البث المباشر

من السيرة المباركة للرسول (ص) واهل البيت (ع)

الإثنين 4 فبراير 2019 - 10:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 21

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء وخاتم المرسلين المصطفى ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين الغر الميامين.
عن ابي عبد الله الامام جعفر الصادق(ع) قال: "كان رسول الله(ص) في بيت ام سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في ذلك ما يدخل النساء فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت اليه وهو في جانب من البيت قائم يصلي رافع يده يبكي ويقول: "الهم لاتنزع مني صالح ما اعطيتني ابداً "وفي رواية" الهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين ابداً الهم لا تشمت بي عدواً ولا حاسداً الهم لا تردني في سوء استنقذتني منه ابداً" . فانصرفت ام سلمة تبكي حتى انتهى رسول الله(ص) من دعائه ومن صلاته فرأى ام سلمة تبكي فقال لها ما يبكيك يا ام سلمة فقالت تلك السيدة الجليلة ام سلمة زوجة رسول الله: بأبي انت وامي يا رسول الله ولم لا ابكي وانت بالمكان الذي انت به من الله اي كيف لا ابكي وانت تملك هذه الدرجة العظيمة عند الله وتخظى بتلك المنزلة الرفيعة عند الله قد غفرالله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ومع ذلك تسأله ان لا يشمت بك عدواً ابداً وان لا يردك في سوء استنقذك منه ابداً وان لا ينزع منك صالحاً اعطاك ابداً وان لا يكلك الى نفسك طرفة عين ابداً. فقال: "يا ام سلمة وما يأمنني يعني يا ام سلمة من يضمن لي ان لا تصيبني هذه المكارة" ثم النبي الاكرم اضاف الى كلامه قائلاً: "وانما وكل الله يونس ابن متى الى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان". نعم ايها المستمع الكريم، ايتها المستمع الكريمة ان الانسان بحاجة الى رعاية الله ابداً ودائماً بحاجة الى ان يكلئه ويحفظه ويحرسه بعينه التي لا تنام ويعتني به ويلطف به في كل لحظة من لحظات حياته لماذا؟ لأن ما يحيط بالانسان من اخطار لا تعد ولا تحصى يقول الشاعر: 

نفسي وشيطاني والدنيا والهوى

كيف الخلاص وكلهم اعدائي

لوالتفت يميناً ويساراً وشمالاً وجنوباً ونظرت الى امامك وخلفك لرأيت الاخطار المادية وغير المادية تحيط بك من كل جانب وانت لا تقدر بقوتك الذاتية وبما تملك من القوى ومن الامكانيات مهما كانت عظيمة، ومهما كنت مجهزاً بالاجهزة المختلفة ان تحرس نفسك بنفسك وان تحفظ نفسك بنفسك لان كثيراً من الاخطار التي تتهدد الانسان لا يعرف من اين تأتي ولا تعرف من اين تصيب الانسان خفية هذه السهام وهذه الاخطار خفية غالباً في مصدرها وفي جهتها فالانسان ضعيف امام هذه الاخطار "وخلق الانسان ضعيفاً" الانسان لا بدله من كهف يلجأ اليه لابد له من ملاذ يلوذ به، وملجأ يلجأ اليه، واي ملجأ واي ملاذ واي كهف واي حصن افضل من حصن الله ومن الكهف الالهي والملجأ الالهي والملاذ الرباني، ولهذا لابد ان يرعى الله الانسان لحظة بعد لحظة وخطوة بعد خطوة هذا هو الدرس العظيم الذي اكد عليه رسول الله في كلامه لام سلمة، فام سلمة هذه المرأة العظيمة هذه الزوجة الجديرة بالاهتمام والاحترم هذه التي يروي عنها المسلمون جميعاً الاحاديث ويجلونها ويحرمونها ويرون لها المقام الرفيع لما رأت رسول الله يطلب من الله هذه الاشياء يقول الهي لا تكلني الى نفسي طرفة عين ابداً، الهي لا تسلبني ما اعطيتني الهم لا تنزع مني صالح ما اعطيتني ابداً حينما رأت ان رسول الله يدعو بهذه الدعوات وهو رسول الله وهو خاتم النبيين وهو من له تلك المنزلة السامية والسامقة عند الله سبحانه وتعالى تعجبت وكأنها كانت تريد ان تقول: يا رسول الله انت بهذه المنزلة انت بهذه الدرجة تقول هذا وتطلب من الله ان لا يكلك الى نفسك طرفة عين ابداً فماذا يقول غيرك وماذا نقول نحن الذي ليس لنا ذرة من منزلتك وذرة من مكانتك عند الله وذرة من عظمتك ماذا نقول نحن انت لماذا تقول هذا الكلام وقد غفرالله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وهو يحفظك ويكلئك ويحرسك وانك خاتم النبيين وانك سيد المرسلين وانك احب الخلق الى الله وانك اعز الخلق عند الله سبحانه وتعالى. نجد النبي يجيبها ويقول: "يا ام سلمة وما يؤمنني اي من يضمن السلامة لي من الاخطار التي تحدق بي ومن الاخطار التي تهددني سواء الاخطار الماديه او الاخطار غير المادية الخفية ثم ان النبي اشار الى كلمه وقال: "وكأنما وكل الله النبي يونس الى نفسه وكله لحظة طرفة عين فحدث له ما حدث". نجد كيف وقع في مشاكل وفي قضايا الله سبحانه وتعالى قال لها لو لم يسبح، لو لم يعد لو لم يستغفر لبقي في بطن الحوت الى يوم القيامة. اذن فالانسان بحاجة الى الحفظ الالهي الى الحراسة الالهية الى العناية الالهية نعم ايها الاخوة وايتها الاخوات لابد لنا من ان نلوذ بلله سبحانه وتعالى ونعوذ به ولهذا علمنا الباري سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قال وهو يوجه في البداية الخطابه الى رسول الله وهو خطاب لنا في الحقيقة من باب اياك اعني واسمعي يا جارة او حتى يمكن ان يقال انه خطاب حقيقي الى رسول الله ونحن ايضاً يشملنا هذا الخطاب بالدرجة التالية قال: "بسم الله الرّحمن الرّحيم قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس". او قال له: "بسم الله الرّحمن الرّحيم قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد". نعم محاطون ومحاصرون بشرور واشرار كثيرين من الجن والانس وليس لنا مأمن وليس لنا ملجأ وليس لنا ملاذ وليس لنا كهف الا الله سبحانه وتعالى. وهنا اذكر بما قاله الامام الرضا(ع) عن ابائه عن رسول الله(ص) عن جبرئيل عن اللوح عن القلم عن الله سبحانه وتعالى قال الله: "كلمة لا اله الا الله حصني ومن دخل حصني امن من عذابي" وان اكبر الاخطار هو العذاب الاخروي الذي يتهددنا اذا عصينا الله فكيف نأمن من هذا العذاب الاخروي وكيف نأمن من هذا المصير الاسود القانم هذا المصير الخطير اذا دخلنا حصن الله وحصن الله هو طاعته هو اتباع اوامره، هو طاعة رسوله وطاعة الاوصياء الذين نصبهم وعينهم لاجل ان نتبعهم بعد وفاته وبعد رحيله ونتخذهم ائمة وقدوات. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة