موضوع البرنامج:
أمير الامرة من القاب مولانا صاحب الزمان(عج)
قضية المهدي في الشعر العربي
ضيف البرنامج الشيخ محمد السند (ودعاء الندبة)
تحلية بالبصيرة الالهية هي صفة أخرى من صفات انصار المهدي (عج)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الافاضل و رحمة الله تعالى و بركاته تحية طيبة واهلا بكم و مرحبا في هذا اللقاء الجديد هل تعلمون اعزاءنا بأن أمير الامرة هو من القاب مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه لقبه بذالك جده امير المؤمنين عليه السلام كما جاء في حديث رواه الشيخ الثقة الفضل ابن شاذان من اصحاب الجواد و العسكريين عليهم السلام في كتابه الغيب مسنداً أن امير المومنين عليه السلام قال لولده الحسين عليه السلام ضمن حديث عن حوادث آخر الزمان ثم يظهر امير الامرة و قاتل الكفرة السطان المأمول الذي تحيرت في غيبته العقول و هو التاسع من ولدك يا حسين يظهر بين الركنين ويظهر على الثقلين ويعني عليه السلام بالثقلين هنا الجن والأنس و هذا الحديث يشتمل على اكثر من لقب من القاب مولانا الحجة المهدي ومما لاشك فيه ان التدبر في كل لقب من هذه الالقاب والتمعن في دلالاته يزيدنا معرفة بامام زماننا وهي المعرفة التي تنجي من ميتة الجاهلية ولذلك فاننا وبدءاً من هذه الحلقة سنخصص فقرة من فقرات البرنامج لعرض القابه عليه السلام واستناداً الى ماورد في النصوص الشريفة و هي خير معرف لها عجل الله فرجه اما الان فتتقل الى الفقرة الثانية و هي قضية المهدي في الشعر العربي اخترنا لهذه الحلقة ايها الأخوة والاخوات مقطوعتين سجلتهما المصادر التاريخيه ترجعان الى القرن الهجري الثاني تبينان فضاعة الظلم الذي الحقه الطغاة بأهل البيت عليهم السلام وعدم تصدي الامة اوعدم استعدادها لمواجهته الامر الذي يمكن على اساسه أن نفهم احد اسباب الغيبة اما المقطوعة الاولى فقد رواها الشيخ المفيد في اماليه والقاضي التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة وغيرهما ان حفصاً ابن عنتر وهو من عمال المنصور العباسي كتب اليه يخبره انه وجد على جدار ببلاد الهند الكتابة التالية.
جاء في هذه الكتابة يقول علي ابن محمد ابن الحسن ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليه السلام اتيت الى هذا الموضع بعد أن مشيت حتى انتعلت الدم وقد قلت:
عسي منهل يصفو فيروي ضمأةً
اطال صداها المنهل المتكبر
عسي بالجنوب العاديات ستكتسي
ويا لمستذل المستضام سينصر
عسي جابرالعظم الكسير بلطفه
سيرتاح للعظم الكسير فيحبر
عسي صوراً امسي لها الجور واقيا
سيتبعها عدل يحيى فينشر
عسي الله لاتيأس من الله انه
يسير عليه ما يعز ويعسر
تتميز هذه الابيات ببلاغة تصويرها لآثار الاعتقاد بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف و حتمية تحقق الوعد الالهي بأظهار عدله ودينه على الدين كله وهوالقادر القدير و الغالب على أمره الذي لايعجزه شييء في السماء فضلاً عن الارض فالاعتقاد بذلك يهون على المنتظرين الصادقين لفرج الله كل الصعاب التي يواجهونها في صراط الاستقامه على دين الحق وما يلاقونه من الجبابره والطواغيت والاعتقاد بذلك يبقى الامل حياً في قلوبهم يدفعهم للقيام بكل ما يستطيعون من اجل التمهيد لتحقق الفرج الالهي المنتظر اما المقطوعة الثانية فهي لعلوي آخر تصور شدة مطاردة الطواغيت لأهل البيت عليهم السلام وشدة الظلم المتتابع الذي انزلوه بهم والشاعر هو ابو ابراهيم علي ابن عبيدالله ابن محمد ابن عمر ابن علي ابن ابي طالب عليه السلام وهو من المحدنين وقد وصف بأنه اديب جواد وحليم.
قال ابو ابراهيم الملقب بعلي الطبيب لما سجن هارون الرشيد العباسي الامام موسى ابن جعفر عليهما السلام واشتد في ملاحقه وقتل الطالبيين.
كلما قلنا أتتنا دولة
أذهبت عسراً وجاءت بيسر
عطف الخوف علينا والردا
وصفاء الدهدرهن بكدر
صارم الله علينا ما لنا
ان هذا ليلاء مستثمر
قرع الشيطان فينا بيننا
فأتانا من جهات الخير شر
وفي هذه الابيات مستمعينا الافاضل اشارة الى كشف الممارسات العملية للحكومات المتعاقبة لزيف ادعاءاتها بأحقاق الحق وازهاق الباطل واقامة العدل الامرالذي يؤدي بالتالي الى ياس الناس من التيارات والاتجاهات الاخرى وتوجههم لاهل البيت عليهم السلام ومهديهم المنتظر لاقامة العدل.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاتة فقرة ضيف البرنامج من فقرات هذا البرنامج شمس خلف السحاب نستضيف فيها سماحة الشيخ محمد السند وهو ضيفنا خلال مجموعة من حلقات البرنامج للحديث عن دعاء الندبة الشريف الستجابة لمجموعة من الطلبات وردت للبرنامج.
سماحة الشيخ محمد السند انتم دخلتم في الحديث عن مضامين الدعاء دعاء الندبة الشريف من خلال قضية تاكيد الدعاء على وحدة الرسالات السماويه اشرتم الى قضية أن الاعتقاد بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو التجسيد العملي للهداية واكتمال الهداية الالهية تشريعياً وتدبيرياً من خلال السبب المتصل بين الارض والسماء كما يؤكد ذلك دعاء الندبة هذا هو السبب الاول لتاكيد الدعاء منذ بدايته على ذكر سلسلة الانبياء واستمرارها ثم سلسلة الائمة واستمرارها وانتهاءاً بالامام المهدي ارواحناله الفداء طيب هذا هو السر الاول او التفسير الاول هل هنالك قضية أخرى فيما يرتبط بهذا الجانب يعني من اسرار تاكيد الدعاء على وحدة واتصال سلسلة الانبياء والاوصياء.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم نعم هناك ربما لاعلي سبيل الاستقصاء والحصر حكمة نكاد نجدها يشار اليها في مضامين الدعاء المبارك ووحدة هذه السلسلة الاوهي بيان وحدة صراط الانبياء والرسل والاوصياء وأن كل الانبياء على صراط واحد وهذا ما يشير له القرآن الكريم من أن الدين هو واحد أن الدين عندالله الاسلام يعني منذ آدم ليس أن الدين عندالله الاسلام منذ بعثة سيد الانبياء بل إن الدين عندالله الاسلام يعني من يوم خلق السماوات و الارض الى يوم يطوي السماء كطي السجل هو الديانة الواحدة هي الدين الاسلام وهي تفترق عن الشرعة.
المذيع: يعني هنالك دين واحد وهنالك لكل امة شرعة و منهاجاً اما الدين الاسلام واحد.
الشيخ محمد السند: بلي وشرع لكم من الدين ما وصى به آدم ونوحاً وما اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى.
فأذن الدين هو واحد نعم لكل منكم جعلنا شرعة و منهاجاً ومن ثم نرى ان النبي ابراهيم في آيات عديدة من القرآن ينادي بالاسلام وربي اجعل في ذريتنا امة مسلمة لك وارنا منا سكنا.
المذيع: طبعاً الآيات الآن بالمضامين ننقل الآيات يالمضامين.
الشيخ محمد السند: نعم بهذا المضون في سورة البقرة وفي آخر سورة الحج ايضاً ملة ابيكم ابراهيم هو الذي سماكم من قبل المسلمين وايضاً في يعقوب وصيته لبنيه بالاسلام لاتموتن الا وانتم مسلمون ايضاً في وصية النبي موسي الى أتباعه ايضاً في وصية النبي عيسى لحوارييه في سور قرآنيه متعدده وكذلك في ما ذكر النبي يوسف حول آبائه يعقوب واسحاق وابراهيم إذن سلسلة الانبياء كلها تدعو الى دين واحد وان اختلفت الشرائع والمائز بين طبعا الدين دائرة الدين ودائرة الشريعة ان دائرةالدين هي التي تشتمل على اصول عقائد والمعتقدات واصول المحرمات واصول الواجبات يعني أركان الفروع هذه تقع في منطقه دائرة الدين لانسخ فيها و لاتبدل بل تكامل واتساع من نبي لآخر بحسب مقامات الرسل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فحينئذ بحسب مقامات الانبياء هناك فيه استوساع في العقائد لانسخ ولاتشطيب ولاتفنيد ولاتخطئة لان العقائد غير قابلة للتخطئة يعني نبي يبعث بعقيده ثم ينسنحها نبي آخر كالتوحيد او النبوة او المعاد او ما شابه ذلك بل إذن سلسلة العقائد دائماً تقع في دائرة الدين وكذلك اركان الفروع اصول المحرمات واصول الواجبات تقع ايضاً في دائرة الدين نعم تقاصيل مترامية للفروع هذه تقع في ضوء ماذا الشريعة كتفاصيل حكم الصلاة و الزكاة والصوم والحج والمعاملات والقضاء وماشابه ذلك.
المذيع: يعني هذه لها ارتباطات إن صح التعبير بمقتضيات الزمان وقابلة للتغيير.
الشيخ محمد السند: حينئذ اذا كان الدين هو واحد إذن مقامات الانبياء وصراط الانبياء هو على سلسلة واحدة لتبيان هذا الدين الواحد ومن ثم لانري حينئذ من دون بيان وحدوية هذا الخط وهذا المسار وهذا الصراط وهذا الدين الواحد ومع ضرورة وجود من يواصل مسار هذا الدين الواحد الذي ابتداه آدم حتى خاتم الانبياء حتى خاتم الاوصياء الا في نظرية اهل البيت عليهم السلام من ان هذه الديانة واحدة كلهم معصومون مطهرون وهو الذي يوجب الحفاظ على مثل هذا الدين الواحد بينما نجد في اتباع الشرائع السماوية الاخرى وفي المذاهب الاسلامية الاخرى لايقولون بعصمة الانبياء ولا يقولون يمثل هذا الوضوح من الدور الواحد لهم لأن وحدة الدور تتطلب العصمة لانه كيف تكون الادوار واحده الا اذا كانوا معصومين.
واما اذا قلت بعدم العصمة بالتالي سوف تتعد الادوار حتى في هذا الدين الواحد ولن تكون هناك وحدة وانما منشأ اختلاف فأذن سرضرورة العصمة في الانبياء وبقاء هذه السلسلة والحفاظ على هذا الدين لايتم الاعبرالقول بالعصمة وضرورة بقائها واستمرارها فأذن لايعتقد ولايقر بمقامات الانبياء كما هي عليه الا في مذهب اهل البيت حتى اتباع الانبياء الاخرين نجدهم لا يوقرون انبياءهم ولايعتقدون برسالة انبيائهم بما هي عليه من حق الاعتقاد الا في مذهب اهل البيت عليهم السلام فهذه أذن امتياز فائق جداً.
المذيع: شكراً جزيلاً سماحة الشيخ محمد السند مستمعينا الافاضل لنا متابعة للحديث حول دعاء الندبة الشريف مع سماحة الشيخ في الحلقة المقبلة شكراً لكم ايضاً.
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً.
المذيع: نتابع مستمعينا الافاضل تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالحديث عن صفة أخرى من صفات انصار المهدي سلام الله عليه وهي تحليهم بالبصيرة الالهية التي تجعلهم ينظرون بعين الله حسب تعبير الاحاديث الشريفة فيرون حقائق الامور كما هي فيتعرفون على عواقبها ولا ينخدعون يظواهرها ولا يعجلون مع المستعجلين ولا يدخلون في الامور المشتبهة ولا في عمل لا يتيقنون برضا امام زمانهم ارواحنا فداه عنه لنتدبر معاً ايها الاخوة والاخوات في الفقرات التالية حديث الامام السجاد عليه السلام في وصفه لانصار المهدي عجل الله فرجه والحديث رواه المفيد في اماليه قال عليه السلام لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لاينجو منها الامن اخذ الله ميثاقه اولئك مصابيح الهدي وينابيع العلم ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة والامام المهدي ارواحنا فداه هو نبع الفيض الالهي والرحمات الربانية وهو السبب المتصل بين الارض والسماء وتجليه للمومنين في عالم المنام والروية الصادقة اذا تحققت شروط صدقها واحدى وسائله لايصال الفيض الالهي للعباد وتثبيت المومنين على ايما نهم كما نلاحظ في القضيه التاليه التي نقلها العالم الجليل محمد ابن الحسن الحرالعاملي في كتابه القيم اثبات الهداة يالنصوص والمعجزات.
قال رحمه الله ما ملخصه، كنا جالسين في بلادنا في قرية مشغر في يوم عيد ونحن جماعة من اهل العلم والصلحاء فقلت ليت شعري في العيد المقنل من يكون من هؤلاء حياً ومن يكون قدمات فقال لي الشيح محمد وكان شريكنا في الدرس انا اعلم اني اكون في عيد آخر حيا وعيد آخر الى ست وعشرين سنة فقلت له انت تعلم الغيب قال لا ولكني رايت المهدي عليه السلام في النوم وانا مريض شديد المرض فقلت له انا مريض واخاف ان اموت و ليس لي عمل صالح القي الله به فقال عليه السلام لا تخف فان الله تعالى يشفيك من هذا المرض ولاتموت فيه بل تعيش ستاً وعشرين سنة ثم ناولني كأساً كان في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء و انا اعلم ان هذا ليس من الشيطان، قول الحر العاملي فلما سمعت كلامه كتبت التاريخ وكان سنة الفاوتسع واربعين ثم انتقلت الى المشهد المقدس سنة الف واثنتين و سبعين لما كانت السنة الاخيرة في قلبي ان المدة قد انقضت فرجعت الى ذلك التاريخ وحسبته فرأيته قد مضي منه ست وعشرون سنة فما مضت مدة نحو شهر اوشهرين حتى جائتني كتابة من اخي وكان في قريتنا يخبرني ان الرجل قدمات.
وقد نقل الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه قضايا اخرى في الكتاب نفسه بعضها ترتبط به حيث احاطة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف برعايته والطافه وفي احداها تفضل عليه بالشفاء من مرض مميت اصيب به وسننقلها انشاءالله تعالى في الحلقه المقبلة من هذا البرنامج ونختم هذه الحلقه بهذا الحديث النوراني المروي عن مولانا الامام الكاظم حيث قال عليه الاسلام القائم الذي يطهر الارض من اعداء الله عزوجل هو الخامس من ولدي له غيبه يطول امرها طوبي شيعته المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من اعدائنا اولئك منا ونحن منهم قدرضوا بنا ائمة ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة...
*******