة؟
الشيخ محمد السند: كما هو معلوم أن في نظرية العمل الاجتماعي و التغيير الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية التي هي فلسفة باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ابواب اخرى من الفقه الاجتماعي في الشريعة الاسلامية المسؤولية الاجتماعية و مسؤولية الفرد نحو حيويته تجاه أداء ذلك الدور في النظام الاجتماعي وكأداء دور المجتمع ايضاً في مسؤوليته القيام بأعبائه يجب أن تتجاذب المجتمع جانبان لا نحو التفويض المطلق.
المذيع: نعم.
الشيخ محمد السند: ولا نحو الجبر المطلق يعني النظريه الجبريه في السلوك المسؤول الاجتماعي. هذه بلا ريب ايضاً توجب نوع من يأس المجتمع من القيام بدوره والاعباء الملقة على عاتقه. كذلك التفويض المطلق ايضاً يخلق حالة يأس. كيف ذلك حيث اما الجبر فنظير ما القته بنو امية وغيرهم منها السطات كالتي كانت قابعه على رؤوس المسلمين من أن الملك لله ويؤتي ملكه من يشاء وما شابه ذلك. و نظرية القدرية او المرجئة التي هي معروفة لكي يثبطوا الناس عن مراقبة الحاكم و مراقبة الاوضاع والنظام الاجتماعي ومسيرة النظام الاجتماعي السياسي. فإذن نظرية الجبر واضح في انها كيف تؤيس المجتمع والفرد عن القيام بمهام مسؤوليته وتجهضهه و تثبطه، نظرية التفويض ايضاً قد تؤدي في لبها ومألها الى....
المذيع: النتيجة نفسها.
الشيخ محمد السند: نفس النتيجة كيف؟ لانه اذا كان الانسان يرى أن تمام هذه المسؤولية ملقة على عائقه فربما يصل الى تأزم و تعقد البيئة الاجتماعية بنحو ربما يعجز عن القيام بكل تلك الادوار او ربما لا يتسنى له في قدرته من موقع مسؤوليته، لا يتسنى له القيام بكل زوايا المسؤولية. فإذا نظر أن الذي يتحكم في مسيرة النظام الاجتماعي و مسيرة البشرية فقط هو المجتمع نفسه و الفرد نفسه من دون أن يكون هناك خليفة لله في ارضه في الواقع هو يدير مثل هذه الشؤون و ماشابه ذلك. فهذا ايضاً قد يؤدي به الى ماذا؟ الى نوع من حالة اليأس بخلاف ما اذا اعتقد بعقيدة الامامة والامام المهدي وأنه غائب بمعنى خفي الهوية ويقوم بمسؤولياته وماشابه ذلك وأن الأمل معقود عليه.
المذيع: طيب ما هو دور البكاء للتشوق للامام سلام الله عليه في ابعاد اليأس عن المؤمنين؟
الشيخ محمد السند: نعم هذا يبعث دائماً حالة الامل وحالة عدم اليأس من أن هناك من قد وظف بقيام تلك المسؤوليات وأن المؤمن لابد والمجتمع المؤمن لابد عليه أن يقوم بالمسؤولية كما يقال: إن الفرد يجب عليه أن يجهد و يجتهد وليس عليه يجب أن ينجح فالنجاح كأنما معقود بطرف آخر بطرف غيبي.
وماشابه ذلك حينئذ يكون هناك في المسار الاجتماعي او في عقيدة المسؤولية نظرية المسؤولية الاجتماعية. لن تكون هناك سورة او آية من حالة اليأس بل يكون هناك دائماً نجاح معقود على طرف آخر. نعم المسؤولية والدور يجب أن يقوم به الفرد او المجتمع بما اوتي من مساحة اختيار و مساحة قدرة. لأن الاعتقاد بالامام هو مظهر من مظاهر التوحيد باعتبار أن هو خليفة الله و هو حجة الله وهو نعم النائب قبل رسول الله وعن الله عزوجل في أن يقوم بأمور العباد ومسؤولية العباد فكيف الاعتقاد بتوحيد الله وبقدرة الله التي لا متناهى لا تلجيء الانسان الى ان يكون جبرياً.
المذيع: نعم.
الشيخ محمد السند: في نظرية العمل الاجتماعي ولا تلجيء الى أن يكون مفوضاً. فإذن التوحيد هو حاله من اللاجبر واللا تفويض امر بين الامرين باختيار فلسفة المسؤولية والتكليف في الفقه الاجتماعي وفي الشريعة الاجتماعية الاسلاميه هو هذا أن تكون لك مسؤولية في ضمن طبعاً تدابير وقضاء وقدر الهي نعم.
المذيع: يعني في الحقيقه هو هذا البكاء والتشوق للامام المهدي سلام الله عليه.
الشيخ محمد السند: نوع من تشديد العقيدة بوجود امل وراء التدبر الفردي او وراء تدبير المجتمع الايماني.
المذيع: طيب سماحة الشيخ محمد السند هناك اسئلة اخرى فيما يرتبط بهذا الدعاء الشريف لو سمحتم نوكلها الى الحلقات المقبلة.
الشيخ محمد السند: إن شاء الله.
المذيع: شكراً جزيلاً.
المذيع: نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالاشارة الى بعض صفات انصار المهدي المستفادة من دعاء الندبة واهم هذه الصفات هي شدة حبهم وتعلقهم القلبي العميق بإمام زمانهم ارواحنا فداه وشدة شوقهم لرؤيته وغير ذلك من مظاهر المودة والتفاعل الوجداني مع بقية الله وحجته في ارضه وهل الدين الا الحب كما ورد في الاحاديث الشريفة وتتجلى هذه المظاهر للتعلق والمودة والارتباط بامام العصر في كثير من فقرات هذا الدعاء و تبلغ ذروتها في الفقرات التالية التي يخاطب فيها المؤمن امام زمانه، ليت شعري اين استقرت بك النوى بل اي ارض تقلك او ترى عزيز علي أن ارى الخلق ولا ترى عزيز علي ان تخيط بك دوني البلوى ولاينالك مني ضجيج ولاشكوى بنفسي انت من مغيب لم يخل منا بنفسي انت من نازح ما نزح عنا بنفسي انت امنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة ذكر أفحنا عزيز علي أن ابكيك ويتحدلك الورى عزيز علي أن يجري عليك دونهم ماجرى.
المذيع: ننتقل ايها الاخوة والاخوات الى الفقرة الاخيرة من فقرات هذه الحلقة وننقل لكم فيها روايتين من روايات الفائزين بلقاء مولانا الحجة المهدي عجل الله فرجه اخترناهما من كتاب كفاية المهتدي في معرفة المهدي للعالم الجليل السيد محمد الحسيني الميرلوحي من اجلاء علماء القرن الهجري الثاني عشر وقد عاصر صاحب احدى القضيتين فيما نقل القضية الثانية من كتاب الغيبة للفقيه الجليل الحسن بن حمزه العلوي وهو من اجلاء علماء الامامية في القرن الهجري الرابع وقد ذكره صاحب كتاب معالم العلماء والنجاشي والطوسي وغيرهم واثنوا عليه و وصفوه بأنه كان فاضلاً عارفاً فقيهاً زاهداً ورعاً كثير المحاسن. وذكروا أن من تصانيفه كتاب الغيبة وهذا الكتاب كان موجوداً عند السيد محمد الحسيني ونقل عن مؤلفيه الروايات التالية.
قال ابن حمزة العلوي في كتابه: حدثنا رجل صالح من اصحابنا قال خرجت سنة من السنين حاجاً الى بيت الله الحرام وكانت سنة شديدة الحر كثيرة السموم فانقطعت عن القافلة وضللت الطريق فغلب علي العطش حتى سقطت واشرفت على الموت فسمعت صهيلاً ففتحت عيني فإذا بشاب حسن الوجه حسن الرائحة راكب على دابة شهباء فسقاني ماءً ابرد من الثلج واحلى من العسل ونجاني من الهلاك فقلت يا سيدي من انت؟ قال أنا حجة الله على عباده وبقية الله في ارضه. أنا الذي املأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا. أنا ابن الحسن ابن علي ابن محمد ابن علي ابن موسى ابن جعفر ابن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابيطالب عليهم السلام. ثم قال اغمض عينيك فعمضتهما. ثم قال افتحهما ففتحتهما فرأيت نفسي في قدام القافلة ثم غاب عن نظري صلوات الله عليه.
ويلاخط على هذه الرواية مستمعينا الاعزاء تصريح الامام عليه السلام فيها بهويته بكل وضوح لهذا الحاج. ومثل هذا التصريح نادر وقوعه اثناء الالتقاء به ارواحنا فداه. فغالباً ما يتعرف الفائزون برؤياه على هويته بعد اللقاء بفترة ومن خلال استذكار الدلائل والقرائن والكرامات التي تحدث باللقاء وقد يكون من اهداف تصريح الامام بهويته في بعضها هو اتمام الحجة وقطع الشك.
اما القضية الثانية التي نقلها السيد الحسيني فهي أنه قال: وبيني وبين الله اني اعرف عليلاً رآه عليه السلام مراراً وكان في زمان من الازمنة مبتلاً بمرض مهلك فتكرم عليه السلام فشافاه شفاءً كاملاً. انتهى قوله و رزقنا الله واياكم ايها الاحبة رؤية الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة مولانا المهدي ووفقنا الله لنصرته وطاعته انه كريم رحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة