ويعتبر ريشي سوناك الشخصية الابرز في الوقت الحالي لاخراج البلاد من ازماتها الاقتصادية وسياساتها النقدية اللازمة كونه صاحب خبرة قوية في الاقتصاد قدمها في برنامجه كحلول مدروسة للأزمة.
ويبقى المستقبل رهين تكهنات حول وضع معوقات قد تعرقل مهمة سوناك في اعادة الوحدة في صفوف حزبه خاصة في ظل الدعم القوي الذي يحظى به بوريس جونسون بعد أن اشعل سوناك فتيل الاستقالات بين اعضاء حزب المحافظين.
جاء إعلان حزب المحافظين البريطاني فوز وزير الخزانة السابق ريشي سوناك بزعامة الحزب ورئاسة الحكومة، وسط انقسام عميق نتيجة الركود الاقتصادي الذي قد يتسبب في إفقار الملايين.
ويعد سوناك (42 عاما) واحدا من الأثرياء السياسيين في وستمنستر، وسيطلب منه الملك تشارلز تشكيل الحكومة خلفا لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس التي استمرت في منصبها 44 يوما قبل أن تستقيل.
ويتولى سوناك قيادة بريطانيا وهي في أسوأ ظروفها الاقتصادية؛ فمستويات التضخم هي الأعلى منذ 40 سنة، عوضا عن الركود الاقتصادي الذي من المتوقع أن يؤدي إلى تفاقم فقر الملايين.
وقفز الجنيه الإسترليني وأسعار السندات الحكومية البريطانية لفترة وجيزة عقب أنباء انسحاب موردنت، لكن سرعان ما عادت إلى مستوياتها السابقة.
ويقع على عاتق سوناك -وزير المالية السابق الذي سيكون ثالث رئيس وزراء لبريطانيا في أقل من شهرين- مسؤولية إعادة الاستقرار إلى بلد يعاني منذ سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
ومن المتوقع أن يطلق رئيس الوزراء الجديد تدابير خفض إنفاق كبيرة لمحاولة إعادة بناء سمعة بريطانيا المالية، في الوقت الذي تنزلق فيه البلاد إلى حالة من الركود بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة والغذاء.
وتشهد بريطانيا أزمة مستمرة منذ أن صوتت عام 2016 على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مما أطلق العنان لمعركة بين السياسيين حول مستقبل البلاد، لا تزال دون حل حتى اليوم.
وقال سوناك -في أول تصريح له بعد اختياره لمنصبه الجديد- إن المملكة المتحدة تواجه أزمة اقتصادية عميقة تحتاج إلى الوحدة والتعاون.
ولفت سوناك الأنظار إليه عندما أصبح -في سن 39 عاما- وزيرا للمالية في "حكومة جونسون"، مع تعرض بريطانيا لجائحة كورونا، بفضل تطويره برنامج الإجازة المؤقتة الذي حقق نجاحا، كما أنه أظهر حنكة وأدار دفة خزينة المملكة المتحدة بصورة جيدة.
وسيكون محلل بنك غولدمان ساكس السابق أول رئيس وزراء لبريطانيا من أصل هندي، إذ هاجرت عائلة سوناك إلى بريطانيا في الستينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي انتقل فيها كثيرون من مستعمرات بريطانية سابقة إلى البلاد لمساعدتها في إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية.
وبعد تخرجه في جامعة أكسفورد، التحق بجامعة ستانفورد، حيث التقى زوجته أكشاتا مورثي، ابنة الملياردير الهندي إن.آر نارايانا مورثي، مؤسس شركة "إنفوسيس" المحدودة عملاقة استشارات الأعمال.