البث المباشر

"مخيم شعفاط".. صمود وتحدٍ أسطوري فلسطيني، مقابل عجز و مأزق "إسرائيلي"

الأحد 16 أكتوبر 2022 - 09:54 بتوقيت طهران
"مخيم شعفاط".. صمود وتحدٍ أسطوري فلسطيني، مقابل عجز و مأزق "إسرائيلي"

أسبوع من الصمود والتحدي الفلسطيني بمخيم شعفاط وبلدة عناتا ورأس خميس ورأس شحادة شرقي القدس المحتلة، في تحد واضح للمنظومة الصهيونية، التي تفرض حصاراً خانقاً على المخيم الأكثر اكتظاظاً بالسكان، في أعقاب مقتل مجندة "إسرائيلية" في عملية إطلاق نار استهدفت حاجز شعفاط.

ويفرض الاحتلال حصاراً على مخيم شعفاط وأحياء رأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام وعناتا بعد مقتل مجندة وإصابة عنصري أمن بإطلاق نار استهدف حاجزاً عسكرياً على مدخل المخيم، فيما يزعم أن مطلق النار ما زال في المخيم وإنها تقوم بعمليات بحث واسعة عنه.

إضعاف المقاومة

المختص في الشأن "الإسرائيلي"، عزام أبو العدس، قال: "قادة الاحتلال يعتقدون نجاح سياسة الحصار وكي الوعي بجعل فئة تعيش تحت العقاب والفئات الأخرى تشاهد هذا العقاب، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول منذ عام 2007 انتهاج هذا الأسلوب لمواجهة وإضعاف المقاومة.

وأضاف أبو العدس لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه مع تصاعد العمليات الفدائية ضد "إسرائيل" أصبح هناك ضغط من قبل المستوطنين على حكومة الاحتلال بالقيام بإجراءات ملموسة تظهر على الاعلام، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب فاشل يزيد من احتكاك الفلسطينيين مع قوات الاحتلال ويزيد من حدة الاحتكاكات مع الاحتلال.

وأوضح أنه سياسة الحصار المفروضة على شعفاط ومحيط القدس فاشلة من الناحية العملية، وترضي المستوطنين من الناحية الإعلامية، مبينًا أن يدلل على المأزق الحقيقي لدى الاحتلال على صعيد المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية وعلى صعيد ضغط المستوطنين.

وأشاد المختص في الشأن "الإسرائيلي"، بالتفاف أهالي القدس والضفة واحتضانهم للمقاومة الفلسطينية، لافتًا أن هناك حالة وعي لدى الفلسطينيين حول دعم خيار المقاومة للتصدي لجرائم الاحتلال ومستوطنيه.

أوضاع إنسانية

على الصعيد ذاته، أكد مروان الغول مسؤول المؤسسات المقدسية يوم أمس، إن إغلاق قوات الاحتلال لمخيم شعفاط وعناتا وضاحية السلام ورأس خميس قد أنهي أسبوعه الأول، في إغلاق تنكيلي بعد عملية شعفاط التي نفذها أحد الابطال والتي أدت الى مقتل مجندة.

وقال الغول خلال تصريحات لصوت القدس أن الاوضاع الانسانية في مخيم شعفاط تتدهور وخاصة ان هناك طلاب مدارس ومرضى، وهناك تنكيل يومي واقتحامات مستمرة، يتخللها إطلاق نار وقنابل صوتيه وخاصة ان المخيم مكتظ بالسكان مما يهدد حياة المواطنين للخطر.

ووصف الغول الوضع في مخيم شعفاط أشبه بالحرب وخاصة ان هناك معاناة كبيرة، وخاصة في ظل نقص من المواد من الاحتياجات اليومية في المخيم والبلدات المجاورة للمخيم، مشيراُ الى ان هناك تواجد على مدار الساعة داخل المخيم وخارجه في محاولة لرفع الحصار وسط مناشدات لإنقاذ المواطنين.

وشدد الغول على أن العصيان المدني الذي أعلنه الاهالي لايزال مستمراً حتى فك الحصار ولابديل عن الاستمرار عن الصمود الوقفة الجادة حتى رفع الحصار.

العمل المقاوم

المحلل السياسي رياض العيلة، قال، إن استمرار حصار مخيم شعفاط ومحيط القدس المحتلة، يؤكد على أن الاحتلال يصر على إنهاء المقاومة ضد "إسرائيل"، مشيراً إلى "إسرائيل" تدفع بهذا الاتجاه لمحاولة إنهاء المقاومة التي تزداد قوة يوم بعد يوم في الضفة والقدس.

وأضاف العيلة: "الفلسطينيون يعيشون النكبة منذ 7 عقود وحتى اللحظة، هناك صمود أسطوري في وجه الاحتلال، وسط عجز الغاصب "إسرائيل" عن إخضاعهم، لذلك لا تفرق بين المواطن والمقاوم، ولجأ للعقاب الجماعي بحصار المدن".

وشدد على "ضرورة وقوف المقاومة إلى جانب الحاضنة الشعبية في وجه "إسرائيل"، وعدم الاستسلام لضغوطات الاحتلال مهما كان الحصار ودعم المقاومة المسلحة في الضفة والقدس المحتلتين.

وكانت إسرائيل حاصرت مخيم شعفاط السبت الماضي واقتحمته عشرات المرات بحثاً عن عدي التميمي (22 عاماً) منفذ الهجوم على حاجز عسكري قريب من شعفاط، قتل خلاله الرقيب نوعا لازار (18 عاماً)، وهي عنصر في كتيبة «إيرز» التابعة للشرطة العسكرية، وأصيب حارس أمني وهو في وضع خطير للغاية.

وأغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي المخيم بالكامل ومنع الدخول إليه أو الخروج منه، كما أغلق بلدة عناتا القريبة ونفذ عدة هجمات داخل المنطقتين بحثاً عن التميمي.

وأغارت قوات الاحتلال على مخيم شعفاط أكثر من مرة وحاصرت منازل واعتقلت فلسطينيين بدون أن تتمكن من الوصول إلى التميمي. وقالت شرطة الاحتلال إن أعداداً كبيرة من عناصر الشرطة والجيش (شرطة وجيش الاحتلال) وجهاز الأمن العام (الشاباك) يبحثون عن التميمي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة