وشارك في الدراسة التي أجرت فحوصا بدنية واختبارات بيولوجية مختلفة، أكثر من سبعة آلاف شخص تراوحت أعمارهم بين 55 و70 عاما.
وأكدت نتائج الدراسة أن النوم الصحي كان مرتبطا بانخفاض نسب فرص الإصابة بأمراض القلب والدماغ.
وأوصى الخبراء بأهمية الالتزام بجدول نوم مستقر، ما يعني محاولة النوم والاستيقاظ كل يوم في الوقت نفسه، مع محاولة تحسين بيئة النوم، من خلال جعل غرفة النوم مريحة وهادئة ومناسبة لدرجة حرارة الجسم.
وتشير دراسة نشرت في صحيفة "إكسبيريمنتال ميديسين" المختصة في الطب التجريبي، إلى أن الأرق المزمن يزيد من إنتاج خلايا مناعية مرتبطة بالالتهاب في جسم الإنسان.
ولا يقتصر تأثير الأرق المزمن على زيادة تلك الخلايا المناعية في الجسم، بل يؤدي إلى حدوث تغييرات مؤذية في حمضها النووي.
ويشرح الباحث المختص في أمراض القلب والعلوم العصبية في مدرسة الطب بـ"ماونت سيناي" في نيويورك، كاميرون ماكالبين، أنه عندما يمتد الأرق لستة أسابيع، فإن تلك التغيرات السيئة تبدأ في الحصول بجسم الإنسان.
وأشار إلى أن هذين العاملين، أي زيادة تلك الخلايا وحصول تغيرات في حمضها النووي، يزيدان من عرضة الجسم للإصابة بأمراض القلب.
ويحتاج الجهاز المناعي لدى الإنسان إلى عدد من خلايا الالتهاب حتى يظل قادرا على مواجهة العدوى والجروح، لكن الأمر ينقلب إلى ضده في حال حصول استجابة تفوق ما هو مطلوب.
وفي حال زيادة الخلايا المرتبطة بالالتهاب إلى مستوى كبير، فإن ذلك ينذر باضطرابات في الجهاز المناعي، الأمر الذي يفتح الباب أمام أمراض مزمنة.
ووفق الباحث ستيفن مالين، فإن ما توصلت إليه الدراسة يكشف أهمية اتباع عادات صحية في الخلود إلى النوم، من أجل إراحة الجسم، حيث يحتاج جسم الإنسان إلى النوم، وفق أربع مراحل ضرورية، خلال الليلة الواحدة، حتى ينال القسط المطلوب من الراحة.
وفي المرحلتين الأولى والثانية، يبدأ الجسم في خفض الإيقاع الذي يعمل به في حالة اليقظة، وهذا الأمر يكون بمثابة تحضير للمرحلة الموالية التي تعرف بـ"نوم الموجة البطيئة" ويُطلق عليها أيضا النوم العميق.
ويعمل الجسم في هذه المرحلة على استعادة الخلايا وإصلاح ما لحق به من أذى خلال النهار، فضلا عن تقوية الذاكرة، حتى يجري تخزينها على المدى البعيد.
وهذا النوم يحتاجه الجسم بشكل كبير حتى يستريح ويستعيد قدرته على أداء الوظائف، ثم تأتي المرحلة الرابعة وهي نوم حركة العين السريعة التي تعد الأخيرة، وفيما نرى الأحلام.
ويؤكد خبراء أن الشخص الذي لا يأخذ قسطا من المرحلة الأخيرة يكون معرضا للإصابة باضطرابات في الذاكرة والقدرات المعرفية، وربما مشاكل في القلب والوفاة المبكرة.
وأضافت لجنة رائدة من أطباء القلب، في الولايات المتحدة الأميركية، مدة النوم إلى قائمة الخطوات الأساسية للحفاظ على صحة القلب.
وأفاد رئيس جمعية القلب الأميركية الدكتور دونالد لويد جونز بأن هذه الخطوة تعكس أحدث الأبحاث حول عوامل الخطر لأمراض القلب.
ويوصي الباحثون، بالحصول على ما بين سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة، فيما يُنصح الأطفال بالحصول على المزيد، حيث أن الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم 5 سنوات يجب أن يناموا بين 10 إلى 16 ساعة يومياً، بما في ذلك القيلولة.
وذكرت جمعية القلب الأميركية أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وكذلك ارتفاع ضغط الدم والسمنة.