السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات الكرام ورحمة الله وبركاته.
الامام الحسن العسكري(ع) مر بظروف خاصة، طبعاً كل امام من الائمة حينما نمر بملف حياته نرى بانه ابتلي بانواع غير ما ابتلي به بعض الائمة واحياناً تكون الابتلاءات مشتركة، طبيعة الظروف طبيعة الاحوال طبيعة الممارسة التي يمارسها خصوم اهل البيت، ظروف المؤمنين الشيعة الذين كانوا يتصلون بالائمة كلها تفرز افرازات تفرض على الامام ان يتعامل بصورة المناسبة والتي هي تعود بالصالح والمنقعة للاسلام والمسلمين، طبعاً العباسيين عملوا على تصعيد المواجهة مع اهل البيت(ع) واذا كان الصراع مع الائمة صراع اخر يعني استهدفوا استئصال الامامة اساساً باعتبار ادعاءانهم الثورة الاصليين وانهم هم الخلفاء الذين حاولوا اطفاء الشريعة على حكمهم وادارتهم للناس.
المهم ان الامام الحسن العسكري(ع) اولاً كان يعيش الغربة عاش بسامراء مبعداً عن اهله عن تلاميذه وعن جوه الذي ترعرع فيه، والغربة لها اثار سلبية ولها اثار نفسية مع ذلك سوء المعاملة والخشونة يعني التخشب الذي عامله بالمستعين او معتز او المعتمد هؤلاء الخلفاء الذين تعاقبوا وعاصروا الامام الحسن العسكري(ع). النكته الاساسية التي ابتلي او امتحن بها الامام الحسن العسكري هو اعتماد الخلفاء انذاك على المقولة التي نشرت هؤلاء المشعبذين السحرة كانوا يستخدمون علومهم بالتملق الى السلطة فكثفوا من هذا العنوان ونشروه، بان الامام الحسن العسكري يرزق ولد تكون على يده نهاية حكم الطواغيت يعني يلغى اي حكم مهما كانت قوته ومهما كانت موارده ومهما كانت قدراته يبلى، فشبه تهديد شكل هؤلاء كل واحد منهم يفكر ان يترك الحكم وريث، وراثة الى ابنه او ابن اخيه ومن هذا القبيل، فلما اخبروا بان الامام الحسن العسكري(ع) يكون له ولد وهو الامام المهدي(ع).
بالاضافة الى هذا رواة الحديث الذي كانوا يترددون على الخلفاء العباسيين انذاك او قبلهم رووا ما سمعوه وكتبوه من الاحاديث لا ينفرد بها الامامية لأن هذا النمط الذي يتردد على الحكام وعاظ السلاطين ورواة الاحاديث انذاك ما كانوا يعتمدون في احاديثهم على احاديث اهل البيت الروايات التي هم ينقلوها، مع ذلك هناك الكثير والاحاديث التي اشارت وبوضوح وبنص صريح على الامام المهدي، بالاضافة الى ذلك ما رواه جابر بن سمرة في مسند بن حنبل او في سنن ابن ماجه وغيرها وهو حديث رسول الله(ص)"يلي املر هذه الامة اثنى عشر امام وكلهم من قريش" ولدى تطبيق المواصفات يقول لابد من الاقرار بهذا المبدأ وهو الامام المهدي باعتبار الامام الحسن العسكري(ع) هو الامام الحادي عشر فما الذي حدث؟
ان هذا شكل هاجس خوف زعزع استقرار الحكام العباسيين ومن لف لفهم وطبعاً اسم ال محمد وتراث ال محمد هو اذا ترك يأخذ مساره وهذا يهدد عرش الظالمين ويفني ويلغي حكم الطواغيت. فكيف اذن يكون مدعم يعني هذا مدعم بقيام دولة وسلطة وحاكم مبسوط اليد بموجب الحديث الوارد عن رسول الله والذي رواة الائمة(ع) "لو لم يبقى من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر مهدينا اهل البيت ويملأ الارض قسطاً وعدلاً يعد ان تملأ ظلماً وجوراً" ينتقم يحاكم الطغاة يتأثر للمظلومين والمهدور حقوقهم يأثر ويتحمس لتطبيق شرع الله عزوجل ينهض نهضة قوية لافرار احكام القرآن مفاهيم القرآن، هذا كان هاجس جداً مقلق للطواغيت انذاك.
الذي حدث ان دار الامام واسرة الامام الحسن العسكري(ع) خضعت الة رقابة من اقسى رقابة، يقول المؤخرونةشكلت كوادر من الجواسيس من النساء من الرجال حتى بعض الروايات تقول ان العباسيين استخدموا الاطفال مع ذلك جند عدد من الاطفال لمراقبة دار الامام الحسن العسكري(ع) لكن هؤلاء لا يعتقدون بان هناك شئ نسميه بالغيب يعني هذه القوة الالهية التي تحول احياناً بين الانسان وبين بعض الموجودات، هذه القوة الالهية هي من ابرز عناوين المؤمن هؤلاء انى لهم بالايمان، القرآن يخاطب المؤمنين ويقول المؤمنين هؤلاء المتقين "الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة"، "ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين / الذين يؤمنون بالغيب" هؤلاء لا ايمان لهم بالغيب. فبناءهم ان الامور هي هكذا تسير على الطبيعة، فالله سبحانه وتعالى هو الحافظ ودخلت قوة الغيب في افشال هذا المخطط بحيث كان الامام المهدي(ع) وهو في بواكير صباه لا تشخصه عيون هؤلاء ابداً.
مثلاً كان ابو الاديان البصري من خيرة رفاق الامام او نقول المعتمد عند الامام العسكري كان يقوم بعملية بريد، تعرف ان الامام صحيح هو في الحجز في الاغتراب لكن الامامة لا تتعطل لان الحياة تدار بوجود الامام ببركة الامام، فكيف كلنت الامامة تصل معطياتها وفيوضاتها الى الناس بواسطة عناصر تعتمدهم الائمة(ع) وعناصر مجاهدة.
في الواقع قدمت تضحية هذا ابوالاديان البصري كان يقوم بعملية جابي يعني يجبي الاموال الى قم في ذلك اليوم، قم كانت قاعدة صيرفية بوجود الاشعريين انذاك ويذهب الى مدن اخرى واحياناً يذهب بمهمات معقدة جداً من الامام الحسن العسكري ويجلب الاموال، وتعرف السفر في ذلك اليوم صعب كان يقطع البراري ويجلب مبالغ من الاموال ضخمة من الخمس وغيرها للامام العسكري وبنفس الوقت يبلغ احكام الامام فتاوى الامام رسائل الامام توجيهات الامام العسكري لشيعته ومحبيه، فكان ابو الاديان البصري احياناً يلحظ وجود حركة ويرى من هذا القبيل او طفل صغير مثلاً لكن رقابة هؤلاء الظلمة وحراسهم وعيونهم برغم انهم كانوا يخترقون وتأتي نساء تخترق بيت الامام واسرة الامام بعنوان خدامة بعنوان تسأل او مريضة او من هذا القبيل، كل الغاية كانت للتجسس على الامام لكن يجري على الائمة ما يجري على الانبياء، كيف ان الله سبحانه وتعالى حما موسى من الدّ خصم له وهو فرعون الذي كان يطارد الالاف ليقتلهم لكن ما استطاع ان يقضي على موسى لان الله سبحانه وتعالى كما قلت الغيب حجب هذا الشر وهذا الخطر عن موسى كذلك هذه المشكلة عاصرها الامام الحسن العسكري وتصبر عليها وكان الغيب يمده بالمعونة وبالمدد، وبذلك سلمت شخصية الامام المهدي(ع) من الخطر وبقي الامام الحسن العسكري مصدر اشعاع وخير وعطاه للامة.
نسأل الله سبحانه وتعالى زيارة الامام في الدنيا وشفاعته في الاخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******